الخميس 18 ابريل 2024

دوامة الانتخابات الإسرائيلية

مقالات29-10-2022 | 12:05

كغيرها من نقاط الإقليم، تعيش إسرائيل حالة من الفوضى، لكنها الانتخابية السياسية فقط حتى الآن على الأقل، قبيل ساعات من جولة جديدة من الانتخابات، في ظل دوامة تضربها طوال الثلاث سنوات الأخيرة، لكنها أثبتت أنها بشكل أو آخر، كيان مؤسساتي فاستمرت في نهجها الصهيوني دون تأثر في أجنداتها رغم تداول الحكومات الملونة من أقصى اليمين لليمين ويمين الوسط خلال الفترة الأخيرة، من خلال سيطرة عسكرية ومخابراتية على المشهد الإسرائيلي بصورة أكثر من المعتادة.

 

فعلى سبيل المثال، وفي استطلاع جديد للرأي أجرته القناة ١٢، قبل ساعات من الانتخابات الإسرائيلية الجديدة المرتقبة.. كشف عن مدى الارتباك في المشهد السياسي الإسرائيلي، تراجع حزب الليكود بقيادة زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، وتحالف ما يسمى بمعسكر الدولة، بقيادة وزير الدفاع بيني جانتس، فيما ارتفع حزب "يش عتيد" أو " هناك مستقبل" بقيادة رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد ، وتعاظمت قوة الفاشيين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطريتش بتحالفهما الأخطر على القضية الفلسطينية "الصهيونية الدينية"، وعاد أفيجدور ليبرمان بحزبه الروسي "إسرائيل بيتنا"، فيما تواصل تخبط العمل وفلسطيني الداخل، الذين يتعرضون لنكسة تصويتية لم يعانوا منها منذ سنوات طويلة .

 

كتلة نتنياهو تفوز وفق الاستطلاع  بـ 60 تفويضًا لكن تفشل في تشكيل حكومة، مع تراجع الليكود إلى 31 مقعدا، بانسحاب مقعد منه لصالح حزب آخر، في الغالب الصهيونية الدينية.

 

حزب لبيد "يش عتيد" ثاني أكبر حزب يزداد قوة مستقرة إلى 25 مقعدًا، ولديه تحالف ب٥٦ تفويضاً، واقتنص بذلك مقاعد من تحالف جانتس وسعار وأيزنكوت، لكنه لن يرى الحكومة بسهولة، إلا لو ضم القائمة العربية له في سابقة سياسية يستبعدها البعض.

 

قائمة حزب الصهيونية الدينية والقوة اليهودية بقيادة الفاشيين بتسلئيل سموطريتش وإيتامار بن غفير، اكتسبا أيضًا قوة جديدة على حساب الليكود، لتصبح ثالث أكبر حزب بـ 14 مقعدًا.

 

" معسكر الدولة" الذي يقوده بيني جانتس تراجع إلى 11 مقعدا بعد أن كان ب 13 مقعدا، ومن المرجح أنه بسبب رؤية جانتس لنفسه رئيسا للوزراء رافضا نتنياهو ولا بيد.

 

 وهناك ثبات ديني معتاد لحزب شاس الديني بزعامة أرييه درعي ب 8 مقاعد، ويهدوت هتوراة الديني بـ 7، بينما استمر إسرائيل بيتنا في عودته بالصعود إلى 6 مقاعد مقارنة بـ 5 مقاعد في الاستطلاع السابق.

 

 واستمر في ذيل القائمة، بعد تجاوز نسبة الوصول للكنيست، حزب العمل بقيادة السيدة اليسارية المتخبطة ميراف ميخائيلي 5 مقاعد بسبب مواقفها الأخيرة ضد معسكرها، بل وإثارتها للأزمات باتهامها نتنياهو بالوقوف وراء اغتيال اليساري الأشهر إسحاق رابين، وحزب ميرتس اليساري بقيادة الوزيرة زهافا جالون تستمر في العودة هي الأخرى ب 5 مقاعد.

 

 فيما تشهد هذه الانتخابات سقوطا مدويا لم يحدث منذ فترة طويلة لفلسطيني الداخل ، وهذا أمر في حاجة لمبادرة فلسطينية عربية لدعم أهالينا في فلسطيني من الضغوط التي يتعرضون لها، بخلاف رؤية بعض السطحية، حيث يركزون على الخلافات السياسية أكثر من تغليب المصلحة العامة، فبعد انقسام الإخوان وتحالف مع الأحزاب الصهيونية، تنقسم القائمة العربية المشتركة من جديد لتصبح حزبين فقط، واستقرت  بعد انقسامها الأخير لتضم حزبي حداش-تعال بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي فقط 4 مقاعد، ولا يعرف أحد بشكل واضح مصير المقعدين الذين راحا منها بعد الانقسام الأخير، ولا يظهران لدى قوة أخرى، ولكنها الأقرب للابيد أو حتى العمل أو ميرتس، فيما استقر حزب راعم الإخواني بقيادة منصور عباس عند 4 مقاعد.

 

وعموما، تلاحظ أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي تجرى قبل ساعات من الانتخابات الإسرائيلية تؤكد إن التخبط يسود الموقف، وأكبر المستفيدين من ذلك الوزيرين الفاشيين المترقبين سموطرتيش وبن جفير، ومن الخاسرين نتنياهو وجانتس وفلسطيني الداخل، وفي الإجمال نحن على أبواب حكومة إسرائيلية أخرى هشة، أو العودة لدوامة الانتخابات الإسرائيلية التي تضرب تل أبيب خلال السنوات الأخيرة، لكننا نؤكد أنه دون تأثير كبير على أجنداتها الاستراتيجية.