الجمعة 31 مايو 2024

د. فينيس كامل جودة: مصر تحتاج البحث العلمى الموجه

11-8-2017 | 16:53

حوار – صلاح البيلى

الطاقة والمياه والزراعة.. ثلاثة مجالات أولى بالرعاية وتريد البحث العلمى الموجه لا العشوائى.

أنا ثالث باحثة أفوز بجائزة النيل وهى نوبل مصر وهذا يدل على تقدير للمرأة المصرية.. هكذا بدأت د. فينيس كامل جودة حديثها لـ«المصور»..

وقالت د. فينيس، إن الابتكار والبحث العلمى قادران على العبور بنا من التخلف التكنولوجى الذى نعانيه وهو محور فى استراتيجية التنمية المستدامة ٢٠٣٠.

د. فينيس المكرمة صباح الأحد الماضى من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عيد العلم أعربت عن سعادتها بجائزة النيل فى العلوم وتكريمها الذى جاء من أكبر شخصية فى مصر وهو الرئيس بنفسه، وإلى نص الحوار.

تقول د. فينيس كامل جودة وزيرة البحث العلمى السابقة، الحقيقة إن لحظة التكريم هي أسعد لحظات حياتى ورغم أن الوقت كان مختصراً فقد شكرت الرئيس على اهتمامه بالبحث العلمى وطالبته بدفعة قوية للعلماء، وبصراحة يكفى أن الرئيس بنفسه ورغم مشاغله الكثيرة يرعى بنفسه احتفالية عيد العلم هذا العام. وأعجبنى جداً تكريمه للشباب المتفوق من طلبة الجامعات لأوائل الثانوية العامة لأن هذا التكريم وسط العلماء الكبار يمنحهم القدوة والأمل كى يقتدو بالعلماء الكبار ويقلدوننا، وهذه لفتة جميلة منه تؤكد اهتمامه بالشباب.

عرفنا د. فينيس الوزيرة فماذا عن د. فينيس الباحثة ما أبرز إنجاز لك طوال مشوارك العلمى كباحثة بالمركز القومى للبحوث؟

نجحت فى تسجيل ٢ براءة اختراع باسمى، واحدة فى ترسيب سبائك التيتانيوم على الفلزات وهو موضوع مهم جداً ويفيد فى صناعة الطائرات والصواريح لدرجة أن د. صلاح هدايت وكان وزيراً للبحث العلمى خصص لى مكافأة خاصة عن هذه البراءة وتم تسويقها فى أمريكا و ١٢ دولة أوربية والبراءة الثانية بنفس مجال الفلزات ولكنها ليس لها نفس المردود الاقتصادى .

ونجحت فى إنشاء معمل الكيمياء الكهربية والتطبيقية بالمركز القومى للبحوث، وأدخلت مجالات جديدة فى المركز مثل صناعة البترول ومعامل التآكل الحرارى ونجحت فى جذب أجهزة متطورة للمركز بمنحة أمريكية وكانت غالية جداً وعندما سافرت للكويت لست سنوات ساهمت فى مشروعات البحث العلمى هناك، وفى المشروعات العربية المشتركة، وحاولت وأنا وزيرة للبحث العلمى أن أصحح وضع مراكز معاهد البحوث ولكن صوت الجامعات كان أعلى سياسياً، ومع ذلك نجحت فى تحويل مركز البحوث وغيره من المعاهد البحثية للعمل باستراتيجية جديدة قوامها تطبيق البحوث وإجراء البحوث للتطبيق العملى وعلى الأقل نصف الصناعى ولا تكون البحوث لمجرد البحث النظرى ثم تلقى على الأرفف .

ما أهم المجالات المطلوبة لتركيز البحث العلمى عليها؟

الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية والماء وتحلية المياه والزراعة ولا نريد أن نرجع إلى فلسفة (من الإبرة للصاروخ ) بل نركز على مجالات محددة نحن فى أشد الحاجة إليها. وهكذا نضع أهدافاً واقعية لعامين أو ثلاثة ثم ننظر ماذا أنجزنا، وماذا تبقى كى ننجزه؟ ثم نضع أهدافاً أخرى لحل المشاكل الطارئة الجديدة.

هل البنية التشريعية والمالية قادرة على تلبية احتياجات البحث العلمى الجاد؟

بصراحة لا، شيوخنا جاهزون شبابنا جاهزون، لكن التشريعات التحفيزية غير موجودة والقوانين المرنة لتشجيع الباحثين غير موجودة، ولا يمكننا إنجاز بحث حقيقى إلا بمشاركة فعالة من الدولة أو من جهات مانحة أو صديقة، وعلى سبيل المثال وضعنا داخل أكاديمية البحث العلمى خريطة طريق فى مجال الطاقة الشمسية ووضعنا (موديل) لصنع الخلايا فى مصر بتكنولوجيا وطنية، وهذا هو الطريق لتحقيق التنمية المستدامة، العقول موجودة والمعامل والابتكارات فقط نريد الدعم القانونى والمالى ونريد البحث العلمى الموجه لا الحر.

ماذا تعنين بالبحث العلمى الموجه؟

أى البحث العلمى غير العشوائى أو الفوضوى بل الموجه لتحقيق أهداف محددة وفقاً لخطط زمنية محددة وبتكليفات واضحة كما تفعل إسرائيل لقد وضعت الدولة استراتيجية التنمية المستدامة حتى ٢٠٣٠ وما نريده أن تكون هناك برامج محددة وليست خطوطاً عريضة وأن يحاط الباحثون بالبرامج وأن يكلفوا بصراحة وأن يقيم النشر العلمى باستمرار، وأن نضع ترتيبات للمراكز والمعاهد بقدرتها على إنجاز نشر علمى وبراءات اختراع وخدمة المجتمع وألا تكون هناك أبحاث حبيسة الأدراج أو على الرف وهذه كارثة بصراحة نحتاج لثورة علمية تعبر بنا من التخلف التكنولوجى الذى نعانيه وتساهم فى الحد من الاستيراد من الخارج، والحقيقة وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع يقدمان نموذجاً على التصنيع الوطنى الذى يجب أن يعم ويشمل كل المجالات.