الإثنين 24 يونيو 2024

ارتفاع تكاليف الإنتاج يؤثر على أرباح شركات القطاع الغذائي‎

6-8-2017 | 19:07

 كتبت: ميرفت أبو زيد

 

تأثرت كبرى الشركات العاملة بالقطاع الغذائي المقيدة بالبورصة المصرية، بالاجراءات الاصلاحية التي اتخذتها الدولة في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى انخفاض الأرباح.

 

وقد أظهرت القوائم المالية لتلك الشركات أن ارتفاع تكاليف الانتاج السبب الأكبر في تراجع معدلات الأرباح.

 

و توقعت فاروس للأبحاث، في تقرير سابق لها ضعف أداء سهم جهينة خلال الفترة المقبلة بعد خروجها من مؤشر EGX30، وسهم عبور لاند للصناعات الغذائية، نظراً لجنى الأرباح.

 

ورفع البنك المركزي يده تماما عن حماية العملة المحلية في نوفمبر الماضي ليفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام الدولار، وهو ما ساهم في ارتفاعات قياسية في معدلات التضخم السنوية.

 

وشهدت معدلات النمو الاقتصادي تراجعاً خلال الربع الذي تخلله تعويم الجنيه، الربع الثاني من العام المالي الجاري، إلى 3.8%، مقابل 4% في نفس الفترة من العام السابق، وأرجعت وزارة التخطيط ذلك إلى تراجع الاستهلاك المحلي بعد ارتفاع سعر الصرف.

 

واتخذ البنك المركزى قرار رفع سعر الفائده 2 % في بداية يوليو الجاري، بهدف تحجيم التضخم، كما تم رفع أسعار الكهرباء والطاقة المتجددة، بمتوسط سعر 33% لجميع الشرائح.

 

لم يكن اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة بشهر يوليو هو الأول خلال العام، ورفعت لجنة السياسة النقدية، سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بواقع 200 نقطة أساس (2%) ليصل إلى 75ر16% و75ر17% على التوالي، في مايو الماضي، مما تسبب بشكل رئيسي في ارتفاع أسعار المنتجات نظراً لارتفاع تكلفة الانتاج.

 

تراجع أرباح ايديتا

 

لم تُسهم أعمال التطوير التي قامت بها شركة «ايديتا»، والمتمثلة في بدء تشغيل مصنعها الجديد "E08" بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 36 ألف متر، ليضم 11 خطاً إنتاجياً جديداً، في رفع معدل الأرباح.

 

ووفقاً لنتائج أعمال شركة « إيديتا للصناعات الغذائية» تراجعت الأرباح بنسبة 85.3%، خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي، نتيجة زيادة تكلفة المبيعات.

 

وحققت «إيديتا» أرباحاً بلغت 7.05 مليون جنيه خلال الثلاثة الأشهر المنتهية في يونيو 2017، مقابل أرباح بلغت 48.09 مليون جنيه بالفترة المماثلة من 2016.

 

أسباب التراجع

 

ورغم ارتفاع  مبيعات الشركة خلال الربع الثاني من العام الجاري إلى 611.6 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 550.2 مليون جنيه بالربع المقارن من العام الماضي، إلا أن زيادة تكلفة المبيعات خلال الربع الثاني من 2017، إلى 421.4 مليون جنيه، مقابل تكلفة 345.5 مليون جنيه بالربع الثاني من 2016، ساهم في تراجع الأرباح، وخلال الستة أشهر الأولى من العام الأرباح.

 

وأوضحت الشركة في تقريرها المالي، أن قيمة المصروفات العمومية والإدارية ، ومصروفات البيع والتسويق، ارتفعت حيث بلغت مصروفات البيع والتسويق نحو 219 مليون جنيه في الفترة المنتهية 30 يونيو الماضي، مقابل 158.4 مليون جنيه في الفترة المثيلة من العام السابق.

 

وهناك عوامل أخرى عززت من تراجع الأرباح للشركة، من ضمنها ارتفاع قيمة القروض وتراجع قيمة المخزون بنسبة 33%.

 

 

نتائج أعمال جهينة

 

وعلى جانب آخر يبدو من نتائج الأعمال لشركة «جهينة للصناعات الغذائية»، خلال الربع الثاني من 2017 تراجع أرباحها هي الأخرى بنسبة 8.5% على أساس سنوي، نتيجة زيادة المصروفات، وتكلفة المبيعات.

 

وحققت «جهينة» أرباحاً بلغت 27.28 مليون جنيه خلال الثلاثة الأشهر المنتهية في يونيو الماضي، مقابل 29.82 مليون جنيه بالفترة المماثلة من العام الماضي.

 

 

زيادة تكلفة المبيعات

 

وتقلصت أرباح «جهينة»، رغم ارتفاع المبيعات التي وصلت خلال الربع الثاني من 2017، إلى 1.57 مليار جنيه، مقابل 1.33 مليار جنيه بالربع المقارن من العام الماضي، فكانت تكلفة تكلفة المبيعات العقبة أمام زيادة الأرباح والتي ارتفعت إلى 1.13 مليار جنيه، مقابل تكلفة بلغت 955.8 مليون جنيه.

 

وأوضحت الشركة في طيات تقريرها المالي، أن  مصروفات البيع والتوزيع تسببت في خفض الأرباح خلال الربع الثاني  من 2017، والتي ارتفعت إلى 262.6 مليون جنيه، مقابل بلغت 225.1 مليون جنيه بالربع المقارن من 2016.

 

الأحداث الأخيرة التي لاحقت «جهينة»، بدءاً من إدراج "صفوان ثابت" رئيس مجلس إدارة الشركة على قوائم الارهاب، وأخيراً خروج السهم من المؤشر الرئيسي للبورصة الأثر في تدني السهم بالفترة الأخيرة.

 

 

تراجع أرباح دومتي

 

وتتكرر تلك الظاهرة مع العديد من الشركات، حيث أظهرت نتائج الأعمال غير المدققة لشركة الصناعات الغذائية «دومتي»، انخفاض الأرباح، خلال الربع الثاني من 2017، بنسبة 42% على أساس سنوي.

 

وبلغ صافي الأرباح 12 مليون جنيه خلال فترة الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو الماضي، مقابل أرباح مجمعة بلغت 20.7 مليون جنيه في الربع الثاني من 2016.

 

وكشفت الشركة في تقريرها المالي، أنه يوجد 3 ملايين جنيه أرباحاً تتمثل في فروق أسعار معتمدة من أحد الجهات الحكومية لم يتم إدراجها بقائمة الدخل انتظاراً لموافقة مراقبي الحسابات.

 

وأوضح محمد عمرو الدماطي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «دومتي»، أن الشركة استطاعت التحول إلى الربحية بالرغم من الإجراءات الإصلاحية في سياسة المبيعات بالشركة من أجل تيسير عملية رفع بيع منتجات الشركة، والتي تضمنت توقف شبه كامل لمبيعات منتج الجبن الكرتون في ثلاثة أسابيع من شهر أبريل 2017 وهو المنتج الأساسي للشركة، وذلك لكسر محاولة مقاومة السوق للأسعار الجديدة.

 

 

وأوضحت «دومتي» أنها استطاعت الحفاظ على حصتها السوقية على الرغم من تلك الإصلاحات، ذلك لأن معظم الهبوط في المبيعات كان في العلامات التجارية (جبنتي-دامو)، كما استطاعت السيطرة على الوكلاء سيطرة تامة وتم تعيين محاسبين وأمناء مخازن من قبل الشركة لدى الوكلاء مما أدى لسهولة رفع أسعار البيع في الفترة الأخيرة.

 

ويرى محمد البنا، المحلل المالي، أن توزيع الأرباح بالنسبه للقطاع الغذائي بالكامل ضعيف باستثناء  سهم «إيديتا»، الذي يراه أقوي الأسهم بالقطاع الغذائي، بينما  يرى أضعفها هو «دومتي».

 

وأشار "البنا" لـ«دار الهلال»، أنه بالرغم من كون سهم «اديتا» مقيده في بورصة لندن إلا أن التداولات عليها ضعيفة جداً وليست مؤثرة على حركة السوق بالبورصة المصرية.

 

وعن سهم جهينه، فيقول المحلل المالي أنه تأثر بما أشيع عنه بأن صاحبه إخواني ومن ثم التحفظ على أموال صفوان ثابت، فهبط  سعر السهم من 7 جنيهات إلى 3.90 جنيه ثم صعد مرة أخرى مع فترة رواج البورصة منذ شهور إلى 9 جنيهات.

 

يضيف البنا قائلاً:"  أنه منذ أسابيع انتشرت أنباء زيارات أمريكيه للشركة، التي تلوح إلى شراكة أواستحواذ، ولكن بالتزامن مع هذه الأخبار جاء الأمر عكسيا على أداء السهم فهبط إلى منطقة 6.77 قرش.