السبت 29 يونيو 2024

طارق فهمي: التقارب الإيراني مع حماس تجاوز الدعم المادي

10-8-2017 | 14:19

حوار: سماح شحاتة 
 

تطور جديد فى العلاقات بين حركة "حماس" وإيران تابعناه على مدار الأيام الماضية حيث أعلنت "حماس"فى بيان عن بدء صفحة جديدة مع طهران، وفى هذا الصدد أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط  فى حواره لـ "الهلال اليوم" أن تكثيف الاتصالات الإيرانية وحركة حماس في هذا التوقيت يؤكد علي أن الجانب الإيراني يسعى إلى إشراك حركة "حماس" في الخطوات الإيرانية إقليميا ويعجل بتطوير العلاقات بين الجانبين لتجاوز مسألة الدعم المادي.. وإلى نص الحوار

 

أعلنت "حماس"بدء صفحة جديدة مع "إيران"؟ ما طبيعة هذه العلاقة فى هذا التوقيت؟
عودة إيران لرغبتها فى ملء الفراغ الذى توجده قطر بعد الأزمة القطرية الأخيرة مع الدول العربية، وإيران طارحة نفسها وهي لها وجود إنسانى واجتماعي وإغاثي داخل القطاع ولديها جمعيات شيعية كثيرة أيضا فى غزة كجمعية الباقيات الصالحات، وجمعية شعب طهران، وغيرها كثيرا، وستبدأ إيران فى التلويح باستكمال المساعدات لحماس.

 

ما الهدف الرئيسي لإيران لفتح علاقات جديدة مع حماس ؟
إيران توظف التطورات السياسية الحادثة في الإقليم وخاصة تجاه تركيا وقطر إقليميا وروسيا دوليا عبر أطراف وسيطة، ولعل حركة حماس تكون المدخل لهذا التوجه الجديد لإيران والتي ستنعكس على بعض الملفات العربية ومنها ملف سوريا بالأساس.

 

ولكن حركة "حماس" تحتل دورا بارزا في التحركات الإيرانية الراهنة؟
إيران تعول كثيرا على دور مباشر لحماس في المرحلة المقبلة لتسوية أي خلافات ولو شكلية مع أي طرف في الإقليم، وفي هذا الإطار تفهم تداعيات زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لقطر والتي تصب في هذا الاتجاه، كما أن العلاقة بين إيران وحماس ستفتح الباب لزيارة وفد حركة حماس إلى إيران؛ بل وإتمام زيارة رسمية لخالد مشعل بالإضافة لقيادات من الحركة.

 

هل سيؤثر التعاون بين "حماس" وإيران على مصر خاصة ونحن نعلم أطماع إيران في المنطقة العربية؟
حماس حركة نفعية، لذا تصنع تدويرا لمصالحها في الإقليم بأكمله، وبالتالي لديها مشاكل مع قطر، فتلجأ لمصر وتركيا وإيران القوى الرئيسية المركزية في المنطقة، وعلاقتها لابد أن تكون جيدة بالأطراف الإقليمية الكبيرة.

 

هل ستشهد الأيام المقبلة مرحلة جديدة لهيكلة العلاقات بين حركة حماس وإيران؟
هذه حقيقة ..ولكن إيران أبدت تحفظها على بعض توجهات حركة حماس الداخل وصراع الأدوار داخل الحركة إلا أن الأمر سيبقي مؤجلا لحين إتمام الزيارة.

 

وما هو المخطط الإيراني للاقتراب من "حماس" برأيك؟
تسعي إيران لتأكيد حضورها الدبلوماسي بقوة في الملف الفلسطيني بعد التطورات الأخيرة الخاصة بتوجهات السلطة الفلسطينية وحركة فتح وإعلان الرئيس محمود عباس عن سلسلة قرارات لم الشمل وعودة بعض قيادات فتح المقربين من القيادي السابق في الحركة محمد دحلان، وتخشي إيران من عودة نفوذ فتح والقيادات التاريخية إلى قطاع غزة، مما قد يغير من وقائع النفوذ السياسي لحركة حماس على الأرض.

 

وهل سيضر هذا بمصالح إيران ؟
إيران متخوفة من خطوة تأجيل الانتخابات البلدية وانفتاح المشهد الفلسطيني على العديد من السيناريوهات، إذ إن أي نتائج جديدة على الأرض ستغير من المعادلة الراهنة في الداخل الفلسطيني، وقد تدفع حركة حماس إلى التحرر من الضغوط الإيرانية، والعمل على دعم مواقفها من الأطراف الأخرى الإقليمية، ومنها الجانب التركي أو القطري.

 

هل هناك أسباب أخرى تجعل ايران تتمسك بتقوية العلاقات مع حماس؟
إيران تدرك أن ترك حركة حماس ولو تكتيكيا سيكلفها الكثير من التبعات، خاصة مع حاجتها للجمع بين القوي الفلسطينية المقاومة من حركة حماس والجهاد لأن هذا التوجه يخدم السياسات الإيرانية في الداخل الفلسطيني في ظل التنافس مع أدوار أطراف أخرى في الإقليم.
بالإضافة إلى رغبة إيران في إنجاح استراتيجيتها الراهنة في الساحة الفلسطينية والتي تعتمد على عدم ترك أي ثغرات لأي طرف والإمساك بالورقة الفلسطينية عامة وقطاع غزة خاصة في إطار توجيه رسائل مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية وبعضها قد يكون موجها بصورة سلبية بالأساس.

 

وما أهداف حركة "حماس" لتحسين العلاقات مع إيران؟ 
حماس تسعى إلى إيجاد قنوات تواصل مباشرة مع إيران وتركيا دون أن يؤثر ذلك في نمط توجهاتها السياسية الحالية، لذا تعمل على تعميق العلاقات الهيكلية والممتدة بينها وبين وإيران خاصة أن الحركة سعت لفصل الدعم المادي عن الدعم السياسي والإقرار باستراتيجية موجهة لإيران للقبول بخيار سياسي يستند على أسس المصلحة والواقعية وليس التمسك بالمواقف الأيديولوجية.

 

هل تتخوف حماس من نفوذ السلطة الفلسطينية وتسعى إلى تعميق علاقتها بايران؟
بالفعل .. حركة حماس تدرك جيدا ان التغييرات الجديدة إزاء حركة فتح والسلطة الفلسطينية والمناخ الجديد الذي تتشكل فيه الملفات الفلسطينية خاصة بعد تأجيل الانتخابات الراهنة سيتطلب مراجعة التحالفات الأساسية مع إيران التي تبقي الدولة الأهم المركزية الداعمة للحركة بالأساس، بالاضافة إلى حرص حركة حماس على تأكيد نهجها في مراعاة التوازن في إقامة العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وهو ما أكده ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي الذي اعتبر علاقة الحركة مع إيران متينة واستراتيجية وان القاسم المشترك هو دعم فلسطيني وبرامج المقاومة.