لمهن الآباء تأثير كبير على الأبناء، فقد تكون مصدر لتفاخرهم، وقد تكون مصدر لخجلهم وشعورهم بالتعاسة، فمتى يكون الأبناء أكثر إدراكً وتأثرًا بمهن الآباء وكيف يمكن مواجهة هذا التأثير إذا كان يسبب لهم مشاكل نفسية.
فى هذا السياق يقول الدكتور جمال الفرويز أستاذ الطب النفسي، أن إدراك الأبناء لمهن الأباء وتأثرهم بها يكون أكثر وضوحًا في سن المراهقة ويكون لعامل التنشئة دور كبير في تقبل الطفل أو رفضه لهذه المهنة، موضحاً أن الطفل حينما يكون محباً للأب وتربى على احترمه وتقدير ما يبذله من جهد من أجله وأجل إخوانه، فإنه يكون أكثر تقبلاً لمهنته،مهما كانت متواضعة.
وأضاف : “ولكن إذا لم تتوفر مقومات التنشئة السليمة للطفل وتكون علاقته بوالده غير سوية أو أن تكون الأم على سبيل المثال رافضة لمهنة الأب, وتعلن ذلك أمام الأبناء فإن ذلك يخلق داخل الأبناء شعور بالدونية والنقص, ويجعلهم رافضين وخجلين من مهنة الأب ويلجأوون إلى إخفائها عن محيطهم وزملائهم , مشيراً إلى أن هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة للمشكلات النفسية من غيرهم”.
وأشار الى أن السبب الرئيسي فى هذه المشكلة هو طغيان المظهرية على حساب تقدير قيمة العمل , حيث أنه في كثير من الأحيان يكون الطفل مقدر لمهنة الأب المتواضعة ,ولكنه يجد من يستخدمها وسيلة للمعيارته والتقليل من شأنه, ما قد يوقع الطفل في حالة من صراع نفسي على الرغم من تقديره واحترامه لمهنة الأب ,وأكد أن أفضل سبل المواجه الحقيقية لهذه المشكلة هو الحرص على تنشئة الطفل تنشئة سليمة تعتمد على إكسابه الثقة بالنفس وتقدير لقيمة العمل,ودور كل مهنة في الارتقاء بالمجتمع.