الجمعة 22 نوفمبر 2024

بالصور.. «العشوائيات» تزحف إلى الحي الراقي.. والباعة الجائلون يغزون المعادي

  • 5-8-2017 | 15:22

طباعة

لم يكن تشويه معالم حي المعادي بتشييد العقارات الشاقة بدلًا عن الفيلات والقصور فقط هو الكارثة الوحيدة التي غيرت ملامحه وسرقت بريقه، ولكن الإهمال والتغافل ضربه من كل جانب وعصف يقيمته الحيوية والتاريخية، فالعشوائيات قابت قوسين أو أدنى من اختراق الحي الراقي وحاصرته من جميع الاتجاهات وتمركزت في ميادينه، وظهرت معالمها في شوارعه وترجل أبنائها في شوراعه.

 

خلال السنوات الأخيرة، وما خلفته أحداث الخامس والعشرين من يناير من عام 2011، تأثر الحي الراقي بالخلل الذي عصف بالمجتمع، والذي أثر بشكل كبير على الجهاز الأمني وآدائه بما سمح للعشوائيات باختراق المناطق الراقية، حيث انتشر بالحي الباعة الجائلين وتجول التوك توك في شوارعه ونبش الفقراء في أكوام قمامته وسط حالة من التراخي في التعامل مع العوامل والظواهر الدخيلة.

 

المعادي تعتبر من أرقي أحياء القاهره التي كان يسكنها باشوات وأرِسْتُقْراطِيَّة الزمن الجميل، أما ما يحدث فيه الآن سيحوله إلى حي شعبي يشبه الزاويه الحمراء والوايلي ودار السلام.

قسمات الحي الراقي بدأت تندثر وتحل مكانها عقارات شاهقة وعشوائية ووظواهر سلبية, فأصبحنا نرى التوك توك يجوب شوارعها والقمامه تملأ ميادينها والباعة الجائلين يحتلون أرصفتها.

 

المعادي الملكية

المعادى التي أنشأه الخديوي إسماعيل  وشيد خط السكة الحديد وهو أول حى أنشئ في ضواحيه محطة للطاقة الشمسية.

ومن محطة قطار المعادي كانت تتفرع شوارع المنطقه بشكل مستقيم، وحمل الشارعان الرئيسيان اسمي ملوك مصر فؤاد الأول و الأمير فاروق, بينما سميت الشوارع الأخرى بأسماء مؤسسيها من اليهود والبريطانين, فكانت تسمي قطاوي وموصيرى وأدامز و وليامسون، إلا أنها تغيرت في الأعوام الأخيره لتحل محلها الأرقام مثل شارع 9 الرئيسي وشارع 105.

 

وعلى الرغم من مرور السنوات ورحيل الأجانب عن مصر, إلا أن حى المعادى ما زال مفضلا لدى دول كثيرة وشيدت سفاراتهافيه، يوجد فى الحى اليوم 26 سفاره أجنبيه.

 

توك توك الحي الراقي

ومن الظواهر التي باتت ملاصقة لأذهان الجميع خلال الفترة الأخيرة، ظاهرة "التوك توك" التي أطيبت أبرز الدواخل على أغلب الأحياة الراقية، لم يكتف أصحاب التوك توك بالسير في الشوارع بل اصبحوا يتراصون أمام في الميادين والمحطات الرئيسية وتوغلون أمام محطات المترو.

 

"محمد عمران" أحد سائقي التوك توك قال إن عمل بالحي لأنه منطقة راقية وأصحابها تدفع أموالًا مرضية، وإنه اضطر للعمل كسائق توك توك بعد تخرجه من الجامعه وفشل فى الحصول على وظيفة مناسبة.

 

أما "حسن علي" قال إن ارتفاع الأسعار وقلة الوظائف المتاحة دفعت الشباب لقيادة التوك توك باعتباره أفضل الوسائل المتحاحة للعمل، مشيرًا إت مؤهلاتهم العليا هي من دفعتهم للعمل بالمناطق الراقية.

ولم تتقيد ظاهرة التوك توك على الشباب فقط بل تفشت بين الأطفال، الذين ظهروا في أغلب المناطق وليست الراقية فقط.

 

النبش في مخلفات الأغنياء

أما مشكلة القمامة فتفشت بشكل كبير ولم يتم رفها بطريقة عاجلة من قبل الحي كما كان يحدث من قبل بل استمرت مثلها مثل غيرها من الأحياء الشعبية، فنرى تلال القمامة منتشرة في كل شارع وميادين الحي.

 

ولم يتوقف الوضع عند هذا بل لجأ النباشون للبحث عن المواد الصلبة وباقي الطعام في صناديق القمامة مما جعلها متناثرة على نطاق أوسع.

 

إحدى السيدات تقول إنها أرمله ولديها أطفال صغار يجب أن تطعمهم فتضطر للبحث في القمامة عن أي شئ يسد جوعهم، وربما تكون المناطق الراقية أفضل في الحصول على طعام مناسب.

 

مقتنيات الفقراء على أرصفقة الأغنياء

من ناحيه أخرى، انتشر الباعة الجائلين في شوارع الحي الراقي وتواجده بين ميادينه وانتشروا على أرصفته بداية من محطة مترو المعادي حتى حي البساتين، فيشهد كوبرى المعادي تزاحم وسائل المواصلات وأسفله يتنافس الباعة الجائلين الذين ينصبون أكشاك غير مرخصة لبيع الشاي والملابس والأحذية فضلا عن انتشار بيع المواد المخدرة بين شوارعه باعتباره أكثر الميادين هدوءًا وأمانًا.

 

" شوقي علي"، أحد الباعة الجائلين، أنه حاول كثيرًا البحث عن وظيفة ولم يجد فعرض عليه صديقه أن يشاركه في بيع الملابس أمام محطة المترو والبيع في شوارع المعادي القريبة.

أما سيد حنفي، أحد البائعين أيضًا، يقول إنه قام ببيع الأغراض المنزلية أمام محطة المترو لتدبير تكاليف زواجه لعدم وجود إي مصدر آخر للدخل.

 

يأتي ذلك وسط عشوائية البناء، فبعد أن كان الحى يغلب عليه الفيلات والقصور، استبدلت الآن بالعمارات و الأبراج الشاهقة

 

 

آليات الحي لمواجهة العشوائيات

العميد طارق اليمني، رئيس حي المعادي وطرة، قال لـ«الهلال اليوم» إن الحي يواجه بصفة مستمرة الإشغالات والتعديات التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، ويتم إزالتها بصفة دورية

 

ولفت إلى أن الباعة الجائلين والمعتدين سرعان ما يعودون مرة آخرى إلى أماكنهم، وهنا يكمن دور الشرطة في تكثيف الدوريات وتحرير محاضر لهؤلاء المعتدين حتى لا يقدمون على ذلك مرة آخرى

 

وأكد أن الحي وضع عقوبة رادعة لسائقي التوك توك تصل إلى 1500 جنيه حال ضبطه في شوارع الحي، فضلا عن شن حملات دورية للقضاء على تلك الظواهر.

 

وأشار إلى أن التغيير ضرورة واجبة على سكان الحي وأن يقدموا يد العون للسلطات التنفيذية حتى نستطيع وقف تلك التعديات التي سيتم منها واستئصالها نهائيًا بأي شكل من الأشكال.

 

وتابع:" أن غلاء الأسعار له دور فى انتشار العشوائية ونبذل قصارى جهدنا لعودة الحى لما كان عليه من قبل.

    الاكثر قراءة