السبت 27 ابريل 2024

مقالات2-11-2022 | 22:25

المفاجأة.. أوصلته إلى ما بعد الجنون !

أكفرت؟!

جنت؟!

كيف لم أنتبه.. وهي تعبث من وراء ظهري

سأحطمه وأحطمها

***

لابد للمكبوت من فيضان..

***

نصحوها .. سايسيه .. حدك ونصيبك من الدنيا..

شديد ..لكن قلبه طيب

إياك تخالفيه.. عمري بيتك وهدي سرك

احمدي ربنا .. اتجوزتي بدري.. جمالك وأهلك.. وستر.. تخلفي وتربى بدري يطلعوا في كتف أبوهم.. رجالة.. والبنت سر أمها.. ربنا يعطيكي.

لم تفقه في ليلتها الأولى شيئًا ..غير أنه عمل بها كل أفاعيله.. ولم تفعل إلا ما قالوه لها.. ولم تستسلم له بسهولة.. لكنه حسم تمنعها بصفعة قوية على الوجه ألقتها مفزوعة على سريرها

واندلق عليها.

***

في الصباح.. لم تعرف كيف تعامله.

لكنه بهدوء وحسم طمأنها.. ليؤكد على أهم مقدساته.

لا تختلطي بأحد.. لا أحب أن يعرف أحد عن بيتي شيئًا.

تعلمي.. المرأة تفسد المرأة.. واجتنابهم راحة.  

وأومأت بالإيجاب.

***

اعتادت الاعتماد على نفسها، فهو أصلًا لا يسمع إلا أناتها تحته في مطلبه اليومي إلا أيام (العادة)، بعد يومه الشاق، يتنفس بعدها في راحة، ويغرق في نوم هادئ لنهار قادم بجهد جديد.

طلباتها تأتيها، وقتما يأتي بها.. وكذا أهلها اعتادوا زيارتها فقط في المناسبات والأعياد.

يرحب بهم، يكرمهم.. وتبدي السعادة، وتحافظ على العهد.. الحمد لله.. إجابتها على كل شئ ..مع إبتسامه..

***

وخرج صراخها ، رغماً عنها..لكنه جاء بأمها وأختها والداية التى كانت أول غريب فى الدار..

وتوالى البنين والبنات..  

تلهت بهم فى الطفولة والصبا.. ومرق الأولاد مع أبيهم ثم أقرانهم عندما تخطوا عتبات الباب

والبنات.. أخذن طبعها..وإن جعلن للهو متنفساً ..يهمسن لبعضهن البعض..يتضاحكن..يتشاجرن..لكنها لم تستطع أن تجعل من بينهن سرها!!

***

سرها ..وجدته هناك.. وحدها فى الخزانه المعتمة.. التى يحفظ فيها حاجياته وضروريات البيت، تربط مفتاح خزانتها فى تكة سروالها ..تأتيه بما يطلب وتضع فيها مايريد .. لا يدخلها منذ عرفها على ما فيها

خلف المعلاق، حيث تتكوم ملابسهم الشتوية أو الصيفية وأغطيتهم راقها شكل على الحائط كإنسان ..أفزعها فى البدء ..ثم أعتادته .. خرجت عن سكوتها فجأة ..توبخه، تضحك أمامه من نفسها ، وفزعها وضعفها ، يبتسم فى عينيها ..تصدقه ، تستهويها اللعبة.. تلت كتلة طين من عجين مخمرة إصلاح الفرن وسلالم الدور العلوى..تجعل له رأساً وأكتاف وعمامه..

تحادثه فى دخولها وخروجها الذى تزايد يومياً للخزانة لقضاء حوائجها الكثيرة هناك .. فقد جعلتها تضم حتى الملح والسكر والشاى والسمن والدقيق وكل احتياجاتها اليومية ..تطلق كلماتها فى الغدو والآصال ..هامسة دائماً زاعقة فى بعض الأحيان.. تبدو عادية

تهمس صغرى البنات ..أمك تحادث نفسها ..تأتيها الكبرى بالحكمة ..عايهة مع روحها ومبسوطة ..خلينا فى حالنا

أعتدن غنائها الهامس لأولادها ولدينها ولحلمها الدائم بزيارة النبى والحج والذى عنده فقط تخرج عن صمتها وأستكانتها لتزجر بناتها.. ربنا قادر على كل شئ ..وقادر يكتبها لى وأبوكم يوافق ..ربنا قادر ..قادر

***

منى عينى يا منى عينى ..أنا بدى أزور النبى بعينى

حاج يا حاج ..يا أبو الشال القطيفة

رايح فين يا حاج ..للكعبة الشريفة

***

قطيفة يمنى خضراء ..وطرحه بيضاء وشال أحمر ..

أشتريهم فى الزيارة..وأزمزمهم بمياه زمزم..وأخليهم كفنى أقابل بهم ربنا فى اليوم المحتوم

بتقولى حاجة يا أمه..

شوفى اللى فى أيدك يا بنت..وبلاش لكاعه

***

يخرب مطنك أفتكرتك غريب دخل الخزانة..أتاريك مسخوط فى الحيط جتك نيله فى شكلك العفش .. لك نفس تضحك..أنت لو شفت شكلك ما تضحك أبداً

هئ.. هئ.. هئ

عارف لما شفتك..قلت عفريت

ماهو مين يدخل عندنا؟!

الراجل..وفى حاله.. لا أصحاب.. وباين ولا أعداء.. ماهو لا بيقول ولا حد غيره يسمعنى.. وهما الناس فين؟..أنا عارفه البئر وغطاه..ساكت لا يشتكى ولا عمره طلب حاجه من حد..

يا شايف الجدع وتزويقه.

ياترى فطر ..ولا لسا داير على ريقه؟!

شلبى ..لابس نظيف ومتزوق .. ماشى فى حاله محترم ..بالكاد يرد السلام على الخلق ..لا عرفوا عنه حاجه ..لا شكوى ولا فرح

لكن الفاضى ..يعمل قاضى..

الأولاد بيقولوا أن الناس فاكره أبوهم غنى !

الحمد لله .. ربنا يجملها بالستر .. وبتتقضى حتى لو عشنا على العيش الحاف ..وأيام لم نجده ، لكنها مرت.. ويوم كده .. وماشيه..

وأتجمز بالجميز ..لما يأتيك التين

وعيش على قدك تسلم

وبتسلم بعون الله

واحنا طلباتنا ايه؟

لقمه وهدمه والستر ..ويارب تديمها نعمة، ولا تحوجنا لحد..دى الحوجه مره وأسألونى على أيام ما شفت فى بيت أبويا !

بتقولى حاجه يا أمه؟

ما تخليك فى حالك..واللى عاوزه قوله لأبوك

الأولاد فى المدارس شايفين غيرهم .. لابس وعايش.. وعاوزين ذيهم وأنا عامل معاه أيه ..أنت سامعنى ولا بتضحك وخلاص

يوه ..أنت ما بقتش غريب.. ما ينفعش ألحق صلاة الظهر..قدامى أربع أيام ..وربنا مدى سماح، حتى فى صيام رمضان..

أيوه يا أخويا أضحك

أصوم لوحدى بعدين..ولولوحدى ولا معاهم ..هو حد حاياخد باله أهو أدينى فى العشى أكل مع البنات وفى سرى أقول..اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ..وأدعى لهم..

بطل مياصه..بأستحمى من غربلة الدقيق، ودخان خبيز الفرن..ماهوله مده مزاجه متعكر وسرحان ومالوش نفس لحاجه وبيعمل نايم وأنا حاساه صاحى وبيتقلب ..ربنا يهدى سره..

ولا يفرق معايا ..وقت ما يعوز ..يعوز.. مش عاوز..مش عاوز

أنا ما بأنطقش مع حد فى الدنيا.. هانطق فى سر الراجل والست..اللى دائماً سرهم فى بئر غويط..أمي قالت لى كده.. وحفظته للبنات طبعاً

ملاعين البنات.. ولا بيسمعوا الكلام.. المطعونه الصغيرة بتزعق طول النهار ولسانها عاوز قطعه .. بتقولى مش هاستنى لما أكلم نفسى زيك

مره..عملتها بالليل ومع زعقة أبوها..أخواتها داروا عليها وقالوا مغص فى الصبح ميلت عليا وطلعت لى لسانها وقالت لى ..زعقت وهو موجود..هئ أأ ..

ما قدرتش ..ضحكت.. فى نص النهار ميلت عليها وبوستها.. بصت لى بشقاوه وقالت عارفه أنك مبسوطه

مرات الحلاق الغجرية اللى قالوا ساكنه فى أخر الدرب عملت هليلة ومشكلة.. قال أيه..حد رمى عليها حاجه هوب لقيناها وسط البيت بصت يمين وشمال وفسرت البنات واحده واحده ..وأتمحكت تشرب شاى وتقعد ..قلتلها بالوضوح..راجلنا أنت عارفه .. ربنا يصبرك..ويحميهم..بقوا عرايس أهم زى الفل

***

هى حره..اللى عاوزهم يروح لأبوهم..

ولا ها يخليهم جنبه..جواز البنات ستره ..

هاشوف ناس؟ولا يخدوهم بعيد عنى..زى ما عملوا فى أمى والله ما أنا عارفه

يا شيخ بطل ضحك..دلنى وبطل المياصه اللى أنت فيها دى

يشوفك ما يشوفك.. يعنى ها يعمل أيه

لا والنبي ..خليك مونسنى

***

مالها.. وأيه حكاية كلامها اللى زايد فى دخول وخروج الخزانة..بتبرطم..هى مش مجنونة..أكيد بتسلى روحها.. لكن كلامها بيزيد..والبنات بيقولوا كتير والأولاد كمان..كبرت الدايره..والأولاد خرجوا للمدارس والدنيا وبيبعدوا عن سيطرتى..لكن لأ ..كله بالأمر

أرخى لها حبل السكات وأشوف..بعدين تتجنن وتفضحنى

بكره فى نص النهار يحلها حلال، الولاد فى المدارس، والفواعليه فى الغيط وأخطف رجلى وأشوف

***

صنم..عملتى صنم فى البيت..بتكلميه..كفرتى..أتجننتى..خرجتى عن طوعى ولا يهمنى بتريقة عينكى..ولا القطه الشرسه اللى فيهم..أكسر دماغك بعد ما أكسره..

وهوى بهراوته الغليظه على الرأس الضاحك ..يطيره لكنه وهى وقفا مبهوتين..مذهولين ..أمام ما تراءى أمامهما..

دوود..دوود..كثير..أخذ يخرج من جوفه ويسرح على الحيطان

لم يجد أمام نشفان ريقه..وتهدل عضلاته ، وعظم المفاجأة ..إلا أن يلفظ بكلمات بسيطه، قبل أن يجلس على الأرض متكوماً واضعاً كفيه على رأسه..حتى الطين ما أستحملش الشكوى

-أنت كنتى بتقولى له أيه ؟!

 

Dr.Randa
Dr.Radwa