السبت 23 نوفمبر 2024

ثقافة

الشاعر ذر شاهر الشاوي: بيئة العراق الخصبة ثقافيًا محفز دائم للإبداع

  • 13-10-2022 | 18:17

الشاعر العراقي ذر شاهر الشاوي

طباعة
  • دار الهلال

علاقة جدلية قديمة الأثر، جمعت بين الأدب والطب، ويحدثنا الطبيب العراقي الدكتور ذر شاهر الشاوي، عن تجربته الشعرية، تكوينه، وانطلاقه نحو اللهجات العربية المختلفة، ليعبر بها عن حال الإنسان في بلادنا المترامية، من خلال برنامج "المنصة الثقافية"، الذي تقدّمه الإعلامية داليا وفقي عبر قناة النيل الثقافية.

 

وأوضح الدكتور الشاوي، أنّه يمكن للإنسان أن يخطط مسبقًا لامتهان أيَّ مهنة مثل الطب أو الهندسة أو غيرها، أما الأدب والفن، فهما تراث إنساني ومعرفي، فالمهنة تتطلب قرارًا، بينما الأدب يتكون في ومضات منذ الطفولة، تتجمع حتى تصبح طريقًا، ثم يصقل هذا الطريق. ويشترك الطب والشعر في أنّه حينما تنضج التجربة يبدأ التطوير، بالنهاية الطب يتعامل مع الإنسان جسدًا، والأدب يتعامل مع الإنسان نفسًا وروحًا ووجدانًا.

 

وأشار إلى أنَّ "البيئة عمومًا في العراق، تساعد على الاتّجاه نحو الأدب، لاسيما على صعيد العائلة، فقد كان أحد أعمامي شاعرًا، والآخر معلمًا للغة العربية، وهو ما شجع وجود نزالات شعرية عدة خلال نشأتي تحدث من حولي، وفي مرحلة الشباب كانت القراءة، مع توفر دواوين الجواهري والسياب وقباني ومحمود درويش".

 

وبيّن الشاعر العراقي، عضو اتّحاد الكتاب العراقي، أنَّ "البداية كانت مع قراءة الشعر في العصور المختلفة، ولكن مهرجان المربد الشعري كان الرافد الأكبر للشعر الحديث، فهو الذي قرّبنا من الشعر العربي والعالمي، وهذه الأجواء الثقافية كانت محفزة، فبالنهاية الشهر هو استفزاز لمن لديه الموهبة في الكتابة".

 

ولفت إلى أنَّ "التجربة الشعرية لا تقتصر على اللغة العربية الفصيحة، فقد بدأت مشروعًا للكتابة باللهجات العربية المختلفة، كالمصرية واللبنانية والخليجية، فضلاً عن اللهجة العراقية، وهو مشروع تشكيلي شعري، تمامًا كما الفن التشكيلي، يأخذ فيه الشاعر مفردات من الحياة، التي تختلف بين الريف والمدينة، وهذا التشكيل ينقل بيئة وثقافة وتاريخ المنطقة. الشاعر هنا لا يكون بالضرورة قد عايش التجربة، ولكن دوره في رصدها والتعبير عنها بلغة أهلها، ليس فقط بلغته الخاصة".

 

وأكّد الشاعر الدكتور ذر الشاوي، أنّ اختياره للهجات المختلفة جاء من باب السعي نحو المتلقي، فأنا حينما أخذ أدوات من المجتمع الريفي مفردة "التُرعة" في الصعيد، أجدها تصير "التِرعة" في مناطق أخرى، وهو ما يعبر عن المنطقة، ومحدودية اللهجة لا تعني أن نتخلى عن عمق حياة الإنسان الذي يمارسها.

 

وأضاف: "تأثرنا بالشعراء الرومانسيين، في بداية حياتنا، ولكن يمكن للشعر أن يخرج عن الرومانسية في بعض المجالات، كأن يدخل إلى الفلسفة والحكمة، وأحيانًا أخرى إلى الواقع، فمساحات التحرك في الشعر واسعة".

 

وأوضح الشاوي، أنَّ عنوان الديوان، كعتبة من عتباته، نختاره غير مباشر، ليفتح أبواب التفكير لدى المتلقي، على أن يكون مبررًا داخل الديوان، مشيرًا إلى أنّه من هنا جاء اختياري لعناوين الدواوين:

- (في أول الضوء) 2016، والذي جمع بدايات الكاتبة لدي،

- (أبواب الرحيق) 2019، وهو المفتاح لما بعد الانطلاقة الأولى.

- (سادن الرفيف) 2022، بداية الخفق الشعري الإنساني

- مشارف الهديل، تطور التجربة الإبداعية

- اللهجات شعرًا، المشروع الإنساني الذي أحاول فيه تقريب الشعوب العربية من بعضها شعرًا وغناء.

 

وعن دور المرأة في شعر الدكتور ذر الشاوي ، قال: "هو انعكاس لثنائية المرأة والرجل في الحياة، فالتفاعل الجدلي، وضرورة استمرارية الحياة تعطي بعدًا آخر للحياة، وعندي الاحترام بين الطرفين ووضع المرأة في مكانتها الحقيقية التي تستحق، هو ما أسعى إلى ترسيخه من خلال كتابتي، لكن تستهويني المرأة الصادقة المثابرة".

 

أما في شأن أكثر أشكال الشعر التي تستهويه فأضاف: "يظل شعر التفعيلة هو أكثر ما يستهويني، فهو يحمل النغم أثناء التأليف، أما المعاني الموجودة في النثر، فلها آلية مختلفة في صياغتها، وكلاهما رفدا مشواري الإبداعي ووصولي إلى الشعر الغنائي، الذي هو وسيلة أخرى من وسائل إيصال الشعر إلى شريحة أكبر من المتلقين".

 

يذكر أنَّ برنامج "المنصة الثقافية"، الذي تقدّمه الإعلامية داليا وفقي عبر قناة النيل الثقافية، استضاف الشاعر العراقي الدكتور ذر شاهر الشاوي، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

الاكثر قراءة