تلجأ كثير من الأمهات إلى ترك طفلها في الحضانة بعد انقضاء اليوم المدرسي،.. ما يجعله يبقى خارج المنزل لساعات طويلة، ويعد هذا الخيار هو الأفضل للبعض خوفا من تركهم في البيت بمفردهم دون النظر إلى الآثار النفسية السلبية أو الإيجابية على الطفل، وإلى أي مدى ينعكس هذا على الطفل.
تقول الدكتورة دعاء بركات أستاذة فلسفة التربية وعلم النفس بجامعة حلوان أن ترك الأطفال في الحضانات وقتاً طويلاً ليس له تأثير سلبي كما يعتقد البعض، ولكن الأمر يزداد سوءاً بسبب الإجراء السلبي الذي يتخذ من قبل الأم عند اتخاذ قرار ترك الطفل والذي يتمثل فى الأتي هل الأم قامت باختيار الحضانة الأفضل والأنسب لطفلها أم لا، وثانياً هل ترك الطفل بدافع راحة بال الأم وقضاء وقت فراغها دون مسئولية، وثالثاً عند عودة الابن من الحضانة ما الدور الذي تؤديه الأم من رعاية ومشاركة واحتواء لطفلها في الوقت القصير المتبقي بينهم، وذلك لأن هناك أمهات تخشى بعد أطفالها عنها ولا يتركوهم في أي حضانة ويقضون معظم أوقاتهم معهم في المنزل ولكن دون أي فائدة فالأم تظل بمفردها طوال الوقت والابن يلعب بمفرده دون أي رباط عاطفي بينهم.
وأضافت أستاذة فلسفة التربية أن الأزمة تكمن في الحرمان البيئي الذي يشعر به الطفل وليس فى البعد عن الأم، لأن هناك مدارس تتبنى نظام التعليم المتكامل الذي يمتد لأكثر من 10 ساعات يومياً ولكن هناك احتواء ورعاية حقيقية من الأسرة، كما انه هناك آباء يقضون ساعتين فقط مع أبنائهم يومياً لكن نجد كم هائل من العطاء والاحتواء والتعلق بينهم يفوق التعلق مع الأم التي تقضي الوقت الأكثر، إذن فالأمر ليس بالكم ولكن بالكيف وما الأثر الذي تركته على الابن من مشاعر وحنان ومساعدة في ذلك الوقت مهما قل أو زاد.
واستطردت قائلة أن الطفل يتأثر ببصمة وثقافة من يقدم له الخدمات ويشاركه الأفكار ويقدم له رعاية حقيقية شاملة تلبي جميع احتياجاته من مأكل وملبس ومساعدة حقيقية، وهذا ما يفرق بين طفل وآخر مهما تقاسما نفس المدرسة والنادي والبيئة، فهناك أطفال يتعلقن أكثر بالمربيات عن أمهاتهم لأنهن من قدمن الخدمات والبصمة والثقافة والعطاء، ولذلك لابد من إضفاء الاهتمام والرعاية على أطفالنا مهما زاد عمرهم ولا نكتفي بالعطايا فقط، وعند ترك الطفل فى الحضانة أو مع مربيته يجب على الأم أن تخصص وقتا جيدا لأطفالها بعد عودتهما للمداعبة واللعب مع أطفالها، وسماع مشاكلهم وتوطيد علاقتها بهم، مما يساهم في فهمها لطبيعتهم وتكوين علاقة إيجابية بينهما.