تعد التغيرات المناخية  القضية الأهم التي تأخذ الأولوية ليس في مصر فحسب بل والعالم أجمع، نظراً لانعكاساتها على معيشة ومستقبل البشر؛ الأمر الذي يدفع كثير من الأمهات للتساؤل عن الطريقة المثلى لتعريف أطفالهن بماهية التغير المناخي والأضرار الناجمة عنه، والأهم دورهم في حماية البيئة من تلك التغيرات المناخية.

من جهتها، أوضحت الدكتورة رحاب حلمي دكتوراه في التربية الخاصة والمدرب المعتمد للإرشاد الأسري وتعديل السلوك، لبوابة "دار الهلال"  أنه من الطبيعي أن كل ما يخص التربية يكون الجزء الأكبر والعبء الأساسي متمثل في الأسرة كنواة أساسية لتنشئة الطفل والتي تمثل نسبة 60%، أما البيئة التربوية الأخرى المتمثلة في المدارس فتمثل 40% فقط، أما في قضية المناخ والتوعية بالمخاطر البيئية فالأمر ينعكس فالنسبة الأكبر والأهم هي دور المؤسسات التعليمية أما دور الأم فيقتصر ويكون مجرد مراجع ومدقق ومثبت للمعلومة التي حصل عليها الطفل من المدرسة.

وأضافت الاستشارية الأسرية أن هناك طرق تربوية لتوعية الطفل بالمخاطر البيئية ودائماً ما تعتمد على المرحلة العمرية.. ففي مرحلة الحضانة "الكي جي" من الممكن دخول الطفل غرفة الوسائط والاستعانة بالنماذج المجسمة التي تتحدث عن المخاطر البيئية، وبالنسبة للمدارس الخاصة واللغات فيتم مشاهدة أفلام الكرتون التي توضح التغير المفاجئ للمناخ عبر "smart board" مثل "مشاهدة طفل يرتدي ملابس صيفية وفجأة تتساقط الأمطار مما يجعله يرتدى الجاكيت والملابس الشتوية" وهنا يصل للطفل الشعور بأنه من الممكن أن يحدث تغير في الأحوال الجوية وعليه أن يتخذ التدابير الوقائية منه.

أما في مرحلة الابتدائية فهناك ما يتوفر من مناهج تعليمية في مادة الدراسات الاجتماعية والتي تتحدث عن المناخ وتغيره.لابد من معاملة الطفل على قدر ذكاءه وأن نضع في الاعتبار مخاطبة نسبة الذكاء المتوسط على الأقل عند توصيل المعلومة، وكلما زاد عمر الطالب نبدأ في زيادة المعلومات تدريجياً.

على الأم أن تكون بدور الداعم لفهم المعلومة وتلفت نظر طفلها باستمرار في حالة سماع أو مشاهدة شيء يرتبط بالمناخ في التلفزيون أو عبر الانترنت وتربط بينها وبين ما تلقاه من المدرسة حتى تتثبت لديه المعلومة.

وأشارت حلمي إلى عدة خطوات على الأم أن توجه طفلها لأتباعها كي يحافظ على البيئة وأجملتهم في الأتي..

- ترشيد استهلاكه للمياه لما قد تتعرض له من نقص جراء التغيرات المناخية، فعليه أن يحافظ على كل نقطة ماء، وتبدأ تدريبه عند غسل أسنانه بوضع الماء في كوب مخصص لذلك بدلاً من ترك صنبور المياه لمدة طويلة.

- الحرص على إطفاء نور الغرفة بعد تركها، لترشيد استهلاك الكهرباء..

- عدم الاسراف في المناديل الورقية واخذ ما يحتاجه فقط، نفس الأمر بالنسبة للأكياس البلاستيكية مع منعه من إلقاءها في الشارع ووضعها في صناديق القمامة..

- عند رغبته في شرب المياه يحرص على إلقاء الزجاجة البلاستيكية في القمامة، كذلك عليه تجنب الإسراف في استخدام الأكواب البلاستيكية..

- وأخيرا،.. علمي طفلك أهمية الحفاظ على النبات والأشجار وشجعيه على زراعة أي نوع من النباتات المنزلية إن أمكن...