الخميس 9 مايو 2024

التحية الرئاسية

مقالات6-10-2022 | 20:31

الانتصار والانحياز للعطاء بلا حدود.. والتضحيات والبطولات فى الدفاع عن الوطن أو الذين حرصوا على رفع رايته.. والتميز والتفوق بما يضيف لرصيد الوطن.. وللكادحين والعاملين بشرف.. والمتمسكين بالمثابرة والاجتهاد والإصرار.. والنزاهة والشفافية والموضوعية وتمكين الجدارة والاستحقاق.. وإرساء القيم والمبادئ.. تلك هى ملامح دستور التكريم.. ومبادئ ترسخت على مدار أكثر من 8 سنوات.

لا تبنى الأمم صدفة أو اعتباطاً أو بالكلام، والشعارات، ولكن بقادة ورجال أفذاذ ساقتهم الأقدار ليصنعوا الفارق، ويسطروا أمجاداً جديدة خالدة فى صفحات تاريخها، لذلك لابد أن نتوقف بالتأريخ والتحليل والتوثيق أمام رؤى وإرادة وعقيدة هؤلاء القادة والزعماء الذين منحونا الأمل والفخر، وأتاحوا لأوطانهم البناء والتقدم والمكانة، واجهوا التحديات الجسام بنجاح من أجل أن يمهدوا الطريق نحو الانطلاق إلى آفاق المستقبل حيث القوة والقدرة، وعلى خطاهم تتوسم الأجيال تلو الأجيال ملامح الطريق إلى الحفاظ على مجد الأمم والأوطان وحتى نواصل المسيرة نحو البناء والتنمية.

من هنا، وعندما كنت جالساً متشرفاً بحضور الندوة التثقيفية الـ36 التى نظمتها القوات المسلحة للاحتفال بذكرى أعظم انتصارات العسكرية المصرية ملحمة العبور فى 1973، تحت عنوان «أكتوبر.. إرادة وطن» وخلال عرض بطولات وتضحيات المجموعة 139 صاعقة خلال حرب أكتوبر وتحديداً فى معركة أبوعطوة وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يؤدى التحية لهؤلاء الأبطال الذين دافعوا عن اسم مصر وحقها فى الانتصار ورد الاعتبار والثأر ورد الكرامة لما قدموه من شجاعة وبسالة كبدت العدو الإسرائيلى خسائر فادحة.. هنا أيضاً وللتاريخ وعلى مدار أكثر من 8 سنوات سألت نفسي.. الرئيس السيسى كرم من، وقدم التحية لمن، ومن حظى بتحيته واستقباله، قوائم التكريم الرئاسى تكشف بجلاء رؤية وعقيدة الرئيس السيسى خاصة عندما تتأمل نوعية المكرمين أو الذين شملتهم التحية الرئاسية، والتقدير الفاخر فمن هم؟ وماذا قدموا لمصر؟ وهل كان هذا التقليد موجوداً قبل الرئيس السيسي؟.. وهل كانت بنفس المشاعر الانسانية المتدفقة نحو هؤلاء الذين شملهم التكريم والحفاوة الرئاسية؟.

قوائم الذين نالوا التكريم والتقدير والتحية من الرئيس السيسي، تستطيع من خلالها ان تصل إلى نتيجة مهمة، غير مسبوقة لم نعهدها فى العهود السابقة، استثنائية فى حيثياتها وأسبابها، موضوعية فى اختياراتها، شديدة الانسانية فى مضامينها، متجردة فى مغزاها خلاقة فى أهدافها وانعكاساتها فى ترسيخ ثقة المواطن.. ان التكريم لمن أعطى وضحى وصاحب الجدارة والاستحقاق.

الحقيقة عندما تمعنت فى الرسائل المهمة التى جسدتها تحية الرئيس السيسى لأبطال الكتيبة 139 صاعقة وجدتها تأتى فى سياق جاء على مدار أكثر من 8 سنوات وانها طبيعية تكشف مفاتيح شخصية وطنية شريفة متفردة حريصة على التمسك بالقيمة والقيم النبيلة فى الانحياز والانتصار لأصحاب الجدارة والاستحقاق الذين أعطوا وضحوا ودافعوا عن الوطن، ولم يترددوا لحظة فى الاستعداد لبذل الجهد والعرق والدم والروح لرفع راية الوطن، أو هؤلاء الذين تفانوا وأخلصوا وتفوقوا فى مجالات ذات قيمة أضافت لهذا الوطن وللعلم والانسانية من العلماء الأجلاء، أو الذين تفوقوا وفازوا فى أكبر البطولات الرياضية فى العالم ورفعوا علم مصر، أو الذين أهدونا أرواحهم لنحيا وتحيا أوطاننا وتظل فى دائرة الخلود تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، أو الذين تمسكوا بأهداب الشرف والكفاح من أجل لقمة عيش يأكلونها بالحلال لا يسألون الناس إلحافاً، ولم يتجهوا إلى طريق الانحراف بل تمسكوا بشرف العمل وطهارة اليد حتى لو كان المقابل بضعة جنيهات، أو الذين جاءوا إلى الحياة من أصحاب الاحتياجات والقدرات الخاصة وذوى الهمم تراهم يسكنون القلب الرئاسى ويحظون بالرعاية والاهتمام غير المسبوق حتى بات المجتمع يفخر بهم، ولا يتنمر عليهم كما كان فى السابق ويعود الفضل لصاحب الرؤية الانسانية التى احتضنت جميع أبناء هذا الوطن، الرئيس السيسي.

لكن ما محددات وحيثيات التحية الرئاسية التى قرأتها فى دفتر أحوال سجل التكريمات الرئاسية لأبناء هذا الوطن؟، من أهم محددات وحيثيات التحية والتكريم الرئاسى هو العطاء بلا حدود، والذى يصل إلى الجود بالروح والدم، والبطولات الفذة التى صنعت الفارق فى مسيرة هذا الوطن وحققت له الانتصار والتفوق، وهؤلاء نجدهم فى رجال وهبوا حياتهم لمصر وعاهدوا الله والوطن على التضحية والفداء منهم من ارتقى شهيداً، أو بقى بطلاً شريفاً يشار إليه بالبنان، هؤلاء الذين ضحوا فى أصعب الأيام، وامتلكوا الشجاعة والبسالة والإقدام، وخاضوا الحروب التى دخلتها مصر وفرضت عليها ومنهم جيل أكتوبر العظيم الذى عاش واحدة من أصعب فترات هذا الوطن لكنه امتلك الإرادة والتحدى والشجاعة على إعادة الهيبة والكرامة للوطن، ورد الاعتبار والثأر.. وهزم المستحيل، منهم الشهداء ومنهم أبطال رحلوا عن الحياة أو مازالوا يعيشون بيننا.

التكريم والتحية الرئاسية أيضاً لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية فى ملحمة الحرب على الإرهاب وقوى الشر التى سعت إلى النيل من الوطن، لكن عزيمة الرجال وعقيدتهم الوطنية الشريفة وشجاعتهم وبطولاتهم وتضحياتهم صنعت النصر، فاستحقوا التحية والتكريم الرئاسى سواء من ارتقوا شهداء أبراراً أو بقوا على قيد الحياة رجالاً وأبطالاً، ولم يقتصر الاهتمام على تكريم الشهداء والأبطال وتخليد أسمائهم فى ذاكرة الوطن، ولكن أيضاً رعاية وتكريم واحتضان أبنائهم وأسرهم لأنهم قدموا الغالى والنفيس من أجل مصر.

التحية والتكريم الرئاسى وضع محددات جديدة ونبيلة لم نعهدها سابقاً وهى تكريم الشرف والكفاح، فهؤلاء المواطنون الذين دخلوا القصر الرئاسى واحتفى بهم الرئيس السيسى وكرمهم تقديراً لعطائهم وكفاحهم وشرف التمسك بطهارة اليد والاصرار على الحلال ولقمة العيش الشريفة.. فهذه هى فتاة الإسكندرية التى تجر العربة نموذج مصرى شريف تمسك بالعمل والكفاح من أجل لقمة العيش ومساعدة الأهل، وهذه فتاة أو سائقة التروسيكل مروة العبد ابنة الأقصر التى استقبلها الرئيس السيسى كنموذج مشرف للمثابرة والاجتهاد وقدوة للشباب فى الاصرار والكفاح.. ثم سائقة الميكروباص التى تعمل بشرف من أجل تربية أبنائها وتوفير نفقاتهم وأهداها الرئيس السيسى سيارة ميكروباص جديدة.

هل كان هناك من يفعل ما يفعله الرئيس السيسي، هل سبقه إلى هذا أحد من قبل؟، الاجابة لا، السيسى تفرد بترسيخ القيم والمبادئ وتقدير العطاء بالوفاء، كان ومازال موضوعياً متجرداً بعبارة العطاء والشرف ورفع راية الوطن لذلك تجده متحمساً للأبطال الذين شرفوا وانتصروا لمصر، ومتأثراً بقصص العطاء والتضحيات التى سطرها شهداء مصر الأبرار.

الرئيس السيسى الذى يحرص على الاحتفال بأول ساعات وأيام عيد الفطر مع أبناء الشهداء الأبرار.. يرسم البسمة على وجوههم، لا يشعرهم بغياب الأب أو الشقيق أو الابن.. يوفر لهم كل مقومات وأسباب السعادة، دائم السؤال عنهم وتوفير كافة احتياجاتهم، لا ينساهم فى كل لحظة لأنهم أبناء الأبطال الذين وهبوا أرواحهم وحياتهم لهذا الوطن، يرسل إليهم الفرحة إلى منازلهم، يقول لهم «نحن معكم وإلى جواركم ولن ننسى تضحيات وعطاء أبائكم وأبنائكم».. الرئيس الذى تحدث إلى أبطال الكتيبة 139 معتذراً ربما عما حدث فى العقود الماضية من نسيان عطاء هؤلاء الأبطال.. ورفع يده تحية لبطولاتهم وعطائهم وما قدموه لهذا الوطن.

المتأمل فى قوائم التكريم والاحتفاء الرئاسى يجد تنوعاً فريداً، لكنه لم ولن يخرج عن السياق والمحددات والحيثيات والنبل والشرف فلم تقتصر على الشهداء والأبطال الذين انتصروا لمصر.. ولكن أيضاً شملت قوائم التكريم العلماء وأهل العلم والدين الذين تفانوا فى خدمة دينهم ووطنهم وأرسوا قواعد الوسطية والاعتدال وصحيح الدين والسماحة وساهموا بقدر وفير فى العطاء من أجل العلم من أجل أجيال تتوالى تنهل من العلوم المختلفة سواء فى الدين أو سائر العلوم.. ولم تنس قوائم التكريم الرئاسى أيضاً هؤلاء الذين شرفوا مصر فى الخارج من علماء وخبراء وأهل النجاح والابداع الذين احترمهم العالم، كذلك الأبطال الذين اعتلوا المنصات فى البطولات الرياضية على الساحة الدولية ورفعوا علم مصر، وأيضاً أبناء مصر من ذوى الهمم، والاحتياجات والقدرات الخاصة، الذين استحوذوا على قدر كبير من الاهتمام والرعاية التى يشملهم بها الرئيس السيسي.

لم يكن احترام وتقدير الرئيس السيسى لقادة القوات المسلحة السابقين الذين صنعوا أمجادها وانتصاراتها والاعتزاز بتشريفهم وكيف كان الرئيس السيسي- حفظه الله- شديد التقدير للمشير محمد حسين طنطاوي- رحمة الله عليه- وبدوره الوطني، واحترامه وتقديره وإجلاله للرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، انه انحياز للقيم والمبادئ والعطاء، ومجاهرة بالانحياز للشرفاء والكادحين والأبطال ومن أعطوا لهذا الوطن بسخاء ودون تردد.

إن من يتأمل كيف يتعامل الرئيس السيسى مع أبناء وأطفال الشهداء الأبرار يجد نفسه أنه أمام انسانية عميقة ومتدفقة يجلسهم على رجليه.. ويطعمهم بيديه ويحملهم بحنان جارف.. ويلبى مطالبهم ويقبل رءوس أمهات الشهداء.. وينزل لكبير السن منهم لتكريمه.

نحن أمام دستور وعقيدة وطنية شريفة.. ترسى القيم والمبادئ والفضائل والانحياز للجدارة والاستحقاق والعطاء، إذن نحن أمام عصر ينتصر للمبادئ والقيم.. والبناء والتنمية والخير والازدهار والعدل والمساواة والنزاهة والشفافية، ينتصر لأعلى معايير الجودة ومواصفات التميز، فى البناء والعمل يستشرف المستقبل لا يعمل من أجل الحاضر فحسب ولكن أيضاً من أجل المستقبل والأجيال القادمة.

الانحياز للعطاء والشرف والإنسانية محور مهم فى رؤية الرئيس السيسى على مدار أكثر من 8 سنوات، وله ثقة كبيرة وارتياح واطمئنان لدى المصريين على القيم والمبادئ والانتصار لقيمة التضحيات والبطولات والتفوق والتميز والإنسانية.
 
الإدارات الهندسية فى المحافظات
 
لا أدرى ماذا تفعل جيوش الإدارات الهندسية فى المحافظات والأحياء، وما دورها؟ ولماذا لا تتحرك للاطمئنان على سلامة المبانى والمدارس أولاً بأول ويكون لديها (خريطة) لحالة المبانى والمدارس للحفاظ على سلامة الناس والتلاميذ وأين دور الجامعات؟ فلا تخلو محافظة من وجود جامعة أو أكثر وكل جامعة بها كلية هندسة فيها مختلف التخصصات، وأين شركات المقاولات والمكاتب الهندسية؟ وماذا عن دورهم المجتمعى على الأقل فى إطلاق مبادرة للوقوف على حالة وسلامة المدارس ومنها ما تم إنشاؤه منذ أكثر من 60 عاماً.. فهل ينتظرون ان نعزم عليهم، أليس هذا وطنهم، وبلدهم والمفترض ألا تكون كل أعمالنا بهدف الربح.. فيها جزء للوطن والناس أصحاب الفضل فى النجاح والأرباح.

لذلك من المهم، استغلال الإدارات الهندسية فى المحافظات وكليات الهندسة فى الجامعات ومكاتب الاستشارات الهندسية وأن يكون هناك نصيب من أعمال شركات المقاولات فى دعم الخدمة للناس وهو دور وطنى فى الوقوف على سلامة المبانى والمنشآت وخاصة المدارس ومدى حالتها وملائمتها، وهل هناك خطورة على التلاميذ والمساهمة فى أعمال الصيانة والترميم.

أرى أهمية تشكيل لجان هندسية تفحص سلامة المدارس على مستوى محافظات الجمهورية، تشمل جهات عديدة سواء فى المحافظات أو الجامعات أو المتطوعين من مكاتب الاستشارات الهندسية الكبيرة أو هيئة الأبنية التعليمية، وتشرف عليها جهات رقابية، وكذلك يمكن ان تكون تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لضمان جودة وسرعة الإنجاز، والدقة المطلوبة للاطمئنان على حالة المدارس وسلامة التلاميذ.

لا بد أن يكون لدى المحافظات الخيال فى الإدارة والتصرف، فبمجرد انتهاء العام الدراسى تبدأ على الفور الإدارات الهندسية فى فحص حالة المدارس.. والوقوف على مدى سلامتها وتحديد احتياجاتها.. ولا بد أن يكون لوزارة التربية والتعليم دور فى تحفيز وتذكير المحافظات بذلك أو وضع رؤية تضم العديد من الجهات الهندسية وما أكثرها فليس هناك أرقى من المساهمة فى الأعمال الوطنية التى تخدم المجتمع والناس.. فليس مطلوباً أن تقوم الدولة بكل شيء فمن يستطيع أن يقوم أو يقدم أى جهد أو مساهمة خلاقة لخدمة المجتمع والناس لا يتردد على الفور ولكن وفق رؤية وإشراف رسمى حكومى ينظم هذا الجهد، ويطمئن على سلامة الإجراءات، لكن جيوش الإدارات الهندسية فى المحافظات، ونقابات المهندسين الفرعية فى الأقاليم أيضاً وكليات الهندسة فى الجامعات، ومكاتب الاستشارات الهندسية عليها أن تتحرك جميعاً وتسهم فى هذا الدور الوطني.. ومن المهم إحداث نوبة صحيان للإدارات الهندسية فى المحافظات والأحياء التى تفرغت لأشياء أخرى لا داعى لذكرها وتركت مهامها ومسئولياتها، ومن المهم تحريك هؤلاء المتقاعسين والنائمين على المكاتب والمتفرغين لوظائف أخرى غير التى يحصلون منها على مرتبات وحوافز وعلى السادة المحافظين المتابعة والحساب وتطبيق قاعدة الثواب والعقاب لا التراخى والترهل.

السؤال المهم، لماذا لا تشكل لجان هندسية من الإدارات الهندسية فى المحافظات والأحياء، وكليات الهندسة فى المحافظات.. للفحص والدراسة والاطمئنان على سلامة الأبنية التعليمية والمدارس وأيضاً لماذا لا تشكل نفس اللجان للاطمئنان على حالة المبانى والعقارات والمنشآت فى كل محافظة وحتى لا ننتظر البلاء والكارثة بعد وقوعها وتطبيق أعلى معايير السلامة والأمان فى المدارس لحماية التلاميذ من أى خطر أو تصرف أو تدافع، أو حتى محاولات التزويغ والهروب والسلوكيات غير المسئولة.. الخيال فى الإدارة غائب عن الإدارات الهندسية فى المحافظات والأحياء، وفى انتظار من يحركهم، ويعرفهم واجباتهم ويظهر لهم «العين الحمرا».

Dr.Radwa
Egypt Air