هل يمكن أن تسفر تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية عن وضع نهاية للتحالف بين الاتحاد الأوروبى وأمريكا؟.. وهل يتحول التحالف إلى عداء فى ساحات المعارك الاقتصادية؟.. الإجابة تتضح مؤشراتها من أنين دول القارة العجوز جراء حزمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الولايات المتحدة لمكافحة التضخم والتى تهدف لمنح المزيد من المزايا التنافسية للصناعات الأمريكية وجذب المزيد من الاستثمارات إلى الداخل الأمريكى، وهو ما اعتبره وزراء اقتصاد دول القارة العجوز مضرا باقتصادهم.. وأمام التحركات الأمريكية هدد مسئولون أوروبيون باللجوء إلى اتخاذ تدابير قضائية حسبما جاء على لسان المفوض الأوروبى المكلف لشئون السوق الداخلية والذى أكد إمكانية الذهاب لمنظمة التجارة العالمية لتقديم الحجج الأوروبية إذا أصرت واشنطن على تجاهل انتقادات دول الاتحاد الأوروبى.
تصريح آخر مهم يوضح مستقبل الصراع المرتقب كان لوزير الاقتصاد الفرنسى حين قال: "الصين تفضل الإنتاج الصينى، وأمريكا تفضل الإنتاج الأمريكى، وحان الوقت لتفضل أوروبا الإنتاج الأوروبى.. على جميع الدول الأوروبية أن تفهم أن علينا فى مواجهة تلك القرارات الأمريكية أن نتعلم كيفية حماية مصالحنا الاقتصادية والدفاع عنها بشكل أفضل".. أيضا وقبل مغادرته لواشنطن التقى الرئيس الفرنسى رجال أعمال من بينهم ممثلون لشركات أمريكية لحثهم على مواصلة الاستثمار فى فرنسا. فيما حذر المستشار الألمانى من خطر اندلاع حرب جمركية كبرى.
إجراءات أمريكا الميكافيلية توضح يوما بعد الآخر تحركاتها المنهجية لإعادة ترتيب النظام الاقتصادى العالمى للحد من صعود اقتصاديات أخرى قد تسبب لها تهديدا على المدى القصير.