الأحد 16 يونيو 2024

..............................إبراهيم عبد المجيد يكتب عن "مؤامرة هيئة السكة الحديد"

12-8-2017 | 07:05

أعرب الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، عن أسفه بشأن حادث تصادُم القطارين بالإسكندرية الذي وقع بالأمس، وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:

أنا كتبت كتير عن المؤامرة التي تعرضت لها هيئة السكة الحديد منذ منتصف السبعينيات وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه. وعلى رأس المؤامرة التخلص من نقل البضائع بالقطارات ليكسب أصحاب المقطورات والسيارات النقل، وبعد ذلك يقولون إنها تخسر ويتم الإهمال لقطارات الركاب أو يرفعوا سعرها وطبعًا الإهمال يشمل المحطات والصيانة وغيره لأنها بلا دخل حقيقي وكله مقصود. هم بس ما عرفوش يبيعوها زي ما باعوا المصانع. جريمة مع سبق الإصرار ولا حل لها إلا عودة نقل البضائع بالسكة الحديد زي زمان ولأنها أصلا أتعملت في الدنيا كلها علشان كدا.

كنا تاني سكة حديد في العالم يا حرامية أصبحنا مزبلة العالم. حتي مصنع سيماف اللي اتعمل أيام عبد الناصر وكان بينتج عربات البضائع للقطارات خلصتوا عليه يا حرامية وماحدش عارف هو بيعمل إيه دلوقت. كان لقطارات البضائع أرصفة في كل محطة تنزل فيها البضائع ويستمر إلى الإسكندرية، حيث الأرصفة من أيام الخديوي سعيد وإسماعيل ويعود محملاً بالبضائع القادمة من المينا ومن مصانع المدينة ولا جرارات تمشي بين البلاد. هذه الأرصفة الآن ومكانها منطقة القباري لم يعد يصل إليها إلا قطارات العسل الأسود لأنه لا ينتقل بالجرارات ونبتت الحشائش بين صخورها الإيطالية الأثرية وسقطت أسقفها.

كانت البضائع هي مصدر الدخل الكبير للسكة الحديد وليس نقل الركاب الذي مهما ارتفع سعره لن يكفي لكن تعمل إيه في الحرامية اللي خلصوا على كل حاجة حلوة علشان ياخدوا رشاوى وإكراميات من رجال الأعمال والمال. لما كان النقل بالسكة الحديد كانت سيارات النقل هي العادية والصغيرة وتتحرك داخل المدينة لأن القطارات كانت توصل البضائع إلى كل مدينة. يعني سيارات نقل على قد المدينة ولا تمر بين البلاد إلا نادرا. خربتوا أكبر هيئة مربحة علشان الرشاوي والإكراميات عبر أربعين سنة ولا تزالون لا تريدون أن تعترفوا بالخطأ. وطبعًا النقل النهري كمان انتهي بنفس المؤامرة علشان أم الجرارات.