الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

دعوة للتسامح

  • 22-10-2022 | 22:12
طباعة

نريد مبادرة وطنية لتنقية الأجواء.. وتصفية النفوس والنوايا وإنهاء ملفات الخلافات والاختلافات فى وجهات النظر أو الخصومات والتراشقات.. وإزالة أسباب الاحتقان فى بعض المجالات مثل الرياضية والفن أو العمل العام وربما العمل النقابى.. نريد التأكيد على توحيد الصف.. والحفاظ على الاصطفاف الوطنى لمواجهة أخطر وأحقر تنظيم إرهابى هو جماعة الإخوان الضالة التى تستخدم كأداة فى يد أعداء مصر لترويج الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه.. نحتاج أن نكون دائماً على قلب رجل واحد.. لأنه السلاح المهم والقوى فى مواجهة المؤامرات والمخططات التى تستهدف بلدنا.

من أجل مصر، وللحفاظ على الاصطفاف الوطنى.. فى مواجهة تحديات جسام

مصر تواجه تحديات كثيرة، ومحاولات لضرب مسيرتها نحو البناء والتنمية والتقدم وفك اصطفاف ووحدة شعبها من خلال حملات ممنهجة للأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض، وإطلاق دعوات الهدم من قبل أعداء مصر وأدواتهم من الخونة والمرتزقة باختصار هناك محاولات خبيثة لتفكيك «لُحمة» وتلاحم دولة ٠٣ يونيو التى أسقطت المشروع الشيطانى لإسقاط مصر ودول العرب.. وبما أن الشيطان ماض فى غيه ولديه إصرار على تحقيق أهدافه الخبيثة.. وجب علينا أن نكون أكثر وعياً وفهماً، ووحدة واصطفافاً، ولا نترك للشيطان فرصة للنفاذ إلى عمقنا، أو عقولنا ونهدر أوقاتنا فى خلافات شخصية لا نريد لها أن تصل لعداوة أو قطيعة أو مشاحنات لذلك علينا أن نبادر بإنهاء هذه الخلافات والاختلافات فى وجهات النظر بدوافع وطنية ومراعاة لمصالح مصر العليا وحتى نتفرغ جميعاً لمجابهة التحديات التى تأتينا من كل صوب وحدب، ومحاولات ضرب وحدتنا ومشروعنا من خلال رغبات مسمومة لهدم النجاحات والإنجازات التى تحققت وإشاعة الفوضى لكننا لابد جيداً أن نثق فى أنفسنا أننا أصبحنا أقوى من أى وقت مضي، ليس فقط بما حققناه من بناء وتنمية وتقدم ومكانة حتى بتنا نقف على أرض صلبة ولكن لأن قوتنا تكمن فى اتحادنا وكوننا على قلب رجل واحد خلف قيادتنا السياسية الوطنية المستهدفة بحملات ضارية من أعداء مصر وأدواتهم من الخونة والطابور الخامس، لأن هذه القيادة الوطنية، تحسدنا عليها دول كثيرة فى العالم، ويستهدفها أعداء مصر لأنها ببساطة سر قوتنا وتقدمنا والتى تقف بشجاعة وحكمة أمام محاولات الابتزاز والاملاءات.

ليس لدينا وقت نهدره فى خلافات واختلافات شخصية لا طائل ولا عائد منها، ولا تحقق مصلحة الوطن فى هذا التوقيت، خاصة أن الطفيليات البشرية عاودت الظهور من جديد ترتدى عباءة الإصلاح زوراً وبهتاناً، وكأن الشيطان يمكن أن يعظ ويدلنا على طريق الخير، ظهور هذه «الطفيليات» لم يأت بأمرها أو إرادتها ولكنه جاء بفعل تعليمات قوى الشر التى تسعى للنيل من مصر بسبب مواقفها الشريفة التى تكشف رفضها التنازل عن ثوابتها الراسخة، ورفضها للابتزاز والإملاءات والاستقطاب، فمصر لا ترى إلا مصالح شعبها، ولديها قيادة وطنية تجسد الشموخ المصرى والندية ولا تخشى فى مصلحة الوطن أى تهديدات أو مؤامرات أو استهداف أو مساس بخطوطها الحمراء.

من هنا.. نحن جميعاً مطالبون بالترفع وإنكار الذات، والنظر إلى مصلحة الوطن الذى يواجه تحديات فى الداخل والخارج، ويخوض حرباً شاملة ضد التحديات، سواء فى مواجهة تداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية، أو طوفان الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض ومعركة الوعى التى يجب أن نطمئن على نجاحنا فى بناء الوعى الحقيقى أولاً بأول، وأيضاً نحن مازلنا نواصل مسيرة البناء والتنمية ولدينا عمل كثير ولا يجب أن نهدر طاقتنا فى أمور لا تسمن ولا تغنى من جوع تبعدنا عن تركيزنا خاصة فى ظل الهجمة الشرسة على مصر وبعد أن طفت على السطح تمهيداً لها «طفيليات بشرية» عفنة من المرتزقة والعملاء الذين يتقاضون الملايين من التمويل الأجنبى وصل سنوياً إلى 60 مليون جنيه، أو زوار السفارات الأجنبية، لأداء طقوس الخيانة فى معابد التنازل عن الشرف والرجولة، لذلك مهما فعلت مصر من خير لهؤلاء وتسامحت معهم، فإنهم لا يتورعون عن محاولة إلحاق الضرر بها، والعودة لممارساتهم وسيرتهم القديمة والمضى فى غيهم الشيطاني.

من هنا، ولأن الوطن يحتاج كل وطنى مخلص وشريف لذلك لا يجب أن تذهب طاقتنا هدراً فى أمور بسيطة.

ما أريد أن أقوله إن علينا أن نطلق مبادرة للتسامح الوطنى بين المختلفين فى وجهات النظر، وهنا لا أعنى سوى المصريين الشرفاء الوطنيين الذين شاركوا فى ملحمة 30 يونيو وكانوا ومازالوا ضد خيانة الجماعة الإرهابية وممارساتها الإجرامية.

يقيناً.. الإخوان لا يدخلون فى أى منظومة وطنية فهم أعداء مصر وشعبها.. ما أتحدث عنهم هم أبناء مصر الحقيقيون الذين ينشغلون بهمومها وتحدياتها وبنائها وتنميتها ويبذلون جل جهودهم من أجل تقدمها، أريدها مصالحة بين أبناء مصر، الشرفاء وبطبيعة الحال الإخوان ليسوا منا نحن أبناء وأهل مصر ولسنا منهم.. أريد أن نمد جميعاً أيادينا وفى كل المجالات والقطاعات ، الرياضة، العمل العام» بكل أنواعه بالتسامح والتصالح، وطى صفحات الخلافات والاختلافات والابتعاد تماماً عن التراشق والتنابذ وعدم الإساءة، وإفساح المجال أمام تنقية الأجواء وتهيئة أنسب الظروف، فلا يجب أن ننشغل بأنفسنا، أو بخلافاتنا، ولكن ننشغل بمصر وقضاياها وتحدياتها والدولة المصرية تفتح عقلها وقلبها وتتسع للجميع، وهى بكل تأكيد تتبنى ذلك قولاً وفعلاً تحرص على التحاور والحوار بين أبنائها وهذا هو الحوار الوطني، يتقدم كل يوم ويتأهب لرسم خريطة وطنية فى كافة المجالات تتواكب مع الجمهورية الجديدة التى قال عنها الرئيس السيسى إنها تتسع للجميع، جمهورية التسامح.. وهذا هو المؤتمر الاقتصادى يجمع الخبراء والاقتصاديين والمفكرين والمسئولين عن مصلحة الوطن ثم نحن على بُعد أيام من حدث عالمى تستضيفه مصر بمثابة عيد يجسد مكانة مصر ودورها وثقلها على الصعيدين الدولى والإقليمى فقمة المناخ العالمية كوب-27 تجمع قادة ورؤساء وملوك وزعماء العالم على أرض مصر بمدينة السلام شرم الشيخ.. هذه هى الروح التى يجب أن تجمع المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد يصنعون أمجاد الوطن، ويواجهون تحدياته ويتصدون لمحاولات النيل منه.

ما أريد أن أقوله وأصل إليه هو ضرورة إطلاق مبادرة للتصالح والمصالحة والتسامح فى الوسط الرياضي، ولا يخفى علينا حجم الاحتقان والتعصب فى هذا المجال الحساس والجماهيرى لذلك لابد أن يكون الكبار فى هذا المجال المثل والقدوة للجماهير، حتى تتآلف قلوب جماهير قلعتى الرياضة فى مصر والعالم العربى وتنتهى ملامح ومظاهر التعصب، لابد أن يجلس الجميع على مائدة وطنية واحدة، يعلو فيها شأن ومصلحة الوطن فوق أى خلاف.. نريد أن نكون قلباً واحداً ويداً واحدة فى مواجهة التحديات، نحتاج ترفعاً وإنكاراً للذات ومد يد السلام والعفو والتسامح من أجل بلدنا.

أيضاً التسامح الوطنى لابد أن يصل إلى جميع مجالات العمل العام، والشخصيات العامة، التى شهدت خلافات فيما بينهم حتى لا تعطى فرصة لأعداء الوطن للتشفى والشماتة أو حتى إشعال الرأى العام الذى نحتاج أن نمد له جسور التواصل والبناء، والوعى الحقيقي، فهذه الشخصيات يمكن أن تدخر جهودها وهى تحظى بحب وتقدير الناس فى بناء وعيهم، ومجابهة حروب الأكاذيب والشائعات.

المختلفون والمتراشقون والمحتقنون فيما بينهم معروفون للجميع، فلماذا نشغل ساحات القضاء بأمور وقضايا يمكن أن تحل على طاولة تجمع الحكماء ورسل التسامح.

تصفية الأجواء والنفوس والنوايا وتوحيد الصف، أمر ضرورى وحتمى فلا صوت يعلو على صوت الوطن، وهى دعوة للم الشمل والتصالح فى كافة المجالات الرياضية والفنية والنقابية ومجال العمل العام وكل مجال له حكماء وشخصيات مقبولة لدى الجميع لديها رصيد كبير فى النفوس والوجدان تستطيع أن تقود دفة تنقية الأجواء، وتصفية النفوس، لمواجهة أعداء الوطن وأدواتهم من جماعة الإخوان الإرهابية التى تعمل ليل نهار على شق الصف والوقيعة بين المصريين، والتشكيك والتشويه والتحريض والسعى الخبيث إلى الهدم والتعطيل والإفشال وإحداث الفتن بهدف إشاعة الفوضى وهذه اضعاث أحلام إخوانية.

أتمنى أن يسود التسامح فى كافة أوساط العمل العام، وتهيئة المجال الرياضى بعيداً عن التعصب والاحتقان، وكذلك المجال الفني، وأى مجال للعمل العام، لابد أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد يجمعنا الاحترام المتبادل، ومصلحة الوطن بدلاً من تشتيت وإهدار قوتنا وجهودنا فى خلافات واختلافات لا تحقق أهدافنا وتفسح المجال لأعداء الوطن للعبث، وتحدث ثغرات فى بنيان اصطفافنا القوى والصلب.

لذلك أرجو أن يبادر الجميع بإنكار للذات وترفع وبحب ووطنية إلى ترسيخ الوفاق بين الجميع وتوقف عمليات التراشق والتقاذف والاتهامات المتبادلة، وطرد الروح السلبية حتى نتفرغ جميعاً إلى مواجهة التحديات والمؤامرات على مصر، والتى تستهدف شق الصف.
 
الحياد فى الوطن.. خيانة
 
ليس هناك أشرف وأطهر من أن نفتدى الوطن، ونتحمل أى تبعات من أجله، وجاهز فى أى وقت لتقديم الغالى والنفيس والروح والدم من أجل أن ينعم بالأمن والاستقرار والكرامة وألا يحقق أعداء الوطن والخونة والمرتزقة والباطل أهدافهم.

هناك مقولة مهمة، اعتبرها عقيدة ومسلمات أن (الحياد فى الوطن.. خيانة)، فلا يمكن أن نتردد أو نمسك العصا من المنتصف أو نسكن المناطق الرمادية، أو نكتفى بعار الفرجة والمشاهدة فلا مكان للمترددين والمرجفين ومن ينتظرون من يكسب حتى يقبلوا أياديهم ويلعقوا أحذيتهم، فالموت بكرامة من أجل وطن هو الشرف الحقيقي، والكنز الذى تورثه لأبنائك، وتحيى به ذكراك عندما تغادر دنيا لا تربح فيها سوى الشرف والخير.

أخطر جريمة يرتكبها المرء عندما يسلم نفسه لشيطان الحياد، عندما يرى الوطن مهدداً يتكالب عليه اللئام والذئاب والخونة والمرتزقة، بالأباطيل والأكاذيب واستهدافه بالتشكيك والتحريض، هنا لابد أن تقف وتهون عليك روحك ونفسك من أجل وطن لا يفعل إلا الخير والبناء والتنمية والتقدم وحماية مصر من شرور أعدائها، وترسيخ الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لشعبها إنها كلمة حق لابد أن تجاهر بها ولا تخشى فى الوطن لومة لائم، ولا تعبأ بأى تضحيات حتى لو كانت رقابنا، فالجلوس فى مقاعد المتفرجين والمحايدين هو عار، وإمساك العصا من المنتصف لا يخلق الرجال والفرسان، الاستسلام للخوف والتردد والارتجاف والارتعاش والمكوث فى المناطق الرمادية يذل أصحابه، ويسلبهم الكرامة والشرف، فما أعظم الكلمة وشرف القتال من أجل الوطن، ففى أى شيء يمكن أن تضحي، إنها صنيعة الأبطال والشرفاء والرجال، فالشهداء الأبرار لم يترددوا أو يفكروا ولم تكن لهم حسابات أو مساومات ولو فعلوها لما كنا نعيش فى أوطان تنعم بالسلام والأمن والاستقرار والكرامة.. إنهم المثل والقدوة، فالرجال تعلن مواقفها بوضوح، ولا تختبيء فى معارك الوطن حامية الوطيس، فلتشهر سلاحك وترفع رأسك، وتخط بقلمك، وتعلن بصوتك «تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة