السبت 4 مايو 2024

الاهتمام بالمحتوى العربي الرقمي والتمكين لحرية الرأي ضمن توصيات مؤتمر الناشرين العرب بالشارقة

الاهتمام بالمحتوى العربي الرقمي والتمكين لحرية الرأي والتعبير ضمن توصيات مؤتمر الناشرين العرب بالشار

ثقافة4-11-2022 | 17:22

دعاء برعي

اختتمت أعمال المؤتمر السادس للناشرين العرب في إمارة الشارقة تحت عنوان (صناعة المحتوى العربي وتحديات ما بعد الجائحة)، برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى – حاكم إمارة الشارقة، ودعم الشيخة بدور القاسمي، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وتنظيم مشترك ما بين اتحاد الناشرين العرب وجمعية الناشرين الإماراتيين، وحضور جامعة الدول العربية ضيف شرف المؤتمر، وبمشاركة نخبة متميزة من المتحدثين، وممثلي الاتحادات المحلية، ومديري معارض الكتب العربية وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الناشرين، والمفكرين، والأدباء، والإعلاميين والقانونيين، والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات على مدار يومي 2-3 من نوفمبر الجاري، والذي بدأ أعماله في اليوم الأول بكلمات لكل من إيمان شيبة نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، ومحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب ثم الشيخة بدور القاسمي، ثم نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وتم بث كلمة مسجلة بالفيديو لأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وخلص المؤتمر إلى عدة توصيات مهمة في مجال صناعة المحتوى العربي تضمنت الاهتمام بالمحتوى العربي المتاح رقميًا، من حيث النوعية والجودة والقيمة الثقافية، مع منح اهتمام خاص بإبراز جماليات اللغة العربية وإتاحة المحتوى بما يخدم تراثها ويرسخ مكانتها في وجدان القارئ في الحاضر والمستقبل، والتفاعل المأمول للمؤلفين عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتسويق أفضل لمؤلفاتهم، مع الالتزام بإبراز العلاقة التكاملية لإنجاح التسويق بتقديم محتوى متميز للمؤلف، وولاء القارئ لدار النشر، بهدف دعم تسويق المصنفات عبر منافذ التوزيع وبدائلها المتمثلة في المنصات الرقمية.

وضمت النقاط المهمة لتوصيات المؤتمر الاهتمام باللغة العربية كلغة للتعليم والتعلم والتدريب والتأهيل صونًا للهوية العربية ولتنمية الطلب على المحتوى باللغة العربية، والسعي لدى إدارات معارض الكتب والحكومات العربية للتعامل مع المحتوى العربي، المحرر بداية باللغة العربية أو المترجم إليها من لغات أجنبية، كمنتج ثقافي في إطار صناعة استراتيجية متكاملة، والسعي لدى حكومات الدول العربية للتعامل مع النشر وإتاحة المحتوى باعتبارهما صناعة استراتيجية ذات طابع حيوي.

وبرزت التوصيات تكليف اتحاد الناشرين العرب بإعداد دراسة استشرافية بمستقبل معارض الكتاب في العالم الرقمي في ضوء تزايد المنصات الرقمية والمسموعة، بهدف التوصل إلى المعادلة المثلى للتوازن بين صناعة الكتاب الورقي والمحتوى الرقمي، أيضًا تكليف اتحاد الناشرين العرب بإعداد دراسة متكاملة مستعينة في ذلك بخبراء أجانب لتقييم ودراسة فرص الاستفادة من بيع وشراء حقوق نشر المحتوى الرقمي، والعمل على إيجاد مصادر للتمويل بهدف تنمية مهارات العاملين في صناعة النشر، وذلك كله بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين والمنظمة العالمية للملكية الفكرية والمنظمات المثيلة والكيانات المتخصصة في هذا الشأن، وتكليف اتحاد الناشرين العرب بدراسة تجارب الناشرين الأجانب في بلدان العالم المختلفة، وخاصة في الهند وقارة إفريقيا بهدف التعرف على ما يحصلون عليه من حصة سوقية في قطاع الكتب في قطاع التعليم والتدريب.

كما جاء ضمن توصيات المؤتمر الدعوة إلى الاستفادة من تجربة جائحة كورونا في التوسع في نظام الدراسة عن بعد مع ما يقتضيه ذلك من استثمارات واجبة في صناعة المحتوى التعليمي الافتراضي، وتفعيل التعاون الأمني بين وزراء الداخلية العرب من خلال جامعة الدول العربية بهدف حجب المواقع، والمنصات الإلكترونية التي تتيح مصنفات مقرصنة، وتشديد العقوبات الجنائية وزيادة التعويضات المدنية حال قرصنة الكتب على الانترنت، باعتبار أن إتاحة كتاب واحد على الإنترنت يضر بمصالح المؤلفين والناشرين نظرًا للعدد الكبير للمتعاملين مع شبكة الإنترنت الذين يستفيدون منه بالتصفح أو التنزيل.

وحرصت توصيات المؤتمر على دعوة الدول العربية إلى التصديق على اتفاقيتي المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو" بمسمى اتفاقيتي الإنترنت لعام ١٩٩٦م لحق المؤلف (WCT) وحماية فناني الأداء والتسجيلات الصوتية WPPT))، ودعوة البلاد العربية إلى التصديق لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو" على الصيغة الجديدة للاتفاقية العربية لحق المؤلف والحقوق المجاورة وتبني القانون النموذجي لحق المؤلف والحقوق المجاورة، لما يوفرأنه من حماية فعالة للمصنفات المتاحة رقميًا، والسعي إلى إنشاء منصة إلكترونية للمحتوى العربي، المدون باللغة العربية أو المترجم إليها، وإتاحة النفاذ إليها في كل البلاد العربية، باتفاقات مع الناشرين المعنيين، للتمكين للمحتوى العربي إقليميا وعالميًا، مع تزويد المنصة بكل ما ييسر لمرتاديها حرية التصفح والبحث والتفاعل.

وجاء التعامل مع جائحة كورونا باعتبارها "واقع" وليس قوة قاهرة، والتحضير لسيناريوهات مماثلة من حيث الأثر ضمن التوصيات المهمة للمؤتمر السادس للناشرين العرب وذلك بهدف إتاحة المحتوى الإلكتروني كبديل للكتاب الورقي الذي تتصاعد تكلفته بفعل الارتفاع العالمي في معدلات التضخم والانكماش الاقتصادي وتراجع عدد مصانع الورق بما رفع تكلفتها بشكل غير مسبوق، والاهتمام بالتأهيل المستمر للعنصر البشري في البنية التحتية من رجال الشرطة، والجمارك، والنيابة العامة والقضاء، لرفع مهاراتهم وتنمية خبراتهم في التعامل مع قضايا الملكية الفكرية، وكذا دعم أكبر للناشرين العرب، بالتعاون مع الحكومات العربية، بما يجنب خروجهم من سوق النشر الورقي والإتاحة الرقمية بفعل تدخل كيانات عالمية قادرة اقتصاديا على استيعاب الآثار السلبية للقرصنة المتنامية.

وكفلت التوصيات التمكين لحرية الرأي والتعبير مع الالتزام بالخصوصية الثقافية للبلدان العربية، ودعوة اتحاد الناشرين العرب إلى إدراج كل من يتعدى على المحتوى العربي على قوائم سوداء تعمم على كل إدارات معارض الكتاب في البلدان العربية والحكومات العربية بهدف تفادي التعامل مع القراصنة، وكذا تنمية مستدامة لمهارات الناشرين ومتيحي المحتوى الثقافي باللغة العربية في مجال رقمنته بالاستعانة بتجارب الناشرين العرب والأجانب المتمرسين في مجال الإتاحة الرقمية، والعمل على رصد الخدمات اللوجستية المتاحة عالميًا بما يضمن الاستفادة منها في تدفق الامداد بالمواد التي تطلبها صناعة النشر وشحن الكتب وإتاحة المحتوى، والسعي لدى حكومات الدول العربية للتنمية المستدامة لصناعة النشر وإتاحة المحتوى الرقمي باللغة العربية.

وتضمنت ورقة المؤتمر على مدار اليومين الماضيين عدة محاور حول معرض الكتاب في زمن الرقمنة، وأثر الرقمنة على حقوق النشر في ظل الجائحة بين التحديات والفرص، وتنمية صناعة النشر والناشر ومعالجة الفجوة المهارات، وفرص تسويق الكتاب العربي ما بعد الجائحة، وتداعيات أزمة كورونا على صناعة النشر والتعليم، وواقع اللغة العربية وتأثير الكاتب والناشر العربي المعاصر عليها، ومستقبل المكتبات العربية وحرية التعبير، وأزمة التوريد العالمية وأثرها على قطاع النشر.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa