أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، أن التطور المتواصل في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية خلال الأعوام الماضية، خاصة مع ظهور الجيل الحالي من سفن الحاويات العملاقة وعدم كفاية أماكن الانتظار المخصصة لتلك السفن التي يزيد غاطسها عن 45 قدمًا في منطقة البحيرات المرة، كان دافعًا لإنشاء قناة مزدوجة جديدة تمتد لمسافة 72 كيلومترا، مما أدى لارتفاع الطاقة العددية لعبور السفن لتصل إلى 97 سفينة يوميًا.
ولفت إلى أن ذلك جعل قناة السويس تحافظ على تصنيفها كأهم وأسرع ممر ملاحي عالمي فى ظل التحديات الاقتصادية التى واجهها العالم في عامي 2015 و2016، والمتمثلة في تباطؤ معدلات نمو التجارة العالمية وانخفاض تكاليف السفن نتيجة للانخفاض الكبير في أسعار تأجيرها.
وأوضح رئيس الهيئة في بيان له، اليوم الأحد، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لافتتاح قناة السويس الجديدة، أن قناة السويس يعبرها 100% من تجارة الحاويات المنقولة بحرًا بين آسيا وأوروبا، مشيرًا إلى أن نصيب القناة ازداد من تجارة الحاويات بين الساحل الشرقي الأمريكي وجنوب شرق آسيا، ليصل إلى 52% فى عام 2016 مقارنة بنسبة قدرها 25% فقط فى عام 2006، كما شهد عام 2017 بداية تعافى حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس حيث بلغت عائدات القناة في الفترة من مارس إلى يوليو 2017 مليارين و167 مليون دولار مقابل مليارين و 105 مليون دولار عن نفس الفترة من عام 2016 بزيادة بلغت 62 مليون بنسبة 3%، كما بلغ عدد السفن العابرة للقناة خلال تلك الفترة 7294 سفينة مقابل 7021 عبرت القناة خلال الفترة المقابلة من عام 2016 بزيادة 273 سفينة بنسبة 9ر3%.
وأشار الفريق مميش إلى أن قناة السويس الجديدة قد ساهمت في تقليل زمن العبور للسفينة العابرة من الشمال بمقدار 7 ساعات ويبلغ متوسط تكلفة هذه المدة لسفينة الحاويات الواحدة حوالي 14 ألف دولار وهو ما يعني أن القناة الجديدة وفرت للسفن العابرة ما يقرب من 240 مليون دولار خلال العامين الماضيين، وقد أدى ذلك لرفع تصنيف قناة السويس بالإضافة إلى تقليل كميات البترول المستخدمة وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية بما ينعكس إيجابًا على البيئة.
وصرح رئيس الهيئة، في البيان، بأن قناة السويس ساهمت في زيادة معدلات السلامة للسفن العابرة وقللت من إمكانية تعطل الملاحة في القناة نتيجة لوجود بديل فى حالة تعطل الملاحة فى القناة الأم وهذا ما حدث بالفعل عندما جنحت سفينة الصب البنمية "NEW KATERINA"، مما أدى إلى توقف كامل للملاحة فى قناة السويس الأم لمدة عشرة أيام فتم تحويل جميع السفن لتعبر بانتظام يوميًا من خلال قناة السويس الجديدة، وفي هذه الفترة حققت قناة السويس الجديدة إيرادًا قدره مليار و 400 مليون جنيه ولم تتوقف الملاحة العالمية العابرة قناة السويس مما يؤدى إلى ثقة عالية فى قناة السويس.