الجمعة 19 ابريل 2024

«سباحات» سوريا عزفن على الأمواج!

مقالات29-11-2022 | 20:11

لم يكن فيلم "السباحتان" ؛ من إنتاج "نيتيفلكس" والذي طرحته مؤخراً على منصتها وعُرض لأول مرة في مصر وشمال أفريقيا من خلال مهرجان القاهرة السينمائي فى دورته الرابعة والأربعين؛ مجرد قصة سوريتين ورحلتهما نحو اللجوء إلى أوروبا ؛ بل رصداً لواقع السوريين في الداخل ومحنة الملايين الذين اجتمعوا على ويلات الخراب من كل مكان، وجمعتهم محاولة النجاة المحفوفة بالمخاطر.

لقد طاف بنا الفيلم منذ البداية نحو أزمات البشر ومحاولاتهم التعايش وبحْثهم عن لحظة فتح باب "القفص" ؛ ليصبحوا "لولو" عصفور الأسرة الذى حررهم في لحظات طيران تناغمت فيها حركاتهم، وكأن الغرفة اتسعت سماواتها ومنحتهم أجنحة التحليق في أي مكان.

وها هي الأحلام تتبدل وتمنحهم البديل حيث الوجه الآخر للمعاناة  من خلال واقع "اللاجئ" ؛ فرحلة الأختين سارة ويسرا مارديني؛ ليحصلوا  على امتياز  "لم شمل الأسرة" قبل أن تصل "يسرا" الثامنة عشر ؛ ليست معتادة وأخطارها كذلك ، فلحظات الموت جعلت الجميع في خطوط معاناة موازية ؛ إن تجاهلوا خطاً سيجدوا آخر!!

لذلك كانت "الرحلة" نحو تحقيق حلم الأب فى المشاركة الأوليمبية باسم "سوريا" حلماً مفقوداً على يسرا تحقيقه!! فقد كان أملاً ورسالة باسم من لم يستطع ودَفَعها لتستطيع!!

لقد أتقنت المخرجة الإنجليزية المصرية سالي الحسيني مَزْج أدواتها لتعزف سيمفونية "قدر" اللاجئين وعالمهم المحبط بعد ما افترضوه "نجاة" ؛ ليجتازوا حروباً أخرى بدايتها "النصر" في السباحة.

لقد جمع القارب أطياف البشر ومزج بين الواقع والدراما لتشتبك الأحداث وتختفى التساؤلات عما حدث بالفعل في ثنايا المعزوفة؛ التي وثّقت لرحلة "سارة ويسرا" مارديني ومساعدتهما الواقعية لكل من كان في القارب لإتقانهما السباحة؛ ووصول قاربهما إلى شاطئ اللجوء.

لقد تناغم الأداء الدرامي والتعبيرات بكادرات؛  رأيناها لوحات سينمائية؛ تعزفها موسيقى؛ تعيد حكى اللحظة، فنعبرها معا محتفلين بالانتصار على خطر نكتشف أنه ليس الأخير!!

لقد اختصرت يسرا مرديني التي أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة اللحظة في قولها: "هذه ليست سوى البداية."