مع انتشار استخدام الكبار والصغار على حد سواء لوسائل التواصل الاجتماعي، ونشر البعض لكافة تفاصيل حياته على صفحاته الشخصية للعامة، يتعرض الكثيرون للابتزاز التكنولوجي من خلال محترفي تلك الجرائم الإلكترونية، الأمر الذي يؤثر سلبًا على  ضحايا هذا الابتزاز.

وفي هذا التقرير، نستعرض الأبعاد النفسية والاجتماعية لجرائم الابتزاز التكنولوجي، والأهم كيف نتجنبها.

أفاد الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، بأن المواطنين يعرضون أنفسهم للابتزاز الإلكتروني من خلال إتاحة معلوماتهم الشخصية على السوشيال ميديا، فيستغلها البعض لابتزازهم لاحقًا، موضحًا أن هناك شخصًا أدعى أنه طبيب نفسي على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعالج المرضى النفسيين مجانًا، ويقوم بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم على مدار الساعة على السوشيال ميديا، ثم يقوم بعدها باستغلال الضحايا ويبتزهم بنشر معلوماتهم وفضحهم أمام أهلهم والجميع، وذلك نموذجًا من بعض جرائم محترفي الابتزاز الإلكتروني في الإيقاع  بضحاياهم.

كما لفت إلى أن هناك أيضًا الابتزاز العاطفي وقصص الحب التي تنتهي بالانتحار أو الانطوائية أو الاكتئاب الشديد، فهناك الشخص الانطوائي في الحياة الواقعية، ولكنه اجتماعي بشكل كبير على السوشيال ميديا، فهو يعاني من اضطراب نفسي، ولا يستطيع ترجمة هذه الاجتماعية على الحياة الحقيقية. 

ومن جهتها، توضح الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم أجمع في الوقت الراهن، يحمل المزايا والعيوب على حد سواء، فهناك من يقوم بسرقة الصور والمعلومات والبيانات الخاصة بالمواطنين واستغلالها لصالحه أو ابتزاز الضحية، فهذا يدل على المرض النفسي الذي يعاني منه هؤلاء الذين يقومون بالابتزاز، مؤكدة على أهمية معاقبتهم قانونيًا لمواجهة هذه الجرائم الإلكترونية التي يتعرض لها المواطنين.

مطالبة وسائل الإعلام بزيادة دورها التنويري والتوعوي للمواطنين بشتى الطرق؛ لمواجهة هذه النوعية من الجرائم وحماية أفراد المجتمع.