كتب : أحمد السعيد - عدسة : عمرو فارس

فغرت فاها .. ودارت عيناها الصغيرتان في محجريهما؛ قبل أن "تتشعلقا" في سقف جبهتها بينما كانت تقضم أظافرها من فرط الرعب، وهي تشاهد تلك المرأة المسكينة المعذبة يخلعون لها أظافرها، ويكيلون لها صنوف العذاب وهي تصرخ مستغيثة من شدة الألم، لم يغادر المشهد السابق للنجمة الكبيرة نادية الجندي في فيلمها ذائع الصيت "مهمة في تل أبيب" ذاكرة الطفلة شذا هشام؛ بل فتح في عقلها الصغير أبوابا أخرى لأسئلة كثيرة؛ أولها كيف يدخل هؤلاء الناس إلى هذا الصندوق الضيق؟!؛ وكيف يعيشون حياتهم بداخله!!، وأين يذهبون عندما نغلقه؟!

نضجت قليلا .. لتعرف أن هؤلاء ممثلون؛ وأن ما يقومون به ما هو إلا تمثيل وتشخيص لمواقف الناس وحياتهم التي يعيشونها، عشقت هذا الأمر بكل جوارحها وسعت لتقليد ومحاكاة كل من وقعت عليه عيناها؛ متخذة من نادية الجندي مثلا أعلى لها، وكان أول ضحاياها مدرسيها ومدرساتها في مراحل التعليم المختلفة، تقلد وقفة ذلك الأستاذ الجادة وصراخه المتواصل، وتحاكي مشية معلمتها الغندورة الصغيرة حديثة التعيين، وتضع نظارات جدتها على أنفها وتنظر بتعال، ممسكة العصا كما يفعل الناظر عندما يريد معاقبة بعض التلاميذ المقصرين، لاحظ والدها ذلك فأتى لها بسبورة صغيرة تستعين بها في مشاهدها التمثيلية اللامتناهية، حتى شبت عن الطوق وقررت أن تحترف التمثيل الذي عشقته من كل قلبها؛ بحثت بصبر ودأب -عن طريق الشبكة العنكبوتية- عن "كورسات" تفيدها؛ فانضمت إلى ورشة مروة جبريل المعروفة حتى تشحذ الموهبة بنصل العلم الذي لا يصدأ، ثم مثلت بعض الإعلانات المشهورة، وشاركت في مشهد كعارضة أزياء في مسلسل "لا تطفئ الشمس" رمضان 2017، لتقتنص فرصة عمرها في مسلسل "كلبش" الذي عرض في شهر رمضان الماضي أيضا، بعد أن شاهدها مخرجه د.بيتر ميمي ليعطيها دورا صغيرا فيه حيث ظهرت كابنة للنجم محمود البزاوي الذي راح يشيد بأدائها ويثني على حضورها، مشتركا في ذلك مع طاقم العمل حيث تنبأ لها بطله، أمير كرارة ، بمستقبل ونجومية باهرة، بقي أن نعرف أن شذا هشام تلعب دورا مؤثرا يختلف عن طبيعتها الرقيقة الحالمة، حيث ستظهر كبنت شعبية تربت في حارة في المسلسل الجديد "سرايا حمدين" تأليف جوزيف فوزي، بطولة سامح حسين وعماد رشاد وراندا البحيري ومن إخراج سيف يوسف.