بقلم: حاتم جمال

ربما لا يعرف الكثير معني مصطلح «الانضباع».. فهو مصطلح فسره فضيلة الشيخ علي جمعة، مؤكداً أنه فعل يقوم به حيوان الضبع عندما ينوم فريسته تنويما مغناطيسياً ويصعد فوقها ليبول عليها وفي بوله مواد مخدرة ويتركها ويرحل إلي عرينه وهي تتبعه في كل خطوة.. تذهب منساقة مسلوبة الإرادة إلي هلاكها وبذلك لا يتحمل عناء نقل فريسته بعد وفاتها إلي العرين.. وكأنه يأتي بالطعام لأبنائه «دليفري»..!

هذا الانضباع يحدث كل يوم بل كل لحظة علي السوشيال ميديا ينقاد الجميع خلف الشاشة مسلوبي الإرادة يبنون رؤي وتوجهات فكرية دون علم بحقيقة الأمور..

ما حدث الأسبوع الماضي من تصريحات شيرين عبدالوهاب في حق عمرو دياب هو أيضاً انضباع.. انضباع من نوع فني..

انضباع لشيرين عبدالوهاب التي أكدت في أكثر من لقاء وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أن عمرو دياب هاجمها وتحدث عنها بالسلب فكانت تصريحاتها رد فعل وكان بالأولي أن لا تخلق الضجة التي استمرت شهوراً منذ فرح الفنان عمرو يوسف وكندة علوش وعندما هدأت أيقظتها مرة أخري في مؤتمرها الأخير بتونس.. شيرين أخطأت عندما لم تتحر الدقة وتتصل بالفنان لتعاتبه وتعرف الحقيقة فربما من أوصل لها هذا الحديث أراد أن يوقد النار في الهشيم أو له مآرب أخري..

منذ تصريحات شيرين . أيضاً الوسط الفني وامتد للجمهور وانقسم بين مؤيد لشيرين ومدافع عن عمرو بل لعبت السوشيال ميديا دوراً هاماً في تأجيج الصراع وأصبح كل من يدافع عن الهضبة عدواً لشيرين والعكس.. وبدأت حرب من نوع جديد مستغلة سلاح السوشيال ميديا. حرب الألقاب والتصريحات من الهضبة للهرم وكل فريق يستخدم الأولتراس الخاص به.. حتي وصل الأمر للسباب بأقذر الألفاظ.

لم تمض سويعات علي هذا الصراع ودخلت سميرة سعيد في صراع آخر مع أنغام علي أغنية «أكتبلك تعهد» والتي أكدت أن الشاعر بهاء الدين محمد كتبها لها وأن أنغام سطت عليها وهنا خرج بهاء ليوضح الحقيقة مهاجماً سميرة التي لم تكترث لأهمية الأغنية إلا بعد نجاحها وانضبع الوسط أيضاً بين مؤيد للديفا ومعارض لها.

لا أنكر أن الصراع في الوسط الفني بين النجوم موجود وصحي منذ بداية فن التشخيص لأن الفنان بشر.. لكن كيف كان يدار الصراع وهل كان صراعاً مبنياً علي رؤي واختلاف في وجهات النظر أم خلاف «قاعدة مصاطب».. لندفق كيف كان الاختلاف الفكري بين نجيب محفوظ ويوسف إدريس وكيف كان يدار الصراع.. كيف كان الخلاف بين عبدالحليم وأم كلثوم وكيف انتهي ونفس الأمر بين العندليب وفريد..

لقد لعبت السوشيال ميديا علي تسطيح الفكر وزرع الأحقاد وأصبحنا منضبعين حتي خارج دائرة الفن والثقافة.. فأصبحنا نذهب بإرادتنا منساقين إلي هلاكنا.