عقدت وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، سلسلة ندوات تثقيفية بمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم، وذلك في إطار حرصها على غرس قيم الوطنية والانتماء بين أبناء الوطن، وفي ضوء مبادرة "حق الوطن".
وغطت الندوات عدة مراكز منها: "مركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمسجد النور بمديرية أوقاف القاهرة، ومركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمسجد الاستقامة بمديرية أوقاف الجيزة، ومركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمسجد سيدي جابر بمديرية أوقاف الإسكندرية، ومركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمسجد الفولي بمديرية أوقاف المنيا، ومركز إعداد محفظي القرآن الكريم بمسجد الأقطم بملوي بمديرية أوقاف المنيا".
وأكد المحاضرون خلا الندوات على أهمية الوعي بقيمة الوطن، وأن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول مخاطبًا مكة: "والله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ"، ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): "اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ"، وعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ) "أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا".
كما شددوا على أن الوطنية الحقيقية ليست مجرد ادعاء، وإنما هي عطاء وانتماء، فالوطنية الحقيقية تقتضي المشاركة بإخلاص في بناء الوطن، ويكون ذلك من خلال إتقان العمل، وجودة الإنتاج؛ بما يؤدي إلى تقدم الوطن وازدهاره، فإن ديننا الحنيف لا يطلب من الناس مجرد العمل؛ إنما يطلب إتقانه وإحسانه، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".