تقرير: نهال الشريف
بقدر الحب الهائل الذى تمتعت به أميرة القلوب البريطانية الجميلة والتعيسة فى آن واحد أثناء حياتها القصيرة، بقدر ما كانت الصدمة، التى سببتها بعد وفاتها بعشرين عامًا عندما خرج إلى النور قبل أيام قليلة فيلم وثائقى على القناة الرابعة لتليفزيون ITV. وفى الفيلم لقطات مسجلة صوتًا وصورة للأميرة تعترف فيها بوقوعها فى الحب رغم زواجها من ولى العهد البريطانى وشكواها للملكة اليزابيث من حياتها الزوجية الخالية من الحب والأخطر بعض التفاصيل عن علاقتها الحميمة، الأمر الذى يراه الكثيرون غير لائق بأميرة سكنت يومًا ما القصر الملكى وكانت أمًا لأميرين أكبرهما مرشح لارتداء التاج البريطانى.
ديانا رحلت عن العالم يوم ٣١ أغسطس ١٩٩٧ وهى مطلقة من الأمير شازلز وريث العرش البريطانى ومجردة من لقبها الملكى وهى على بعد خطوات من السعادة الحقيقية من دودى الفايد المصرى الأصل، والذى كان يخطط لإعلان خطبتهما فى اليوم التالى، ولكن القدر تدخل وقضى الحبيبان فى حادث سيارة اصطدمت بأحد أعمدة نفق آلما فى باريس بعد خروجهما معًا من أحد المطاعم.
ربما ستبقى وفاة ديانا ودودى لغزًا غامضًا بلا حل مثل مشاهير آخرين منهم ممثلة الإغراء الأمريكية مارلين مونرو، وكذلك الرئيس الأمريكى جون كيندى، وهى حالات بشكل أو بآخر يشتبه أنها جرت بتدبير من أجهزة المخابرات.
وفى الذكرى العشرين لرحيلها ربما لا يتوقف الكثيرون عند الدور الإنسانى والاجتماعى، الذى لعبته الأميرة أو تمردها على البروتوكول الملكى أو أمومتها الفياضة، ولكن التركيز كله على التعاسة الزوجية، التى عاشتها والتى رأى الكثيرون أن امرأة بهذا الجمال الساحر لا تستحق كل هذه التعاسة.
كتاب جديد وثلاثة أفلام وثائقية عن ديانا بمناسبة ذكراها أثارت جدلًا كبيرًا فى بريطانيا، الكتاب بعنوان “ديانا ودودى.. الحقيقة” بقلم مايكل كول مسئول العلاقات العامة فى سلسلة محلات هاردوز، التى كان يمتلكها الملياردير محمد الفايد - سابقًا - والد دودى.. ويؤكد الكاتب أنه يزيج الستار عن أسرار ليلة الحادث المأساوى خاصة وأنه كان يعرف أطراف القصة معرفة وثيقة.
الأب محمد الفايد مازال يعيش أحزانه لفقد ابنه ومحبوبته الجميلة وأدلى بتصريحات أخير، لصحف الديلى ميل والصن وديلى إكسبريس قال فيها إنه لم يغير أى شيء فى شقة ابنه فى بارك لين التى استصاف فيها ديانا قبل وقوع الحادث.. وقال أيضًا إنه يقضى ٣٠٠ يومًا فى السنة بجوار مقبرة ابنه الموجودة فى قصره فى بارو جرين كورت فى مقاطعة سارى.. وأكد الفايد الأب من جديد أن ابنه وديانا كانا على وشك إعلان خطبتهما والترتيب للزواج وكرر اتهاماته رغم اعترافه بعدم امتلاكه الدليل عليها أن القصر البريطانى وراء التخطيط لقتل ديانا وحبيبها للحيلولة دون زواجهما وقطع الطريق أمام احتمال لظهور شقيق مسلم للأميرين ويليام وهارى.. وكرر أن الأمير فيليب شخصيًا هو من أعطى الأمر بقتل ديانا، بينما كان ابنه ولى العهد الأمير تشارلز مشغولًا بقصة حب لكاميلا باركر التى تزوجها فيما بعد.. كان الأب قد صرح بهذه الاتهامات من قبل لأول مرة عام ٢٠٠٠ وبعدها تم سحب المرسوم الملكى من سلسلة محلات هاردرز منه بعد حصوله عليها قبل ٤٤ عامًا من دون إذن الأمير فيليب.
اتهامات الأب لا يوجد ما يؤكدها سوى اعتراف العميل البريطانى السابق بجهاز المخابرات البريطانية جون هويكنز وهو على فراش الموت بأنه كلف باغتيال الأميرة.. أما التحقيقات الرسمية التى جرت فى كل من فرنسا وبريطانيا فقد انتهت إلى أن الحادث الذى وقع فى نفق آلما كان سببه هنرى باول سائق السيارة، التى استقلها دودى وديانا.. حيث قاد السائق الفرنسى السيارة بسرعة كبيرة، وهو ثمل تمامًا.. إضافة إلى مطاردة لمصورين الباباراتزى للسيارة على أمل التقاط صورة تؤكد قصة الحب بينهما.. وأكدت التحقيقات أيضًا أن ديانا ودودى كان من الممكن أن تكتب لهما النجاة لو أنهما ربطا حزام الأمان.
أما الأفلام كان أولها ذلك، الذى شارك بالظهور فيه الأمير ويليام وشقيقه هارى بعنوان “أمنا ديانا.. حياتها وإرثها” وتحدث الأميران بشكل مؤثر عن ذكرياتهما مع ديانان وشعورهما بالندم لحديثهما القصير معها بالتليفون عندما كانت فى باريس ليلة وقوع الحادث.
والفيلم الثانى كان يدور حول المادة، التى سجلها الكاتب أندرو مورتون مع ديانا لإعداد كتابة السيرة الذاتية لديانا بعنوان “ديانا.. قصتها الحقيقية” وعرض على قناة ناشيونال جيوجرافيك.
الفيلم الثالث هو ذلك، الذى عرض مساء الأحد الماضى وكان جاذبًا لآلاف المشاهدين للقناة الرابعة على شبكة ITV ولكنه فى الوقت نفسه كان فيلمًا صادمًا بعنوان “ديانا بكلماتها الخاصة”.. الفيلم قائم على تسجيلات فيديو للأميرة مدتها ٥٠ ساعة على ١٢ شريطا.. قام بتصويرها وتسجيلها بيتر سيتلين مدرب الأداء الصوتى الذى استعانت به الأميرة لتحسين أدائها فى مواجهة الجمهور.
الصادم فى الفيلم أن ديانا تحدثت بكل صراحة عن تفاصيل حياتها الزوجية التعيسة.. وقالت فيما قالت إن علاقتها الحميمة لشارلز انقطعت بعد ٧ سنوات من الزواج وأنها لجأت للملكة اليزابيث وشكت لها أن زواجها يخلو من الحب وسألتها ماذا أفعل.. فكان رد الملكة “لا أدرى شارلز ميئوس من أمره”.. فى الفيلم أيضًا ذكرت ديانا أنها أحبت شخصًا آخر وهى فى الرابعة والعشرين من عمرها، وأن ذلك أثار الشكوك حولها، ولكنها أكدت أنها لم تكن على علاقة كاملة بذلك الشخص، وهو حارسها الشخصى، الذى لقى حتفه بعد ٣ أسابيع من إبعاده من منصبه فى حادث دراجة بخارية. حتى اللحظة الأخيرة، حاولت أسرة ديانا وأصدقاؤها حث القناة الرابعة على عدم إذاعة الوثائقى لما سيسببه من ضرر بالغ لولديها ويليام وهارى ولكن دون جدوى.
ليست هذه هى المرة الأولى، التى يتعرف فيها الجمهور على محتوى الشرائط فقد قام بيتر سيتلين بيع الشرائط لشبكة إن بى سى الأمريكية عام ٢٠٠٤ مقابل ٥٠٠ ألف دولار، التى ثبت مقتطفات منها وأحدثت دويًا كبيرًا.. وكان من نتيجة ذلك أن طالب أعضاء بالبرلمان الإنجليزى مالكى الشرائط الاستماع لصوت الحكمة وعدم إذاعة محتويات الشرائط على الأقل لمدة مائة عام أو ما دام الأميران ويليام وهارى على قيد الحياة.
ولكن فى نهاية المطاف وجدت التسجيلات طريقها لشاشة القناة الرابعة الإنجليزية وبررت القناة بث الفيلم بأنه تسجيل للتاريخ.