الجمعة 17 مايو 2024

«سياسيون» يوضحون أهم ملفات قمة العشرين بإندونيسيا.. بينها الأزمة الاقتصادية

قمة العشرين

تحقيقات14-11-2022 | 23:15

محمود أسعد

تستضيف مدينة بالي بإندونيسيا قمة مجموعة العشرين، غدًا الثلاثاء، بمشاركة قادة وزعماء الدول ذات الاقتصاديات الأقوى في العلم، القمة التي تعتبر أكبر منتدى اقتصادي عالمي، تكتسي بأهمية خاصة نظرا لما سوف تتناوله من قضايا وموضوعات حساسة يتعرض لها العالم في الوقت الحالي.

موضوعات مثل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب عددا كبيرا من دول العالم في الآونة الأخيرة، ستكون أحد الملفات البارزة على طاولة زعماء هذه القمة، خاصة وأن هذه الأزمات الاقتصادية لم تقتصر فقد على الدول النامية ذات الاقتصاديات المحدودة، بل امتدت كذلك لتشمل دولا ما كنا لنتصور يوما أنها قد تعاني اقتصاديا مثلما يعاني الآخرون، والحديث هنا عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي، تلك الدول التي شهدت، في الآونة الأخيرة، عددا من المظاهرات و الاحتجاجا على ما آلت إليه الامور بها.

وبالتأكيد فإن من الملفات الهامة التي ستكون مطروحة بقوة على طاولة زعما الدول العشرين في هذه القمة ، هو ملف الحرب الروسية الأكرانية، والتي كان له بالغ الأثر في التردي الإقتصادي الذي ضرب العديد من الدول التي كانت تعول بشكل كبير على ما تستورده من حبوب من أوكرانيا، مثل دول افريقا .

ومن الأمور التي أكسبت القمة أهمية فوق أهميتها، هو اللقاء الذي حدث بين كلا من رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن والرئيس الصيني  شي بينغ على هامش القمة التي من القرر أن تنطلق غدا الثلاثاء بشكل رسمي، ذلك اللقاء، الذي يعد الأول منذ أن تولى بايدن رئاسة الولايات المتحدة في عام 2020.

ويرى الكثير من المراقبين أن انعقاده في هذه القمة تحديدا يعطي القمة أهمية خاصة، خاصة في ظل الحرب الاقتصادية العنيفة بين البلدين العماقين.

وكان من ضمن الأحداث الملفتة التي حدثت على هامش القمة هو اعتذار الرئيس الروسي فلادمير بوتن عن الحضور.

وعن هذه القمة العالمية، فقد أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن الدورة الحالية لقمة العشرين تكتسي بأهمية بالغة، حيث أنها تعقد في فترة يواجه العالم فيه أزمات و تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، حدثت نتيجة لعدد من المتغيرات العالمية التي كان أبرزها الحرب الأكرانية الروسية، بالاضافة للتباطوء الذي أصاب الاقتصاد العالمي الذي اسفر عنه وباء الكرونا، الذي تسبب في أزمات مختلفة للعديد من الدول حو العالم.

 أضاف بدر الدين أن من الأشياء التي تضيف اهمية للقمة هو أننا نشهد في الوقت الحالي منافسة اقتصادية كبيرة بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، وهي منافسة ترتقي لمنزلة الحرب الاقتصادية بين القطبين.

ولفت أستاذ العلوم السياسية، أن مشاركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن في هذه القمة يشير إلى فكرة هامة وهي أن الولايات المتحدة تمتلك المقدرة على مساعدة دول العالم لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية.

وأكد بدر الدين، أن هذه القمة بتبحث في الأساس في قضايا اقتصادية تتعلق بالمتاعب التي تواجه اقتصاديات دول العالم، والتي تولد مخاوف جمة لدى تلك الدول من تطور هذه الأزمات الاقتصادية المختلفة.

أضاف بدر الدين، أن هدف القمة هو ادخال اصلاحات على الاقتصاد العالمي الذي يواجه العديد من التحديات نتيجة للتطورات السياسية والاقتصادية و الصحية التي حدثت في السنوات القليلة الماضية.

ومن جانبه، فقد أكد الدكتور جمال سلامة خبير في الشئون السياسية للشرق الأوسط وقضايا الصراع العربي الاسرائيلي، ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس، أن قمة العشرين تعتبر تجمعا دوريا يتم كل عام منذ عام 1999، مضيفا أن أهمية هذا التجمع تأتي في ظل تعرض العالم للعديد من الأزمات، مثل الأزمة الأكرانية و أزمة وباء الكرونا الذي ما زال العالم يتعافى منها حتى الآن.

و أوضح سلامة أن هذا التجمع من شأنه أن يسهم بشكل أو بآخر في التخفيف من حدة الآثار الاقتصادية التي تسببت بها الأزمة الأكرانية الروسية، أما بالنسبة للآثار السياسية لهذه الأزمة فلا يعتقد الخبير السياسي أن هذه القمة قد تحرز فيها أي تقدم، موضحا أن الحلول السياسية لهذه الأزمة تحتاج بالأساس إلى تفاهم أمريكي غربي روسي قبل أن يتم مناقشتها في مثل هكذا قمم.  

و أوضح خبير السئون السياسية بالشرق الأوسط، أن السبب في اعتذار بوتن عن حضور هذه القمة هو عدم رغبته في خوض أي مواجهة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك بالرغم من تعلله بكثرة مشاغله.

وأكد سلامة على أن اللقاء بين الرئيسين الأمريكي و الصيني يأتي في ظل وجود العديد من القضايا العالقة و المشتركة بين كلا البلدين، حيث أن التمدد العسكري الهائل للصين وما يمثله من خطر على شبه جزيرة تايوان، اضافة للعلاقات التجارية بين البلدين، هو ما يفرض اللقاءعلى كلا الزعيمين..