كلما تكرر عرض مسلسل غوايش للمبدع القدير محمد جلال عبد القوي وددت مع كل مشاهدة له أن أخبر العالم عن جملة وردت به طالما رددها الراحل العظيم الفنان محمد توفيق "عم عفيفي" لابنته "غوايش" الفنانة صفاء أبو السعود عندما حدثته مرارًا وتكررًا عن رغبتها في تغيير حياتها التي اتسمت بالتواضع الشديد، وبأنها قد سئمت ما تمر به من أحداث ومواقف، ونمط حياة تطيل عليه في هذا الحديث حتى تصل إلى درجة الإلحاح في الطلب.

يجد الأب نفسه عاجزًا عن إيقاف طموحات ابنته ورغباتها التي تتجسد في حلم الزواج من ابن العمدة  "حسنين "والذي أدى دوره الفنان فاروق الفيشاوي الذي يمتلك دارًا وأرضًا، حسبًا ونسبًا، وهى فتاة فقيرة تقيم في عربة من الخشب يجرها حصان، وشريك رحلة يرغب في امتلاكها إنه ابن عمها "البرنس" الفنان إبراهيم عبد الرازق، تلك لمحة من لمحات حياة الفتاة الفقيرة الحسناء "غوايش".

يتعب الأب من الجدال فسنوات عمره الباقية لا تحتمل مواصلة النصح والإرشاد لابنته التي ما زالت تحلم فيسعى للبحث في معجم كلماته المتواضع عن كلمة أو قول يختصر به الزمن الذي لم يتبق له منه الكثير ليجد ضالته في حكمة أو مثل شعبي يمكنه من توصيل ما يود شرحه بالتفصيل لها وهنا يهمس قائلًا: "الرضا بالمقسوم عبادة يا غوايش".

لم تكن تلك الحكمة التي حولتها تجارب الأجداد وصاغتها إلى كلمات يتم توجيهها لغوايش فقط، بل كانت وستبقى لأجيال بأكملها أغلبها "غوايش" أجيال لا تكف عن الطلب، لا تؤمن بقناعة أجيال رأت الكماليات ضرورات حياة، وهذا ما يهدد مجتمعنا ويأتي على ماتبقى له من تماسك ليفرغه من الداخل دون أن ندري ثم نكتشف بعدها ارتفاع نسب حالات الطلاق المبكر بشكل مخيف، ندور بعدها في دوامة ما وراء الأسباب، ومتاهة طرق العلاج، فلا نجد حلًا سوى تلك الحكمة التي رددها العم عفيفي في أغلب حلقات المسلسل من دون ملل "الرضا بالمقسوم عبادة يا غوايش".