يواجه العالم بأسره مرحلة من أخطر المراحل التى تمر بها البشرية، أزمات متتالية منقطعة النظير وانهيار متسارع للبنيان الاقتصادى لمعظم دول العالم نظراً لما تحياه البشرية من انتشار لأوبئة حصدت الأرواح بمأساوية شديدة، وتوقفت على إثرها حياة الملايين من البشر، وتأثرت الإمدادات الغذائية والتى يواجهها العالم خلال السنوات الأخيرة ولكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق وخصوصاً فى منطقتنا العربية وما أن بدت فى الأفق بشائر انحسار الوباء حتى حدثت الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتى تاثرت بسبب اندلاعها العديد من البلدان.
وازداد تفاقم الوضع بسبب الأزمة، وضعُفت الإمدادات الغذائية، حيث أن صادرات روسيا وأوكرانيا تُقدر بحوالى ثلث إجمالى صادرات الحبوب فى الأسواق العالمية، وكان إنتاج الحاصلات الزراعية الرئيسية منهاراً وقريباً جداً من مستويات الركود بسبب عدد من العوامل الوبائية والبيئية والمناخية والعسكرية لترتفع بذلك أسعار المواد والسلع الغذائية فى جميع أنحاء العالم، مخلفاً أثراً خطيراً على العديد من المجتمعات .
وتمر الدولة المصرية كباقى دول العالم الآن بمرحلة من أخطر المراحل فى تاريخها الوطنى تأثراً بما يمر بالعالم المحيط بنا من أزمات اقتصادية وتحولات مناخية وبيئية، ومع تصاعد حدة تشكيك المشككين فى قدرة مصر على الصمود فى مواجهة هذه التحديات، أصبح لزاماً على كل وطنى غيور على مصر أن يعمل جاهداً للحفاظ على أمن البلاد وذلك بالتصدى العاقل للشائعات بتفنيدها والرد عليها، وكذا الرد على حملات التشكيك فى مقدراتنا وقدراتنا، وذلك بالعمل توضيح الصورة الحقيقة لما تم ويتم من إنجازات على أرض الواقع.
وبالحق اقول إنه بنظرة ثاقبة لواقع دول منها على سبيل المثال إيطاليا، فقد أعدت الحكومة الإيطالية خطة لخفض أستهلاك الغاز الطبيعي وقامت بتقسيم إيطاليا إلى 6 مناطق لإمكانية تشغيل طاقة التدفئة، تبعاً للطبيعة المناخية لكل منطقة، وقد أعلنت وزارة التحول البيئى عن خطة "الاستعداد لانقطاعات محتملة فى إمدادات الغاز من روسيا بتقليل معدلات استهلاك الطاقة وخفض درجات حرارة التدفئة فى المبانى، وقد تاثرت العديد من البلدان بأزمة الغذاء .
ومع تزايد حملات التشكيك اختلاق الشائعات المغرضة فى توقيت أصبح فيه الالتزام بالحفاظ على أمن مصر ومقدراتها والالتفاف حول الوطن والاصفاف خلف القيادة أمراً واجباً على كل مصرى محباً لتراب هذا الوطن الغالى .
وعندما يكون المستهدف وطناً يصبح الحياد خيانة وأن الصمت على تشكيك المشككين وتخاذل المتخاذلين الذين يمسكون العصا من المنتصف يُعد خيانة للأمانة الوطنية، وإن أضعف الإيمان هو التعبير بكل الوسائل عن رفض التعامل مع تلك الافكار المشبوهة والاهداف المسمومة، وعلى أصحاب الرأى من كُتاب وصحفيين ومثقفين وفنانين وكل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والنقابات المهنية والعمالية والجامعات أن يعبروا عن رفضهم لأى مظهر من مظاهر التشكيك، ونشر الشائعات المغرضة، داعين إلى التوحد خلف القيادة مهما اختلفت الأراء وتباينت الأفكار، فهذا الإختلاف وذلك التباين لا يبرر مطلقاً أن أكون محايداً صامتاً فى تلك المواقف التى تتعلق بسلامة الوطن، فلتكن مبادئنا راسخة مستمدة من قيمنا التى نحيا بها.
إن العمل على خدمة الوطن يُعد تكليفاً وليس تشريفاً فحب الوطن لابد وأن يكون بعيداً كل البعد عن كل الحسابات الشخصية فلا حياد تجاه أى إهمال من شأنه تضييع الوقت وإهداره فيما لايفيد ولا صمت على من تسول له نفسه استهداف الوطن والطعن فيه والتقليل من حجم إنجازاته، لا مزامنة مع من يُضلون العقول ويسعون لهدم وتفكيك المجتمع داخليا وخارجياً .
إن عملك من أجل الوطن أمانة، إتقانك لأداء ما كُلفت به أمانة، ثقتك فى قدرة بلادك أمانة، إخلاصك فى قولك أمانة، مسارعتك للحفاظ على المقدرات أمانة، نشرك للقيم والمبادئ أمانة، سعيك الدائم نحو إظهار كل جميل في وطنك أمانة، سلبيتك تجاه الأحداث خيانة وصمتك على إيذاء مشاعر أبناء وطنك خيانة، تقصيرك فى عملك خيانة، لا مكان على أرض الوطن لمن يرى الظلم بوطنه وشعبه ويلتزم الحياد والصمت تجاه المتورطين .
لا حياد ولا صمت فيما يخص الوطن.. فالحياد والصمت خيانة.