كتب : هيثم الهوارى
لا أعرف كيف يدير وزير السياحة وزارته فالمهرجانات الجادة والتى تعود على مصر بفائدة كبيرة من إقامتها سواء من الناحية الفنية أو السياحية يرفض دعمها ويضع شروطاً تعجيزية لتقديم هذا الدعم ومهرجانات البيزنس أو التى لا لزوم لها يقدم لها كل الدعم من إقامة واعاشة فى فنادق خمس نجوم وايضا تذاكر الطيران واتوبيسات للانتقالات كما حدث فى مهرجان مصر الدولى لموسيقى الفرانكو آراب والذى أقيم بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 21 : 25 يوليو الماضى دون ان يحقق أى فائدة للبلد اللهم إلا الارباح التى حصلت عليها إدارة المهرجان من بيع التذاكر واشتراكات المشاركين والرعاة.
بداية المهرجان
حينما تمت دعوتى لحضور فعاليات مهرجان مصر الدولى لموسيقى الفرانكو آراب .. اعتقدت من اسم المهرجان انه سيحتوى على فعاليات فنية موسيقية خاصة بالدول الناطقة باللغتين الفرنسية والعربية- كما هو مفهوم من الاسم - لكننا اكتشفنا أن المهرجان عبارة عن مسابقة غنائية بين بعض الشباب غالبيتهم من مصر وبعض الدول العربية دفعوا مبالغ نقدية للمشاركة فى المهرجان 1500 جنيه للمصرى و180 دولاراً للاشقاء العرب والاجانب، بالاضافة الى بيع تذاكر حفلات المهرجان - حسب ما ذكره موقع المهرجان وهو ما يتنافى مع اللوائح والقوانين خاصة مع جود دعم من الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة وخاصة وزارة السياحة - وهو ما أكده مصدر مسئول بوزارة السياحة التى وفرت إقامة وإعاشة وتذاكر طيران واتوبيسات سياحية .
فعاليات المهرجان
اختلفت الفعاليات التى أقيمت بالفعل عما أعلنته إدارة المهرجان من قبل على موقعها الالكترونى والتى انحصرت فى مسابقة الاغنية بعد إلغاء مسابقة الاغنية المصورة وعدم حضور جميع أعضاء لجنة التحكيم وعلى رأسهم المخرج جميل جميل المغازى وتضم المخرج أحمد المهدى ،المخرج فادى حداد، مدير التصوير نزار شاكر، ستايلست مها بركة، ومصمم الاستعراضات اللبنانى شارل ماكريس حسب ما أعلنته إدارة المهرجان.. أما لجنة تحكيم مسابقة الاغنية فتكونت من الموسيقار هانى شنودة رئيسا ويحيى الموجى ومحمد الحسينى والشاعر عنتر هلال، ولم يحضر الفنان الليبى ناصر المزداوى و هانى الصغير كما سبق الإعلان عنهما.
فضلا عن عدم حضور الفرق الموسيقية والفنية من الدول التى سبق الاعلان عنها وتم الاكتفاء ببعض الفرق الموجودة فى مصر ومنها اوركسترا وزارة الشباب والرياضة بتذاكر مدفوعة الاجر.
المتاجرة بالفنانين
لم تتوقف فضائح إدارة المهرجان عند هذا فقد أعلن الفنانان رامى صبرى ونيكول سابا عدم معرفتهما بأى شىء عن مهرجان مصر الدولى لموسيقى الفرانكو آراب رغم وضع ادارة المهرجان اسميهما فى جدول الفعاليات .
وقال رامى صبرى فى بيانه للصحفيين ان الأخبار والإعلانات التي روج لها مهرجان مصر الدولي لموسيقى الفرانكو آراب عن إحيائه حفلاً ضمن فعاليات المهرجان يوم 26 يوليو الماضى غير صحيحة.. مضيفا إن المهرجان يتاجر باسمه للترويج لفعالياته، مؤكدًا أن جدول حفلاته الحالي لا يوجد به أي حفل لصالح المهرجان.
وهو ما أكدته ايضا نيكول سابا قائلة إن إدارة المهرجان تواصلت معها لكن لم تصل معهم لاتفاق وبالتالي فإن الحفل لاغٍ ولن تقوم بإحيائه، مضيفة إن تلك المفاوضات كانت منذ فترة طويلة وتوقفت اى انه لم يكن هناك أى لزوم لوضع اسمها فى جدول العروض.
المهرجان لم يتوقف فقط عند هذا بل أعلن من خلال جدول الفعاليات تكريم يسرا وسمية ورامى جمال وهو لم يحدث اطلاقا.
لم تكتف ادارة المهرجان بمشاكلها مع الفنانين عند هذا الحد بل كانت هناك مشكلة كبيرة مع الفنانة بوسى بسبب تذاكر الطيران وايضا عدم حصولها على الاجر المتفق عليه والذى وصل الى 150 الف جنيه ولم تصعد خشبة المسرح الا بعد تقاضيها أجرها بالكامل. وكان هذا فى الواحدة صباحا مما جعلها ترفض اقامة أى حوارات أو لقاءات صحفية أو تليفزيونية .
التنظيم
لم يكن فى المهرجان اى نوع من التنظيم منذ البداية وقد ظهر هذا واضحا فى التحركات والتسكين وتنظيم الفعاليات التى تسببت فى مشاكل كثيرة مع الصحفيين وضيوف المهرجان الذين رفضوا حضور الفعاليات ردا على إهمال إدارة المهرجان خاصة فى عدم وجود وسيلة للانتقال الى مكان المهرجان وايضا فى توفير جميع الاماكن امام المسرح لحاجزى التذاكر ووضع الصحفيين وضيوف المهرجان فى اماكن لا يمكن من خلالها متابعة المسابقة والعروض المقامة.
وقد صعد الصحفيون الامر بالشكوى للواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء الذى اكتفى بحضور الختام ولم يرسل حتى مندوبا عنه فى حفل الافتتاح ورغم تدخل المحافظ الا ان سوء التنظيم استمر حتى فى اليوم الختامى وظهر هذا واضحا فى عدم توفير وسيلة المواصلات للرجوع من شرم الى القاهرة مما جعل الصحفيين وبعض الضيوف يفكرون فى عمل محضر بقسم شرطة شرم الشيخ وأرسلوا لرئيس المهرجان بهذا، فتوفرت وسيلة الانتقال والعوده للقاهرة.
التحقيق
ما حدث فى مهرجان مصر الدولى لموسيقى الفرانكو آراب لا يجب ان يمر مرور الكرام بل يجب فتح تحقيق فى كل وزارة دعمت هذا المشروع ومجازاة المسئولين الذين وافقوا على تقديم كل هذا الدعم .
كما اتمنى لو استطاع السيد وزير السياحة اعادة التفكير مرة أخرى فى دعمه للمهرجانات والوقوف بجانب المهرجانات الجادة والابتعاد عن مهرجانات البيزنس.