قضايا متعددة ناقشتها السينما المصرية ولا تزال تناقشها في أفلامها، مستوحاة من المشاكل التي تواجه المجتمع وأفراده على مر العصور.
الاتجار بالمخدرات
من أشهر القضايا التي فتحتها السينما المصرية منذ الثمانينيات الاتجار بالمخدرات، بعد أن قدمت فترة الخمسينات أفلامًا كثيرة عن تجارة الحشيش والكوكايين قبل ظهور انواع اخري من المخدرات.
من أبرز الأفلام التي تناولت الموضوع فيلم “ابن حميدو” وفيلم “رصيف نمرة ٥” و”سمارة” و”العار”، وغيرها من الأفلام.
وقدمت الفنانة نادية الجندي موضوع تجارة الهيروين في فيلم شبكة الموت، وحديثًا، أعاد الفنان أحمد السقا في فيلمه “الجزيرة” تقديم شخصية حقيقية لتاجر مخدرات وربطها بالأحداث الجارية.
الفتنة الطائفية
فيلم "ثلاثة على الطريق" للمخرج محمد كامل القليوبي تناول مشكلة الفتنة الطائفية، وفيلم “حسن ومرقص” الذي قام ببطولته الفنان عادل امام والفنان عمر الشريف، بالإضافة إلى أفلام أخرى عالجتها اجتماعيًا مثل فيلم “الخروج من القاهرة” الذي يروي قصة شاب مسلم يقع في حب فتاة مسيحية، وهو موضوع متداول ومكرر في الدراما والسينما المصرية.
التحرش
ظاهرة اجتماعية وقضية هامة أخرى تطور تناول السينما لها وهي التحرش.
في الخمسينيات والستينيات، قدمت لنا السينما وقائع كوميدية حول هذا الموضوع ولكن من منظور مبسط، خاصة أن المجتمع في هذا الوقت كان أكثر انفتاحًا على حرية المرأة التي اختلف ما كانت ترتديه علي سبيل المثال في السبعينيات وبين ما ترتديه المرأة المصرية الآن، أبرزت لنا السينما دون قصد هذا التفاوت في الشكل الخارجي والمضمون، المجتمع الذي أصبح بالفعل “محجبًا” انتقل من مرحلة المعاكسات اللفظية إلى مرحلة التحرش الجنسي، وتظل الشخصية الأشهر في السينما التي جسدت التحرش بشكل راقٍ، الفنان عبد الفتاح القصري بجملته الشهيرة: "يا صفايح الزبدة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، يا حلو يا لوز".
في الألفية الجديدة، انتقلت ظاهرة التحرش إلى مستوى آخر أكثر عنفًا، ويعد فيلم “٦٧٨” أحد أهم الأفلام التي ناقشت قضية التحرش بشكل مباشر وجاد، وتوالى بعد ذلك إقحام هذه القضية في السينما، حيث ارتبطت بأحداث أكثر عنفًا ودموية اقتربت من الاغتصاب.
هيفاء وهبي أصبحت نجمة سينما التحرش الأولى، في فيلمها الشهير “حلاوة روح” على سبيل المثال.
الاغتصاب
قصية الاغتصاب يتم تناولها عبر زاوية أخرى منفصلة عن قضية التحرش، ويعد أشهر مشاهد الاغتصاب في السينما الذي جسدته الفنانة فاتن حمامة في فيلم الحرام، الا أن سينما الأبيض والاسود قدمت هذه القضية على استحياء، حتى اصطدم المجتمع بقضايا اغتصاب علنية شهدتها قاعات المحاكم.
في الثمانينيات، حين انتبه صناع السينما إلي أهمية القضية وبدات تؤخذ على محمل الجد، قدم فيلم شهير يحمل اسم “اغتصاب”، ثم أصبحت القضية مرتبطة بمحاور أخرى كالفقر والجوع والجهل.
أزمة السكن
من القضايا التي أولتها السينما المصرية أهمية بالغة أزمة السكن التي تصاعدت في السبعينيات، وتم تناولها عبر أعمال كوميدية قدمت في شكل ساخر يعكس الحالة التي وصل المجتمع إليها، في فيلم “غريب في بيتي” وفيلم “أزمة سكن” و”شقة في وسط البلد” وغيرها من الأعمال.
الطلاق
لعل وقائع الطلاق التي استفحلت السنوات القليلة الماضية لم تكف لتفتح الباب أمام صناع السينما للاهتمام بتلك الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، ويظل فيلم “أريد حلًا” رغم أنه قدم في السبعينيات، إلا أنه يظل أهم وأشهر عمل سينمائي غير من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة وكشف الكثير من حقوقها المهدرة بعد الطلاق.
الإرهاب
ظاهرة الإرهاب تتصدر اهتمام صناع السينما المصرية، وهي القضية الأكثر حظًا في اهتمامات المخرجين بتقديمها، خاصة مع تطور استخدام التكنولوجيا وبرامج المونتاج وتطور الكاميرات، ما أعطى للصورة بعدًا آخر، فهذه الأعمال عادة تتضمن مشاهد مطاردات وقتل وتفجير وهي العوامل الجاذبة لجمهور كبير في السينما.
لم يختلف تقريبا صناع أي عمل فني على تعريف ظاهرة الإرهاب، وتشابهت تقريبا معظم الشخصيات من حيث الشكل النمطي الذي ترسخ في ذهن الجمهور عن شكل الإرهابي ذي اللحية الطويلة والجلباب القصير، وأشهر هذه الأعمال، فيلم “الإرهابي” و”الإرهاب والكباب” وأخيرًا “جواب اعتقال”.
تهريب الآثار
قضية ذات أبعاد قومية شهدت بعض الاهتمام من السينما المصرية، وهي قضية “تهريب الآثار” ولعل أبرز فيلم تناولها على الإطلاق وهو “فيلم المومياء”، وقدمها الفيلم بأسلوب فني راقٍ، حتى أصبحت الصورة السينمائية البديعة التي قدمت في هذا الفيلم أشهر من القضية نفسها، أما تناول السينما لتجارة الآثار بشكل عام، فقد كان شحيحًا، الدراما التليفزيونية أولت القضية اهتمامًا ربما يكون أكبر، وآخر ذلك شهدناه في مسلسل يونس ولد فضة.
الإدمان
الادمان من القضايا الهامة التي عانى منها ولا يزال المصريون، وأشهر من قدموا أدوار تلك القضية نادية الجندي التي أبدعت في تجسيد شخصية المدمنة عبر فيلمها “الضائع”، وكذلك أحمد زكي في فيلم “المدمن”.
العنف والبلطجة
العنف والبلطجة من القضايا التي اختلف شكلها من الخمسينيات إلى الآن، ففي الماضي، كان العنف مرتبطًا بشخصية بلطجي الحارة الشعبية، أو المعلم الذي يدافع عن أهل حارته، قبل أن يغير الجيل الجديد في السينما من شكل هذه الشخصية ويربطها بالإجرام، كما شاهدنا في فيلم “عبده موتة” وغيرها من الأعمال التي استفحل أثرها وتصدرت شاشات السينما، وانعكست بشكل سلبي علي المجتمع.