النتائج التي انتهت عليها مباريات الجولة الأولى من مرحلة المجموعات بمونديال قطر 2022، كشفت لنا ملامح فرصة تاريخية ونتائج استثنائية يمكن للمنتخبات العربية أن تحققها في هذه النسخة الفريدة من بطولة كأس العالم وبالتالي تتسع دائرة الإبداع العربي لتشمل كافة الجوانب التنظيمية والتنافسية.

فبعد أن تابع العالم أجمع دقائق الإبهار والإمتاع التنظيمي خلال حفل الافتتاح الذي كان بمثابة الإعلان عن أفضل انطلاقة بالصورة البراقة للبطولة العملاقة، جاء الموعد مع الإبهار والإمتاع الكروي من خلال المباراة الإعجازية التي قدمها الأخضر السعودي أمام راقصي التانجو، قبل أن يتحقق الفوز الذي لا يختلف اثنان على أنه الأفضل والأروع والأعظم في تاريخ الكرة العربية.

ورغم أن المنتخب التونسي اكتفى بعد ذلك بنقطة التعادل أمام المنتخب الدانماركي، إلا أن هذه النقطة ستكون بمثابة نقطة الانطلاق نحو التأهل إلى دور الـ16 إذا أحسن نسور قرطاج استغلالها بالشكل الأمثل خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن جدول مباريات المجموعة الرابعة يخدم المنتخب التونسي بشرط استغلال ذلك وتحقيق فوز كبير في المباراة المقبلة على المنتخب الأسترالي الذي كشفت مباراته الأولى أنه في "المتناول".

أما المنتخب المغربي فعلى الرغم من أنه صاحب التشكيلة الأفضل من بين جميع المنتخبات العربية إلا أن وقوعه في مجموعة واحدة مع منتخبي كرواتيا (وصيف العالم) وبلجيكا (وصيف التصنيف العالمي) جعل المؤشرات في غير صالحه، ولكنه بعد أن فرض التعادل السلبي أمام كرواتيا فقد نجح في اقتحام دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة السادسة.

وبقدر سعادتنا بمستويات ونتائج السعودية وتونس والمغرب بقدر صدمتنا بسبب المستوى الذي قدمه المنتخب القطري في المواجهة الافتتاحية وكل ما نتمناه هو أن يتدارك الموقف سريعًا ويتمكن من تحسين صورته أمام جماهيره الرائعة.

وما دفعني للتحدث عن الفرصة التاريخية في هذه النسخة هو أن العرب طوال تاريخهم لم يتأهلوا لدور الـ16 سوى ثلاث مرات فقط بداية من المغرب في 1986، ومرورًا بالسعودية في 1994، ووصولًا إلى الجزائر في 2014، وبالتالي إذا سارت الأمور بالشكل الذي نتمناه فإننا ننجز في نسخة واحدة ما أنجزناه في كافة النسخ السابقة، ووقتها سنجد أن العرب يمثلهم 3 منتخبات دفعة واحدة من بين أفضل 16 منتخبًا على مستوى العالم في البطولة الأقوى والأشهر في التاريخ.