صدر حديثًا عن مشروع ذاكرة الكاريكاتير، أحد المشروعات التابعة لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، وبالتعاون مع الفنان المصري العالمي جورج البهجوري، الطبعة الثانية من كتاب «بورسعيد»، للفنان جورج البهجوري، الكتاب صدر بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية، ويقع في 76 صفحة من القطع الكبير، وأعده وقدم له الباحث والكاتب المتخصص في تاريخ الكاريكاتير المصري: عبدالله الصاوي.
أشار عبدالله الصاوي، مؤسس ومدير مشروع ذاكرة الكاريكاتير، أن كتاب: بورسعيد هو باكورة أعمال الفنان: جورج البهجوري، صدرت طبعته الأولى عن دار الفكر بالقاهرة في فبراير عام 1957، باللغتين العربية والفرنسية، وكتب مقدمة الطبعة الأولى الفنان الراحل: حسن فؤاد (1926 – 1985).
وعن رحلة البحث عن هذا الكتاب النادر وأهميته؟ تابع الصاوي: شاء القدر أن أعثر على كتاب: بورسعيد صدفةً بعد أن كنت على وشك أن أفقد الأمل بين أروقة دار الكتب المصرية بعد رحلة بحث استمرت لأكثر من خمس سنوات، وكانت العقبة الوحيدة بعد العثور على الكتاب من سيتحمل تكلفة الطباعة؟ وعندما عرضت على الفنان: جورج البهجوري فكرة إعادة صدور طبعة جديدة من الكتاب، وافق على الفور وتحمل التكلفة المادية لطباعة 1000 نسخة من الكتاب على حسابه الشخصي.
وعن أهمية الكتاب أوضح الصاوي: لقد نجح چورج البهجوري من خلال كتاب: بورسعيد أن يوثق ولأول مرة بالكاريكاتير الملحمة الوطنية لأهالي بورسعيد ضد قوات العدوان الثلاثي الغاشم عام 1956، وقد شكل هذا العمل انطلاقة قوية لفَّنان شاب لم يتجاوز عمره وقتئذٍ الخامسة والعشرين؛ سخَّر ريشته ليوثق لنا بالرسوم الكاريكاتيرية واحدة من أهم ملاحم المقاومة الشعبية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.
وقد استطاع چورج البهجوري في أن يرصد لنا بذكائه وخفة ظله المعهودة، في هذا الكتاب بخطوط بسيطة وكلمات قليلة قصة بورسعيد، وبطولات أهلها التي كانت وقتها حديث العالم أجمع، كما نجح في استغلال ريشته، لاختزال صمود وكفاح شعب بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي. كما أسهم بهجوري في تقديم قراءة جديدة ومُنصفة لملحمة بورسعيد.
وأكد الصاوي: على أنه أدرك الأهمية البالغة لهذا الكتاب منذ الوهلة الأولى، لذا حرص في الطبعة الجديدة، على ترجمة الكتاب للغة الإنجليزية بالإضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية؛ حتى تتحول الرسالة التي يتضمنها الكتاب لرسالة عابره للشأن الثقافي المصري، مخاطبة الوجدان الغربي.
الجدير بالذكر أن مشروع ذاكرة الكاريكاتير، هو أحد المبادرات الشبابية التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي المصري غير المادي بشكل عام، وتراث الكاريكاتير المصري بشكل خاص، أسسه الباحث والكاتب: عبدالله الصاوي عام 2012، وقدم المشروع العديد من المعارض الكاريكاتيرية التذكارية والتي لاقت نجاحًا كبيرًا منها: ثورة 1919.. في ذاكرة الكاريكاتير المصري بمناسبة مئوية ثورة 1919، معرض حرب أكتوبر.. في ذاكرة الكاريكاتير المصري بمناسبة الذكرى 47 لنصر أكتوبر، احتفالية ومعرض روسيا.. في ذاكرة الكاريكاتير المصري، احتفالية ومعرض: رخا.. المُعلم الأول، احتفالية ومعرض: عودة الكاريكاتيرست المجهول.. مصطفى محرم بك مختار.
كما أصدر المشروع خلال العشرة سنوات الأخيرة، بالتعاون مع عدد من الهيئات والجهات، أكثر من 10 كتب لمجموعة من الرواد الأوائل لفن الكاريكاتير المصري منهم: ألكسندر صاروخان، أحمد طوغان، مصطفى محرم بك مختار.