الخميس 2 مايو 2024

دعم في الأزمات.. العلاقات المصرية الجزائرية تاريخ من التعاون والترابط بين البلدين

العلاقات المصرية الجزائرية

تحقيقات1-11-2022 | 12:05

لطالما سجل التاريخ العديد من المواقف التي أثبتت عمق وتقارب العلاقات المصرية الجزائرية، واستمرت العلاقات بين البلدين في الترابط وتعزيز أطر التعاون، واليوم توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، العاصمة الجزائرية لحضور القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين، وذلك بغية تدعيم أواصر العلاقات والتعاون والأخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة وبشكل خاص الجزائر.

 

تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية

ظلت العلاقات المصرية الجزائرية على قدر كبير من القوة والترابط حيث دعمت البلدان كل منهما الأخرى في الأزمات، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة لمواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وهو الدعم الذي كان أحد أسباب تعرض مصر للعدوان ثلاثي عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته.

وكذلك وقفت الجزائر بقيادة الرئيس هواري بومدين موقفا عظيما داعما لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 1967، وكذلك في حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية.

وكان من أبرز هذه المواقف هو الدعم المصري الكبير والغير محدود لثورة التحرير الجزائرية، ذلك الدعم الذي جسد كل معاني الاخوة والتفاني بين الشعبين الشقيقين، مرورا بالدور المشرف الذي قام به الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين خلال حرب السادس من أكتوبر، والذي توسط بنفسه عند الاتحاد السوفيتي لكي يسمح بتصدير السلاح لمصر، وذلك بعد معرفة بنية قيام إسرائيل بالحرب على مصر.

"لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية"، كانت تلك كلمات العقيد "سي الحواس" قائد الولاية السادسة أثناء حرب التحرير الجزائرية بعد العدوان الإسرائيلي الإنجليزي الفرنسي على مصر والمعروف تاريخيا باسم العدوان الثلاثي.

واليوم تحتفل الجزائر بذكرى تلك الثورة الخالدة التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف شهيد والتي جست كل معاني الكفاح والتفاني و التعاون العربي الصادق الذي تكرر بعدها في مناسبات عديدة لم ولن ينساها التاريخ أبدا، حيث وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالقاهرة من طرف لجنة الستة ومجلس قيادة الثورة المصرى، وهو الأمر الذي نصب مصر الراعي الأول لإندلاع هذه الثورة التحريرية التي إمتدت بعدها لقرابة السبعة سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي المستمر.

وقد دعمت الجزائر مصر في حرب السادس من أكتوبر، حيث أصر رئيس الجزائر الراحل هواري بومدين على إتمام الإتحاد السوفيتي لصفقة السلاح التي امتنع عنها في السابق بحجة أنها تحتاج إلى مبالغ ضخمة لإتمامها، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر لتستعين بها في الحرب.

كما كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973، حيث شاركت الجزائر على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جنديا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطا جزائريا، بجانب المشاركة بالأسلحة في المعركة.

 

العلاقات في عهد الرئيس السيسي

شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر دفعة قوية خلال عام 2014، من بينها انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين آنذاك إبراهيم محلب وعبد المالك سلال، وخلالها جرى التوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.

وكذلك  عقدت في يوليو الماضي اللجنة العليا المشتركة بين البلدين حيث زار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الجزائر استقبله الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، بحضور أيمن بن عبد الرحمن الوزير الأول للجزائر وعدد من المسئولين، حيث اكد مدبولي خلالها أنه سيعمل على برنامج تنفيذى لكل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، من أجل الإعلان عن مشروعات مشتركة قبل نهاية العام الجاري.

Dr.Randa
Dr.Radwa