الأربعاء 27 نوفمبر 2024

السوريون في مصر.. نموذج لمجابهة البطالة

  • 6-8-2017 | 21:32

طباعة

كتب: أحمد مجدي

منذ اشتعال فتيل الأزمة في سوريا، وارتفاع نسبة النازحين إلى العديد من الدول المجاورة، التي كانت مصر أحد أكثرها جذبًا لهم، واستيعابًا لمأساتهم، وتمكينًا لهم على صعيد العمل والإسكان والتعليم وغيره، اقتحم الشباب السوري سوق الوظائف المصرية بقوة لافتة، سلّطت الضوء على مفاهيم الاجتهاد، والصبر، والرضا بالقليل، والبدء من الصفر، المفاهيم التي أصبح قطاع واسع من الشباب المصري، ينظر إليها كحبر على ورق، لا طائل منه ولا استفادة.

تكافل وتضامن

لا يجد ملاك رأس المال السوريون في مصر، غضاضة من توظيف أكبر قدر من الشباب ضمن مشروعاتهم، وذلك لجبر كسر شبابهم، ومساعدتهم على الاضطلاع بمسئولياتهم، وهذا ما يمكن ملاحظته في المطاعم السورية بمدينة السادس من أكتوبر، وغيرها من المطاعم التي تقدم المأكولات السورية الشهية.

تكدس الشباب السوري في وظائف تلك المطاعم، لا يمنعهم أيضًا من العمل في مجالات أخرى متعددة، من بينها صناعة العطور، وتطريز الملابس، ومجال الأحذية والجلود، وغيره من المجالات التي يتقن السوريون حرفتها.

المأكولات السورية

أبرز المجالات التي يتقنها السوريون، الطعام، فمن المعروف أن المأكولات السورية خصوصًا والشامية عمومًا تتسم بمذاقها الفريد.

وأبرز المأكولات التي تعد في المطاعم السورية "الشاورما" بشقيها "اللحم والدجاج"، ولكن طريقة تسويتها، والخبز الذي توضع فيه، يختلف من بلد لآخر، ولذلك تتسم سوريا بحسها الفريد في طبخ الشاورما.

كذلك، تتألق أطباق مقبلات "المسبحة" وهي عبارة عن حمص مبشور، ومليّن، ومضاف إليه بعض الزيت والطحين، إلى جانب "الثومية" التي يضيفون إليها لمساتهم الواضحة في التتبيل.

وفي رمضان على سبيل المثال، تتفنن المطاعم السورية في جذب المصريين وعمل أكلاتهم المفضلة، ولكن باللمسة السورية، فالفلافل على سبيل المثال، تصنع من الحمص، ليس الفول كما تصنع في مصر، كذلك فإن للفول تتبيلة خاصة، تضاف إليها السلطة والطحين بمقادير محددة، ويحرص السوريون على "تدميسه"، إلى غير ذلك من الأكلات الشعبية المصرية التي يضع السوريون لمساتهم فيها، فتجذب الجميع.

مغاسل السوريين

في السادس من أكتوبر أيضًا، ولمكافحة بعض الجشع من أصحاب مغاسل السيارات، قام مجموعة من السوريين، الممتلكين لقدر معقول من المال، بافتتاح ما سمي بـ"المغسل السوري" داخل كل حي في المدينة، فأصبح هناك مغسل الحي الأول، والثاني، إلخ.. وقامت تلك المغاسل بتوحيد مقابل الغسل، مع الحفاظ على الجودة والتعطير، وإضافة اللمسة الجمالية بشكل ملحوظ.

اهتمام السوريين بهذا المجال، حفز المغاسل المصرية على خفض الثمن وزيادة الجودة، ما رفع مستوى الجودة التي يحصل عليها صاحب السيارة في كل الأحوال.

التعليم

وعلى الرغم من اهتمام السوريين بالحِرف والصناعات اليدوية في وظائفهم بمصر، إلا أن الشباب السوري لا يقصر وجوده على أرض الكنانة، بمجرد العمل فحسب، فالمستقبل العلمي الذي خسروا منه سنواتهم في بلدهم الأصلي، يحرصون على تعويضه في

مصر، من خلال التعليم الخاص، أو الالتحاق بالمنح الدراسية في الجامعات الحكومية.

ولذلك، نجد العديد من الشباب السوري، بين أطباء ومهندسين، ومهن أخرى، يقتحمون الأسواق بجودتهم، ولين معاملتهم، واهتمامهم بأدق التفاصيل.

نموذج ناجح، يسلط الضوء على أهمية الإصرار، ووضوح الرؤية، واحترام الذات، والاهتمام بتطويرها، والعمل بجد، وعدم إغفال الجانب التعليمي، كل هذا يقدمه السوريون في مصر، فاتحين الباب أمام عشرات التساؤلات حول أسباب ابتعاد الشاب المصري عن العمل في تلك المهن، والتخطيط لمستقبلهم بالكيفية ذاتها.

    الاكثر قراءة