أكد محافظ القاهرة خالد عبدالعال أن مشروع مشاركة الدراجات في مصر "كايرو بايك"، الذي دشن رئيس مجلس الوزارء الدكتور مصطفى مدبولي، مرحلته الأولى اليوم الخميس، يساهم في تخفيض الانبعاثات ومكافحة التغيرات المناخية.
وقال محافظ القاهرة، في تصريحات بمناسبة الافتتاح، إن المشروع يفتح بابا للنقاش بين المدن ورؤساء البلديات والمحافظين والقطاع الخاص والمجتمع الدولي حول كيفية دعم المدن، في مصر وحول العالم، لتحقيق الالتزام العالمي لخلق عالم خالٍ من الكربون وهو ما تحرص عليه الدولة المصرية.
وأكد عبدالعال ضرورة تعاون الحكومات المحلية والهيئات الدولية في دعم المدن؛ لتمكينها من مجابهة هذا التحدي، مشيرا إلى ضرورة أن يضمن تخطيط وتصميم المدن المبادئ التي تعزز أنماط الحياة الصحية والصديقة للبيئة وتعزز الترشيد في استخدام الموارد الطبيعية والحد من الانبعاثات، كما يجب تحفيز استدامة ومرونة المدن من خلال ترسيخ مفاهيم البنية التحتية الخضراء والحفاظ على المساحات الخضراء والاستثمار في الطاقات المتجددة ووسائل التنقل المستدامة ودعم البيئة الحضرية الصديقة للمشاة وراكبي الدراجات، توافقاً مع أجندة مصر التنموية في الاستراتيجية الوطنية (رؤية مصر 2030) ومع أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح محافظ القاهرة أن المدن هي المسئولة عن 70% من متسببات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يدفع المحافظة للحرص على تغيير الأنماط التي تعمل بها المدن، حتى لا تكون قضية التغير المناخى عائقًا أساسيًا للتنمية والاستدامة، مشددًا على الضرورة القصوى للعمل المشترك نحو تخفيض الانبعاثات وتحقيق أهداف اتفاقية باريس لمكافحة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها.
وأشار إلى أن المشروع هو أول منظومة عامة لمشاركة الدراجات في مصر، ويأتي تزامنا مع استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) نوفمبر المقبل، وفي إطار سعي محافظة القاهرة نحو القيام بدورها لمواكبة تطورات العصر وتقديم كل ما من شأنه دعم تكامل وسائل المواصلات الصديقة للبيئة، وتيسير الممارسات الصحية وتعدد الاختيارات؛ سعياً للحد من الاعتماد المتزايد على السيارات وتحسين نوعية الهواء وجودة الحياة.
ونوه محافظ القاهرة بأن مشروع "كايرو بايك" هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة وشركاء التنمية منذ بداية مراحل التخطيط ووصولاً لإبرام عقد التعاون الخاص بمنظومة مشاركة الدراجات في يوليو 2019، وكان ذلك بدعم وتمويل من مؤسسة "دروسوس" السويسرية (Drosos) ودعم فني وإشراف من قبل معهد سياسة النقل والتنمية (ITDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UNHABITAT).
وأوضح محافظ القاهرة أن فكرة منظومة مشاركة الدراجات (Bike-sharing) التي تستهدف الشباب وجميع فئات المجتمع هي أن تكون المدينة بها شبكة كبيرة من نقاط تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، وتدار تلك المنظومة بتطبيق على الموبايل أو بوسائل دفع أخرى مثل البطاقات المدفوعة مقدمًا لتتناسب مع جميع الفئات وبأسعار منخفضة، مشيرًا إلى أن هذا ما سوف يتم توفيره في وسط البلد في المرحلة الأولى وسوف يتم التوسع فيها تدريجياً فيما بعد حيث يتم توريد وتشغيل المنظومة من خلال تحالف بين شركة "راسكوم" الهندسية للبنية التحتية (مصرية) وشركة دنماركية لها سابق خبرة في أكثر من 70 مدينة حول العالم تضم شبكة من أكثر من 16000 دراجة.
وأضاف محافظ القاهرة أنه تم بنجاح عدة مراحل هامة في الأعوام الماضية من التخطيط والدراسات اللازمة، والتشاور المجتمعي، وحملات التوعية، ومراحل التشغيل التجريبي لتفهم الإحتياجات الخاصة بمختلف الفئات المجتمعية، ووصولاً لانتهاء تجهيز محطات ودراجات المرحلة الأولى وأنظمة الدفع، وتم كذلك إعداد أول مرحلة من مسارات الدراجات في وسط البلد بطول 2 كم لتمثل خطوة أولى في رحلة تغير ثقافي تدريجي ورحلة تعلم داعيًا الجميع للمشاركة فيها.