الثلاثاء 30 ابريل 2024

في ذكرى ميلاده.. محطات من حياة الشيخ الطبلاوي

الشيخ الطبلاوي

تحقيقات14-11-2022 | 19:53

تحل اليوم الإثنين الرابع عشر من شهر نوفمبر ذكرى ميلاد أحد علامات قراءة القرآن الكريم في مصر والعالم والإسلامي، والذي ملأت تلاواته أفئدة محبيه قبل آذانهم، وتخطت عذوبة صوته حدود الوطن لتنتشر في كافة أرجاء هذا العالم الفسيح، إنه القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي رحمه الله.

مولده ونشأته

ولد القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي في 14 من شهر نوفمبر من العام 1934، وهو من مواليد حي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة ، ولكن أصوله تعود إلى محافظتي الشرقية والمنوفية.

في الثانية عشر من عمره قرأ القرآن وقضى أمسيات كثيرة بمفرده ، وقد أدى ذلك إلى دعوته لأداء جنازات لكبار المسؤولين والشخصيات البارزة والعائلات المشهورة بجانب قراء إذاعات مشهورين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره ويحتل مكانة مرموقة مكان بينهم، وتزوج في السادسة عشر من عمره.

وفي أحد حواراته الصحفية، قال الطبلاوي: "بدأت قارئا صغيرا غير معروف في المآتم، وسط العتاولة (الكبار) في ذلك الوقت أمثال الشيوخ محمد رفعت وعلي محمود ومحمد سلامة ومصطفى إسماعيل، وغيرهم من القراء الأوائل، وكان عمري 12 عاما براتب ثلاثة جنيهات في الليلة".

وتابع "عندما وصل عمري 15 عاما حصلت على خمسة جنيهات، وكنت في غاية السعادة بهذا المبلغ، وانفردت بإحياء ليال قرآنية ثم أصبحت القارئ المفضل للعديد من العائلات الكبيرة".

الدعاء الذي دفعه لحفظ القران

في الثلاثينات من القرن الماضي، تميزت منطقة ميت عقبه بانتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم، فعرف الشيخ الجليل طريقه إلى القرآن وهو في الرابعة من عمره، إلى أن أتم حفظه وتجويده وهو في سن العاشرة فقط.

و قد يسأل الكثيرون عن السبب الذي يدفع طفلا في هذا العمر من حفظ وترتيل كتاب كالقرأن الكريم، فلابد من أن تكون هناك قصة وراء ذلك الإنجاز الذي لا نبالغ إن قلنا عليه إعجازا، و الإجابة على هذا السؤال يرويها الشيخ بنفسه قائلا:"سمعت والدي وهو يتضرع إلى السماء سائلًا المولى عز وجل أن يهب ولده لحفظ القرآن، وأن يكون هذا الولد من أهل القرآن ورجال الدين، حينها أقسمت على تحقيق حلم والدي، وقد استجاب المولى لدعاء والدي العبد الفقير".
وأضاف الطبلاوي بعد ذلك "رزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها، ليس لأنه رزق ولدًا فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم".

رحلته مع الإذاعة

كانت رحلة الطبلاوي مع الإذاعة كبيرة وحافلة منذ البداية، فقد اعترف الشيخ الجليل أن الإذاعة كانت صاحبة فضل كبير عليه، ولم يكن يعرف أن المقرئين الذين يدخولن الإذاعة في هذا التوقيت يجب أن يكونوا أصحاب مدرسة في قراءة القرآن، بمعني أن لا يقلد أحدا من الشيوخ الأجلاء في قراءة القرآن، وكان هو صاحب النبرة المستحيلة ومدرسة متفردة في قراءة القرآن.
ويقول الشيخ الجليل رحمة الله عليه، أن بمجرد أن يبدأ القارئ في البسملة تعرف من هو، في إشارة إلى الشيخ صاحب الصوت الأصلي في القراءة.

و اعتمد الشيخ قارئًا بالإذاعة المصرية منذ 1970 العام، لينطلق بعد ذلك بصوته وموهبته في عالم المقرئين، ويحصل على الشهرة التي عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية، فزار أكثر من 80 دولة عربية وأوروبية خلال شهر رمضان، إضافة إلى أمريكا لقراءة القرآن في حفلات خلال شهر رمضان، وكان مبعوثًا من الأوقاف تارة، ومن الأزهر، وممثلا لمصر في كثير من المؤتمرات، وكان أيضًا محكمًا في مسابقات حفظة القرآن.
أولى رحلاته عام 1973 إلى الأردن بدعوة من وزارة الأوقاف الأردنية، وكرمه خلالها الملك حسين.

المناصب الثي شغلها

شغل الطبلاوي العديد من المناصب حتى وفاته، منها عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومستشار بوزارة الأوقاف، وظل يشغل حتى رحيله منصب نقيب محفظي وقراء القرآن الكريم في مصر.

وفاته

توفي يوم الثلاثاء ال5 مايو 2020م، الموافق 12 من رمضان عام 1441 هـ، عن عمر ناهز 86 عامًا بعد معاناة مع المرض، وقد أدى المئات صلاة الجنازة على جثمانه، وذلك أمام منزله في العجوزة، بالقرب من نادي الترسانة الرياضي بالجيزة، وذلك قبل تشييع الجنازة ونقل الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في البساتين. شارك في الصلاة عدد كبير من مشايخ نقابة قراء القرآن الكريم، وأقارب الشيخ وجيرانه

Dr.Randa
Dr.Radwa