مع ازدياد الهوس بالإنترنت وتطبيقات السويشيال ميديا، أصبح "التصوير أو السيلفي" عبر كاميرا الهاتف عن طريق الفوتشوب أو "فلاتر التصوير" سمة منتشرة بين البنات والشباب في مختلف المناسبات والأوقات، مما يمثل خطراً كبيراُ يهدد توازن البعض النفسي، وعلاقتهم بأنفسهم والآخرين...
وهو ما قالته الدكتورة منار عبد الفتاح استشاري الصحة النفسية ل"دار الهلال" مؤكدة أن فلاتر التصوير وتطبيقات الفوتوشوب أصبحت هوسًا حقيقيًا وناقوس خطر على الصحة النفسية والعقلية للبنات، بل باتت تمثل إدمانا للبعض منهن وخاصة أن النساء الأكثر استخداما للفلاتر التجميلية عن الرجال، وقد يرتبط هذا بمشاعر الاكتئاب والقلق نتيجة الرغبة في الحصول على الإعجاب على مواقع التواصل، ولذلك تعالت درجات المنافسة في اختيار الفلتر المناسب لكل صورة، الدرجة التي جعلت الآخرين يشاهدون كل صورة للفتاة وكأنها شخصاً مختلفاً، ويدل هذا على معاناتها من هشاشة نفسية وفقدان الثقة بالنفس وعدم تقبل الشكل الظاهرى للوجه حد السعي لإجراء عمليات تجميل كي تصل البنت لنفس الملامح التى تبدو عليها عن طريق فلاتر التصوير الافتراضي التجميلي.
وأضافت استشاري الصحة النفسية أنه في السابق كان الشباب يلتقطون كثير من الصور الشخصية بكامل قناعة ورضا عن مظهرهم الخارجي، أما باستخدام التكنولوجيا الحديثة في تطبيقات التواصل الاجتماعي الخاصة بالتصوير فظهر جيلاً كامل يعاني من السخط وعدم الرضا عن المظهر الخارجي وأجسامهم ووجوههم، لأن الأمر قد وصل لدرجة أن هناك فلتر " يصغر حجم الأنف " أو " ينحت شكل الجسم ويظهره نحيفاً ومتناسق" وأخر " يصغر المرأة أو الرجل لأكثر من عشر سنوات"، مما جعل مستخدميه يكرهون التعرف على وجههم الحقيقي ومشاهدته، وكذلك قد يخلق نوعا من كره الفتاة لنفسها وإصابتها بالعقدة النفسية والعاطفية وذلك جراء تعرف بعض الفتيات على الشباب وتكوين صداقة وعلاقة عاطفية عبر السوشيال ميديا، ولكن عند أول لقاء فعلي يتفاجأ الشاب أن هذه الفتاة ليست من تعرف عليها سابقاً فيرتكها بلا رجعة.
ونصحت بضرورة الثقة في النفس والرضا بالمظهر الخارجي وعدم تقليد المشاهير والجري وراء الموضة دون وعي أو إدراك أن لكل شخص ملامح يتميز بها ويترك عن طريقها بصمة في حياة الآخر، لتكون العلامة الحقيقية لصفاته ومزاياه الإيجابية والسلبية.