عامان بالتمام والكمال مرّا على افتتاح أهم إنجازات العصر في مصر.. قناة السويس الجديدة، المجرى الملاحي العالمي، الحلم الذي تحقق بعد سنوات طويلة من الدراسة والتفكر والتدبر، والذي حافظ على تصنيف القناة كأهم وأسرع قناة بحرية في العالم.

وإذا كان شق قناة السويس القديمة في عهد الخديوي سعيد، استغرق عشر سنوات وكان ملحمة بطولية لشعب لا يعرف المستحيل، فإن شق القناة الجديدة في عهد الرئيس السيسي كان ملحمة وإنجازًا عبقريًا يُحسب له، لا سيِّما وأنه استغرق عامًا واحدًا فقط، بذل فيه المصريون الكد والعرق والكفاح، حتى يثبتوا للعالم أجمع أنهم شعب لا يعرف المستحيل.

لقد أدركت الإدارة المصرية بقيادتها الواعية حجم التطور الكبير والمتواصل في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية، وتحركت سريعا لزيادة الطاقة العددية للقناة بعمل قناة مزدوجة تمتد لمسافة 72 كيلومترًا عن طريق توصيل تفريعات البلاح والبحيرات المرة.

ومن ثم ارتفعت الطاقة العددية للقناة إلى 97 سفينة يوميًا وهو ما كان له تأثير إيجابي في العديد من النواحي، وانعكس ذلك على الإيرادات خلال السبعة أشهر من العام الجاري حيث ارتفعت بنسبة 2.1% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

و بلغت إيرادات القناة 2.938 مليار دولار من يناير إلى يوليو 2017 مقابل 2.919 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وتتوقع هيئة قناة السويس أن ترتفع إيراداتها من مرور السفن إلى 13.2 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2023، بفضل هذه التوسعة الجديدة.

إن مرور 100% من حجم تجارة الحاويات المنقولة بحرًا بين آسيا وأوروبا، بشكل حصري عبر قناة السويس، وازدياد نصيب القناة من تجارة الحاويات بين الساحل الشرقى الأمريكى وجنوب شرق آسيا ليصل إلى 52% فى عام 2016 مقارنة بنسبة قدرها 25% فقط فى عام 2006 خير دليل على نجاح إنجاز العصر في عهد الرئيس السيسي.

لقد أصدر الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بيانًا مهمًا اليوم غلبت عليه لغة الأرقام، ذكر فيه أن عام 2017 شهد بداية تعافي حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس، لقد بلغ عدد السفن التي عبرت القناة خلال السبعة شهور الأولى من 2017 9949 سفينة مقابل 9745 سفينة عن نفس الفترة في 2016 بزيادة 204 سفينة بنسبة 2.1%.

وبلغت الحمولات المسجلة عام 2017 عن نفس الفترة 585.6 مليون طن مقابل 561.5 مليون طن عن نفس الفترة من 2016 بزيادة 24 مليون طن بنسبة 4.3%.

وأوضح البيان، أن السياسات التسويقية المرنة التي تتبعها هيئة قناة السويس، أسفرت عن اجتذاب عدد 6080 سفينة، لم تكن تعبر قناة السويس من قبل، وذلك في الفترة من يوليو 2014 إلى آخر يوليو 2017 محققة إيرادًا قدره 1.3 مليار دولار أمريكى.

لقد ساهمت القناة الجديدة في تقليل زمن العبور للسفينة العابرة من الشمال بمقدار 7 ساعات، ويبلغ متوسط تكلفة هذه المدة لسفينة الحاويات الواحدة حوالي 14000 دولار، وهو ما يعني أن القناة الجديدة وفرت للسفن العابرة ما يقرب من 240 مليون دولار خلال العامين الماضيين.

وبهذه المناسبة العظيمة لابد أن أوجه الشكر كل الشكر لكلمة سر إنجاز هذا العمل العظيم، اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الذي أشرف بنفسه على حفر قناة السويس الجديدة وقضى عامًا كاملا في موقع الحفر بين كتائب العمال والمقاولين، كان واحدًا منهم، أكل وشرب ونام وسطهم، تعامل معهم عن قرب وذلل جميع المصاعب التي واجهتهم، وألهب حماسهم فواصلوا العمل ليل نهار حتى انتهوا من تحقيق الحلم .

شكرًا للجندي المجهول اللواء كامل الوزير الذي يحفل سجل إنجازاته بالكثير والكثير، شكرا للفريق مهاب مميش الرجل المحترم الذي يدير القناة باقتدار، شكرًا للشعب المصري البطل الذي لبى النداء وسارع بشراء شهادات قناة السويس لتمويل المشروع، شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي عودنا على العمل في صمت دون تهويل أو تهليل مهما بلغ حجم الإنجاز.