وهل للحياة معنى دون أمل؟ هكذا حدثت ذاتي وأنا أقرأ مقال الكاتبة الراقية ليندا سليم رداً على مقالي بيت محدثي النعم، فقد دفعتني كلماتها دفعا، للحديث حول الأمل أثناء الأزمات، أو بالأدق ألهمتني حينما كتبت "جميل الأمل ألبرت، جميل بعينك وبعين كل من يتمنونه كمخرج عفيف من عقر دار بيوت مشبوهة".
فرغم الأزمات، يبقى تمسك الشخص بالأمل كطوق نجاة يحيط فكرة وعقله وقلبه ومشاعره ليحميها من التفكير بنفس طريقة من يبطنون له الشر، فقبل كل شيء هناك فوق العالي أعلى يلاحظ ويضبط الكون، من وجهة نظري تكمن مشكلة الإنسان أثناء الأزمات في طريقة تفكيره في الأمر، المهارة هي أن ينظر بعين متزنة للأحداث فكما أن لها جانباً سلبياً بالتأكيد سيكون لها جانب إيجابي، فأشد أوقات الظلام هي تلك التي تسبق الفجر، وحتى لو ملأ الدخان الكثيف الأجواء، رغم هذا سيظهر النور.
هذا ما يمدنا به الإيمان والثقة بالله تعالى، وهل يمكن أن نحيا دون الإيمان؟ بالطبع لا، صدقتي حين قلتي "درجة الإيمان تقاس بدرجة السلام لا الاستلام " من المهم أن نتعامل مع الأزمات بسلام براحة بهدوء لا باستسلام وتواكل، والسلام ينبثق من الإيمان والإيمان يزداد بالأمل والتفاؤل وتوقع الأفضل.
لعلك أشرت أن تراجع القيم كأنها لعنة أصابت مجتمعاتنا في خصرها ، فينظر لها العابر لا يدرك ما تفعل هل تميل أم ترقص ؟! ولكني أجد أن اللعنة الحقيقة التي قد تصيب أي إنسان ليست في الحال المحيط به بقدر ما تصيب رؤيته فلا يرى غير السلبي فقط أثناء الأزمات ولا يتفوه غير الشكوى والضيق هذه هي اللعنة الحقيقة التي يمكن أن تؤثر على صاحبها، دعيني اقتبس كلماتك لأنهي بها مقالتي "من أكون لأنهي عباراتي بأن لا هناك أمل والله وحده يعلم ما لا نعلم".