واصل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، اليوم الأحد، فعاليات برنامجه "توعية وتأهيل المقبلين على الزواج"، المُقامة في محافظة أسوان، بعقد لقاء جماهيري مع الأهالي بمراكز الشباب في قرى العقاب وأبوالريش قبلي والحصايا التابعة لمركز أسوان.
وفي بداية اللقاء قال أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الهدف من الزواج هو عمارة الأرض، وإنجاب الذرية الصالحة التي تؤدي الرسالة التي خلق الإنسان من أجلها وهي عبادته تعالى، وهو ما يستوجب ضرورة وجود آلية للتفاهم بين الزوجين والعمل على حل مشكلاتهم في جو من الود والتفاهم، مع تغليب المودة والسكن في كل الأحوال، مضيفين أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قد أعطانا القدوة الحسنة في حسن التعامل مع زوجاته، حيث قال صلى الله عليه وسلم "أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم".
وأوضح أعضاء مركز الأزهر للفتوى أن هناك الكثير من الآليات التي يمكن الاعتماد عليها لحل المشكلات بين الزوجين، في مقدمتها إدارة الخلاف بين الزوجين وعدم الخروج به خارج إطار بيت الزوجية، واستماع كل منهما إلى وجهة نظر الآخر واستيعابها، وفي حالة تعسر ذلك، يمكن اللجوء إلى أهل الثقة من كلا الطرفين، مصداقا لقوله تعالى "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها"، مع الالتزام بعدم النظر للآخرين واعتماد المقارنة معهم، فذلك من شأنه أن يعمق الخلافات، مشددين على أن الحياة لن تخلو من الخلافات، ولا يوجد إنسان بلا عيوب، ولا بد لنا دائما أن نقبل عيوب بعضنا البعض مع محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى تستقيم حياتنا.
وأكد أعضاء الأزهر للفتوى أنه لا بد للمقبلين على الزواج من وضع معايير في شريك المستقبل أهمها الدين والأخلاق، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك"، إضافة للقدرة على تحمل المسؤولية، مشيرين إلى أن الحياة لن تستقيم إلا بالتفاهم والمودة والتمسك بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى تستقيم حياتنا ونكون قادرين على تنشئة أجيال سليمة قادرة على إعمار أوطانها.
وقد شهد اللقاء إقبالًا كبيرًا من أهالي قرى أسوان وترحيبا بعلماء الأزهر الشريف، كما استمع علماء الأزهر في نهاية اللقاء لأسئلة الحاضرين وأجابوا عليها بالتوضيحات الكافية التي أزالت كل مالديهم من لبس ووضعت أجوبة واضحة للتساؤلات التي تخص حياتهم الأسرية والمستقبلية، مع توصيتهم بضرورة التمسك التام بتعاليم ديننا الحنيف وبالهدي النبوي الذي فيه الحلول الشافية لجميع المشكلات المجتمعية والأسرية.
يذكر أنّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد أطلق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في مطلع مارس من العام ٢٠١٩ تحت شعار: "أسرة مستقرة = مجتمع آمن" في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف لعلماء الأزهر بالنزول لأرض الواقع ومعايشة الجماهير والشباب والوقوف على همومهم ومشكلاتهم الاجتماعية، والبحث عن حلول واقعية لها، وتلبية احتياجات المجتمع المعرفية في القضايا المعاصرة التي ترتبط بواقع الناس وتمس اهتماماتهم بشكل مباشر، وذلك انطلاقًا من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، والذي يعد مكملا لدوره الدعوي والتعليمي.