تشهد القاهرة غدًا الثلاثاء، كسوفًا جزئيًا، في تمام الساعة 1:09 ظهرًا تقريبًا، حيث يغطي قرص القمر نحو 37.3% من قرص الشمس، وينتهي الكسوف الجزئي في الساعة 2:16 تقريبًا.
ولظاهرتي الخسوف والكسوف في الدين الإسلامي، صلاة ثابتة في الصحيحين، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعملًا بسنته المطهرة، وإحياءً لسنته علينا أن نفزع إلى بيت الله عزوجل، وأن نُصلي صلاة الكسوف وهم ركعتين، بركوعين في كل ركعة، وأن تكون هذه الصلاة طويلة، وهي جهرية.
حكم صلاة الخسوف والكسوف
وعند جماهير أهل العلم حكم صلاة الخسوف والكسوف سُنة، ومنهم من أوجبها وجوبًا كفائيًا، بل ذهب أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم إلى أنها واجبة على الأعيان.
وقد أمرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم عن عائشة أن نفزع في حالة الخسوف إلى الصلاة وقال: «فصلوا حتى يفرج الله عنكم». وما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة -أي العتق- فهذه آية أرسلها الله تعالى تخويفًا لعباده، وبين ذلك في كتابه فقال: { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} حتى يخاف الناس الله تعالى.
يفزع المسلمون للصلاة متى رأو هذه الآية رأي العين، فإذا رأو تغيرًا في الشمس أو القمر صلوا ركعتين، ومن السنة أن تكون الركعتان طويلتين، وحزر بعضهم، أن الركعة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم كانت بمقدار قراءة سورة البقرة.
كيفية صلاة الخسوف والكسوف
فالركعتين طويلتين، يبدأ بالفاتحة ثم يقرأ ما يسر الله له، ومن السنة الطول،ثم يركع، ثم يقوم ثم يعيد الفاتحة، ثم يقرأ مايسر الله له، ثم يركع، ففي كل ركعة ركوعان، ثم يُسمع ويُحمد، ثم يتمم سائر صفة الصلاة، ثم يفعل بالثانية كما يفعل بالأولى، فتكون الركعتان فيهما أربع ركوعات، وأربع سجدات، السجود كالمعتاد، وأما الركوع ففي كل ركعة، ركوعان.
ومن السنة أن تُصلى جماعة، ومن لم يستطع أن يصليها جماعة، فليصليها في بيته، ولاسيما النساء، وإذا فرغنا من الصلاة، والآية لم تنتهي، فنفزع إلى الله عزوجل بالاستغفار والدعاء.
ومن السنة الموعظة بعد الصلاة، والموعظة ليست خطبة، إنما هي ابتهال وتضرع إلى الله جل في علاه وتذكير وتخويف للناس بآيات الله عزوجل.
لا اختلاف في أن الله عزوجل يرحم الخلق، هو رحيم بهم بلا شك، إلا أن الله عز وجل، لو عاملنا بما نستحق لكان الحال غير الحال الذي نحن فيه، ولذا فإذا رأينا آية من آيات الله لانقدر على دفعها، نفزع للصلاة.
صلاة الآيات
ومن بعض السلف من سمى صلاة الخسوف والكسوف صلاة الآيات، وثبت في مصنف عبد الرزاق عن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قامت زلزلة بالبصرة، فأنس صلى بهم صلاة الآيات، و هي صلاة الخسوف والكسوف
فصلاة الخسوف والكسوف صلاة آيات، كل آية تنزل بالناس، يسن لهم أن يصلوا ركعتين، في كل ركعة ركوعان، ويطيلون الصلاة فإذا ما انقشعت الآية وبقيت، والناس قد فرغوا من صلاتهم.
هل تعاد صلاة الخسوف والكسوف؟
فليس من السنة إعادة الركعتين وإنما السنة أن يبقى الناس، وكلٌ ينشغل في نفسه، يستغفر ربه، يتضرع إلى الله عزوجل، يسأله سبحانه وتعالى حتى ترتفع الآية، حتى ترجع الأمور كما كانت، ثم ينصرف الناس.