الجمعة 10 مايو 2024

مصر.. بين الإنجازات والتحديات

مقالات5-12-2022 | 20:58

مصر تستعيد شبابها.. وترتدى ثوب الجمال والإبداع.. إنها ثمار الرؤى والإرادة الصلبة والأفكار الخلاقة.. فمن النظرة الضيقة إلى استشراف المستقبل.. الخير والنماء والحياة الكريمة فى كل ربوع البلاد.. الحكماء يسطرون التاريخ.
  
مصر.. بين الإنجازات والتحديات
 
سياقات مختلفة ورسائل كثيرة تستطيع أن تخرج بها من افتتاح مجموعة من المشروعات التنموية العملاقة بالإسكندرية فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى نتوقف كثيراً عندها بالمعانى والدلالات القوية التى تشير إلى عزم وإرادة الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى إلى بناء الدولة الحديثة، واصلاح ما اتلفته العقود الماضية وما شوهته سنوات الماضى واحدثته من قبح وتراجع فى مستوى قدرة الوطن، وحياة المواطن.

الحقيقة أن الرؤية والإرادة تتجلى على مدار ٨ سنوات أصبحت واضحة المعالم للجميع، تراها الآن على أرض الواقع، تزيد من صلابة الوعى المصرى والايمان الشعبى الكامل أن مصر بالفعل تتغير إلى الأفضل وتمضى إلى تحقيق تطلعات المصريين من بناء إلى بناء، من المنصورة الجديدة إلى الإسكندرية إلى كل ربوع البلاد على أرض مصر المحروسة.

تستطيع بسهولة أن تربط الماضى بالحاضر وترسخ ملامح المستقبل القادم فى ضوء ما يجرى على أرض مصر من أكبر وأعظم ملحمة بناء وتنمية وإعادة رسم ملامح الدولة المصرية من جديد يعلو فيها بناء الإنسان ليعيش حياة حقيقية ومتكاملة.

السياقات المختلفة التى يمكن أن تتناولها فى الاحتفال بافتتاح مجموعة من المشروعات التنموية العملاقة فى الإسكندرية تتجسد فى الكثير من النقاط المهمة ولعل أبرزها كالتالي:

أولاً: بدء الاحتفال بكلمة الدكتورة هالة السعيد عن الأزمات العالمية وتأثيرها على مصر وجهود الدولة فى التعامل مع تداعياتها وتخفيف المعاناة عن المصريين.. والحقيقة أنه سياق مهم وعبقرى، فالدولة التى تفتتح مجموعة من المشروعات العملاقة فى أتون الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن تداعيات أزمتين قاسيتين هما «كورونا»، والحرب «الروسية ــ الاوكرانية».. هى دولة تقف على أرض صلبة، وتمضى بثبات وأن إرادة البناء والتنمية لديها ماضية ولم تتوقف بسبب الأزمة العالمية رغم قسوتها.

فى نفس السياق، فإنه من المهم أن يعى ويفهم المواطن المصرى حقيقة وابعاد الأزمات العالمية، سواء «كوفيد ــ ٩١» على مدار عامين، أو تداعيات الحرب «الروسية ــ الاوكرانية» التى قاربت على اكمال عامها الأول، وهى تحديات متلاحقة ومتوالية، وعلى حد وصف الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط صدمات عنيفة وقاسية لها تأثيراتها القاسية والخطيرة على كل دول العالم وبطبيعة الحال مصر.

الأزمات العالمية سواء فى شكل متحورات كورونا أو الأزمات الجيوسياسية وأبرزها حرب روسيا ــ اوكرانيا التى كانت لها تداعياتها الخطيرة وتأثيراتها السلبية خاصة على أوروبا وتحديداً فى مجال نقص الطاقة والغاز وإحداث اضطرابات  فى سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن وهو الأمر الذى أحدث خللاً فى الانتاج وارتفاعاً فى الأسعار العالمية.

الدكتورة هالة السعيد أشارت إلى أن العالم خصص 16 تريليون دولار كحزم تحفيزية وبدأ الانفتاح عقب تراجع معدلات كورونا وبالتالى عاد الطلب من جديد فى نفس الوقت على السلع والخدمات وهو ما لم تكن الدول مستعدة له فى ظل توقف المصانع والمزارع والقطاعات الانتاجية وهو الأمر الذى خلق موجة تضخمية، ومع نشوب الحرب «الروسية ــ الاوكرانية» حدث اضطراب جديد فى سلاسل الإمداد خاصة وأن روسيا واوكرانيا تشكلان معا نسباً عالمية كبيرة فى مجال سلاسل الإمداد، فعلى سبيل المثال تمثلان ٣٥٪ من حجم انتاج بذور عباد الشمس و30٪  من القمح و14٪ من الذرة و17٪ من حجم انتاج الغاز، و12٪ من حجم انتاج النفط.

الطاقة تحديداً من نفط وغاز لها تأثير كبير على سلاسل الإمداد ومدى توافر السلع وأسعارها وأيضا أحدثت اضطراباً فى حركة التجارة العالمية حتى وصلت معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة على مدار العقود الأخيرة وارتفاع أسعار السلع الاساسية، فالقمح ارتفعت أسعاره بنسبة 60٪  والذرة بنسبة 70٪ والغاز بنسبة 17٪ وهو ما أدى  أو حذا بالبنوك إلى رفع أسعار الفائدة وسحب الأموال من السوق، وبالتالى ارتفاع تكلفة الاقتراض وهو ما أدى إلى سياسات انكماشية وتباطؤ اقتصادى.

انعكاسات وتداعيات الحرب الروسية اصابت جميع دول العالم .. إن اقتصادات الصين وأمريكا وأوروبا يمثلون 50٪ من الانتاج العالمى ومن المتوقع أن يصل النمو إلى 2.7٪  فى ظل هذه التداعيات ومن الممكن أن ينخفض إلى 2٪.

نقص الغاز فى أوروبا مع حلول الشتاء وشدة البرودة والصقيع سوف يكون له آثاره على مستويات الانتاج ومؤشرات الأسعار، لان الأوروبيين لن يبيعوا المنتجات بالخسارة فى ظل ارتفاع تكلفة الانتاج.

نستطيع التأكيد على أن المواطن فى أوروبا تحمل أعباء تداعيات الأزمة، وفاتورة ارتفاع الأسعار من خلال سياسات تقشفية ورفع الضرائب على المواطنين وخفض الانفاق على الخدمات وهو ما يجسد الاتجاه إلى الركود التضخمى والذى يعنى انخفاضاً فى مؤشرات النمو وزيادة فى معدلات التضخم وتزداد ملامح حالة عدم اليقين فى العام الجديد.

بطبيعة الحال مصر تأثرت بتدعيات الأزمة العالمية، لكنها فى نفس الوقت ادركت أن الشعب المصرى لا طاقة له بتحمل فاتورة زيادة الأسعار العالمية وتكلفة الانتاج وبالتالى لم تحمل الدولة المواطن تكلفة ارتفاع أسعار الغاز والطاقة إلى مستويات غير مسبوقة سواء فى فواتير الكهرباء أو الغاز وتحملت الجزء الأوفر من ارتفاع أسعار السلع فالأسعار التى تباع بها السلع فى مصر ليست بالأسعار العالمية واتجهت الدولة أيضا إلى اتخاذ اجراءات فى دعم برامج الحماية الاجتماعية ورفع الأجور والحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات بالنسبة للعاملين فى الدولة ورفع الحد الأدنى الضريبى ودعم الفئات  الأكثر احتياجا من خلال العديد من الوسائل سواء زيادة تصل إلى 300 جنيه على بطاقة التموين وأيضا كانت رؤية الدولة فى استمرار عملية البناء والمضى فى المشروعات القومية فالأزمة العالمية لم تؤثر على استمرار هذه المشروعات العملاقة ولم تتوقف ولم تتعطل ولكنها أيضا حققت استقراراً مجتمعياً فى توفير فرص العمل للمواطنين وهو ما يخفف من آثار الأزمة الاقتصادية وعلى حد قول الرئيس السيسى، والمواطن يأخذ ويحصل على دخل وفى نفس الوقت يبنى.

إذن الدولة والمواطن مستفيدان معا والدولة لم تحمل المواطن ارتفاع أسعار الغاز والقمح والذرة والسلع الاساسية بل مازال رغيف الخبز يباع بخمسة قروش رغم أنه يتكلف أكثر من 80 قرشاً.

ثانياً: انتهى زمن أى حاجة وخلاص ولا مجال «للكروتة» أو البناء نص نص، «الكلفتة» أو المظهرية والدعاية ولكن فى عهد الرئيس السيسى هناك بناء زى الكتاب  ما بيقول هناك عمل يلبى احتياجات الحاضر، ويستشرف المستقبل ويصلح أخطاء الماضى حياة «أى حاجة والسلام» انتهت لم تعد ترضى بها مصر فى ظل قيادة الرئيس السيسى الذى يريد الأفضل لوطنه ولشعبه وبأعلى المعايير والمواصفات ولا يرضى إلا بالحياة الكريمة للمصريين والحياة المتكاملة التى تتوافر فيها جميع مقومات بناء الإنسان.. فالرئيس لم يرض للمصريين ان يعيشوا فى المناطق العشوائية والخطرة وغير المخططة وغير الآمنة.. مجرد عشش أو عمارات دون وجود تخطيط إنسانى وعمرانى تتوفر فيه كافة الخدمات والأنشطة التى يمارسها الإنسان.. ليس لمجرد السكن فحسب ولكن أيضاً لبناء البشر ذهنياً وبدنياً ونفسياً واجتماعياً وثقافياً.

ثالثاً: هناك سياق مهم يجسد ذروة الحقيقة.. والواقع الذى نعيشه.. والذى كنا نعيشه على مدار عقود سابقة وهو سياق «كنا فين.. وبقينا فين» وهو سؤال يجب أن يطرحه كل مواطن على نفسه ليعرف «أين وكيف كان يعيش.. والآن كيف وأين يعيش».. وما هو شكل الدولة ومضمونها فى العقود الماضية.. وما شهدته من معاناة وأزمات ومشاكل مزمنة وأين هو الآن من قيادة لا ترضى عن الحياة الكريمة بديلاً.. والوطن الفاخر القوى القادر.. والبناء المبدع الذى يحقق عشرات الأهداف للدولة والمواطن ويخلصنا من آفات وأزمات الماضى ويلبى احتياجات وطموحات وتطلعات الشعب فى حياة نظيفة وكريمة..وفرص عمل وترسيخ للجمال والإبداع بدلاً من التشوهات والقبح الذى كنا نعيش فيه فى الماضى.. الرئيس لا يريدنا ان نرضى بالقليل.. يريد شعباً طموحاً يحلق بعيداً بآماله وتطلعاته ويسعى ويعمل بجد لتحقيقها على أرض الواقع يريد أن نتوقف عن ممارسة الأخطاء من تعديات على الأراضى الزراعية وتشييد العشوائيات والتعدى على جسور الترع وأملاك وأراضى الدولة والوقف.. يريد أن نبنى لأنفسنا حاضرنا.. ولأبنائنا ومستقبلهم.. لم نعهد هذه العقيدة الرئاسية.. وطموحها وإنجازاتها ونجاحاتها الفريدة التى تحلق بنا فى عنان السماء.. الرئيس يرفض الشعارات يريد العمل والصبر والمثابرة والمعافرة والتحدى.

رابعاً: الرئيس السيسى يريد ان يعيد شباب مصر وجمالها ورونقها.. وكيف كانت مثل 100 عام وأكثر.. لذلك عندما ترى بصمات الرئيس على كل المجالات والقطاعات والمشروعات تجدها بأعلى المعايير والمواصفات ولا أبالغ إذا قلت انها مبهرة «وزى الكتاب ما بيقول».. مين كان يصدق ان يكون فى مصر طريق ٩ حارات فى كل اتجاه.. مين كان يصدق ان قصر وحدائق المنتزه التاريخى الذى كانت تستأثر به فئة معينة يعود إلى المصريين جميعاً.. يعود إلى أصله وأكثر من الجمال والسحر والإبداع ليكون الأهم والأجمل على مستوى البحر المتوسط.. ما هذا الجمال والإبداع والسحر وإعادة كل شىء لأصله فى كل صغيرة وكبيرة إنها يد الجراح الفنان والمبدع الذى يريد أن يرى وطنه فى أزهى صورة.. ويرسخ العدالة والمساواة والحق لكل المصريين.

لقد تعرض مشروع تطوير حدائق وقصر المنتزه إلى هجوم «ضارى» من الذين كانوا يستأثرون به لمدة أسبوع أو أسبوعين فى العام سواء بشكل مباشر أو فى الإعلام المعادى أو السوشيال ميديا من تحريض وتشويه وتشكيك.. لكن الواقع الآن الذى يبدو عليه قصر وحدائق المنتزه كأجمل منتجع لكل المصريين هذه هى عقيدة ومنهج الرئيس السيسى وتجارب المصريين معه على مدار سنوات ترسخ الثقة والاطمئنان والانجاز والعدل والمساواة.

أيضا هل كان يليق بمدينة الإسكندرية عروس المتوسط أن تكون اطلالتها الأولى والانطباع الأول عنها عندما تطأ قدماك أرض إسكندرية فى محطة السكة الحديد «محطة مصر» أو ميدان المحطة بهذه الفوضى والقبح والعشوائية.. أنظر كيف تحولت محطة مصر بالإسكندرية وميدان المحطة إلى تحفة فنية ترى فيها الجمال والإبداع، والصورة الذهنية الراقية والحضارية عن أجمل مدن المتوسط وهى الإسكندرية، وأيضا مصر الحديثة التى تنبت أرضها ابداعاً وجمالاً وتطويراً وتحديثاً فى عهد السيسى.

تعود المحطة إلى أصلها بالنمط والنسق والطراز الإيطالى بعدما خضعت إلى مشرط الترميم والتأهيل على أيدى الأثريين المصريين، لتعود إلى أصلها وأكثر تضع عنواناً مهماً لمصر الحديثة هذه هى مصر التى يريدها السيسى تستحق أن نعمل ونتعب ونصبر لنرى دولة عظيمة تسترد شبابها وجمالها ورونقها وتأنقها.

ما حدث فى حدائق وقصر المنتزه ومحطة مصر بالإسكندرية ليس جديداً فى مصر ولكن تراه فى كل مشروعات «مصر ــ السيسى»  انظر إلى سحرو ابداع المدن الجديدة وآخر افتتاح الخميس الماضى كان لمدينة المنصورة الجديدة، وانظر إلى الطرق والمحاور التى تفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار وفرص العمل وهذا الرقى تشعر وكأنك فى أجمل المدن الأوروبية.

خامساًً: هناك سياق آخر قفز إلى عقلى خلال تشرفى بحضور افتتاح مجموعة من المشروعات التنموية العملاقة بالإسكندرية وقبلها مدينة المنصورة الجديدة وقبلها فى مناسبات عديدة فمن فرط اهتمام الرئيس بخطورة تداعيات الزيادة والنمو السكانى المنفلت وجدت بالتأمل أن قضية النمو السكانى والزيادة المرعبة فى التعداد السكانى بمصر هى سبب كل مشاكلنا ومعاناتنا وأزماتنا، وسبب رئيسى فيما آلت إليه بلادنا من تراجع وقبح وانتشار للعشوائيات والتأخر فى بناء مصر الحديثة وتفاقم الأزمات والمشاكل والانهيار المجتمعى ففى ظل النمو السكانى المنفلت، ومحدودية موارد الدولة على مدار العقود الماضية غلت يد صانع القرار وتراجع عن أى بناء أو اصلاح وخاف من المواجهة.. ولم يستطع الوفاء بالاحتياجات والخدمات اللازمة لهذا النمو السكانى المرعب لذلك لم يجد المواطن فى ظل عدم قدرة الدولة وفى ظل الزيادة السكانية إلا التعدى على الأراضى الزراعية والبناء العشوائى غير المخطط وغير الآمن، وأيضا انهيار المنظومة الصحية وتلاشى الخدمة الطبية المناسبة وانهيار التعليم، وانهيار البنية التحتية، لقد وقفت الدولة فى العقود الماضية بالإضافة إلى احداث 25 يناير2011 الكارثية عاجزة عن الوفاء بمتطلبات الزيادة السكانية لذلك عندما امتلكت الدولة الرؤية والإرادة الصلبة على الإصلاح والبناء دفعت تكلفة باهظة وفواتير مرتفعة فى اصلاح التشوهات سواء فى القضاء على العشوائيات أو توفير المسكن الكريم وبناء واقامة مناطق حضارية أو الانفاق على اصلاح المنظومة الصحية والارتقاء بها والانفاق على المبادرات الرئاسية الصحية التى لولاها ما حققت مصر استقرارها فى مجال الخدمة الصحية ولولاها ما صمدت مصر فى مواجهة الأزمة العالمية المتمثلة فى «كورونا» وأيضا الانفاق على التعليم والبنية التحتية وتوفير وسائل النقل والمواصلات وإنشاء المدن الجديدة التى تستوعب اكثر من 3.3 مليون نسمة لعلاج التكدس والزحام والاختناق، والقضاء على الظواهر الاجتماعية التى خلفتها ثقافة العشوائيات والزحام والتكدس والاختناق بالإضافة إلى فاتورة البناء من أجل وطن قوى وقادر وتوفير حياة كريمة للمصريين.

الحقيقة أن النمو السكانى المخيف هو التحدى الحقيقى الذى يجب أن نحتشد جميعاً حكومة وشعباً ومجتمعاً مدنياً لمواجهته ولماذا لا نحول هذا التحدى إلى انجاز كبير علينا أولاً أن نبادربأن نجعل من خطورة النمو والزيادة السكانية وعياً يترسخ فى الاذهان وعقول المصريين وانه من الضرورى ان يتعاملوا معه بجدية وادراك ووعى حقيقى وفهم صحيح لماذا لا نجعل من عام 2030 هو عام مواجهة الزيادة السكانية خاصة واننا نريد ونسعى أن نحافظ على هذا البناء المبدع والعبقرى وحتى لا يتآكل  بسبب الزيادة السكانية ونسعى أيضا أن تكون قدرات الدولة ومواردها تفوق حجم الزيادة السكانية وهنا يستشعر المواطن عوائد التنمية وتنعكس عليه بشكل أكثر نريد أيضا وبسبب الزيادة السكانية ألا تتكرر مشاهد الماضى المأساوية نريد إرادة حقيقية من هذا الشعب ودوراً فاعلاً للمؤسسات المنوطة بهذا الدور خاصة المؤسسات الدينية وعدم اصرارها على التقولب واتباع الانماط التقليدية من الوعى نريد أن نذهب إلى الناس وطرق أبوابهم، وايصال الوعى والفهم والحسابات العقلية والمنطقية لديهم.

الرئيس بالأمس أشار إلى انه مطلوب توفير 8 ملايين فرصة عمل حتى 2030.. أى عدد سكان دولة أو دولتين أو أكثر والسؤال.. كم مصنعاً يحتاج هذا الرقم للتشغيل.. وكم تتكلف فرصة عمل الواحد.. ومن أين للدولة المحملة بالكثير من البنود وأبرزها توفير احتياجات أكثر من 104 ملايين مواطن.. زادوا فى 56 يوماً فقط ربع مليون نسمة.. ويتوقع ان تكون الزيادة حتى 2030 بالملايين ومن أين تنفق الدولة على عملية البناء والتنمية.. والخدمات والمستشفيات والمدارس التى تحتاجها هذه الأرقام ناهيك عن المصانع.. وفرص العمل لخلق مجالات للعمل والكسب لهذه الملايين.

قطار الزيادة السكانية فى مصر متهور للغاية وطائش ولا يريد التوقف فى محطة العقل والحذر.. ويمضى إلى طريق الخطر الداهم.. فى ظل غياب الوعى الشعبى بكارثية الزيادة السكانية التى اعتبرها «أم التحديات» أو أم المعارك أو أم الكوارث سمها ما شئت لكنها تظل تهدد هذا الجمال والإبداع والبناء المبهر.. لذلك لابد أن ننتبه حتى لا نعود إلى سيرتنا الأولى.

انظر إلى المرج والخصوص وعزبة الهجانة قبل أن تمتد إليها يد الإصلاح.. وانظر إلى المناطق العشوائية التى كانت منتشرة فى كل ربوع البلاد قبل القضاء عليها.. ثم انظر الآن إلى مصر.. وشوارعها وطرقها ومدنها الجديدة والمناطق الحضارية التى قضت على العشوائيات لترى الفارق بين ما كان.. وما هو كائن الآن ولتعرف وتدرك ماذا فعلت فينا من كوارث الزيادة السكانية المنفلتة.. فالدولة الآن تسابق الزمن.. فى البناء والتنمية وتحقق معدلات إنجاز تفوق التوقعات لكن أخشى ومن خلال استمرار الزيادة السكانية المتهورة أن يضيع بعد سنوات هذا الجمال والإبداع والرقى لذلك ندق ناقوس الخطر ونتساءل ألم يأن للمصريين أن يعوا ويدركوا هذا الخطر الداهم وهم يرون بأعينهم ان مصر ترتدى ثوب البناء والإبداع والجمال والابهار والإصلاح فى كل المجالات والقطاعات.

المواطن الذى يدمن آفة كثرة الإنجاب عليه ان يلوم نفسه ولا يلوم الدولة أو الحكومة.. فالعقل زينة.. «عقلك فى رأسك تعرف خلاصك» وعليك ان تتحمل نتائج وآثار هوايتك المفضلة فى كثرة الإنجاب أو هوايتك فى تشكيل منتخب أسرى.. فبالعقل من الممكن ان يكون طفلاً أو اثنان يحظيان بتربية صحيحة ورعاية فائقة أفضل من عشرات المنتخبات الضعيفة التى تفتقد لأدنى مقومات المنافسة.. «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» فلا تلومن إلا نفسك.. ولا تلعن الظروف أو الدولة.. أو البلد ولكن العن تفكيرك وهوايتك وظلمك لأبناء قذفت بهم فى أتون حياة قاسية بلا أدنى إعداد أو تعليم أو رعاية صحية.. وبلا قلب يرحم ويحنو.

سادساً: فى «مصر ــ السيسى» الدولة لا تبنى وتغادر وتذهب ويقتصر دورها على مجرد البناء الإنشائى فهذا غير موجود فى قاموس الدولة المصرية على مدار 8 سنوات الدولة تبنى ولا تغادر.. الدولة تبنى وتتابع.. وتحرص على التطوير والحفاظ على هذه القلاع.. لكن هنا مفهوم جديد لدى الدولة المصرية على مدار 8 سنوات.. وتجسد فى القضاء على المناطق العشوائية والخطرة وغير الآمنة وغير المخططة.. فليس معنى ان الدولة نقلت سكان العشوائيات إلى مناطق حضارية راقية تتمتع بكافة الخدمات والأنشطة الانسانية والحياة الكريمة.. ان تتركهم وتذهب ولكن هناك بناء من نوع آخر.. هو بناء الإنسان وتأهيله للحياة الجديدة.. فقد عاش سنوات قاسية وصعبة وحياة مؤلمة وسلوكيات تواكب أو تتسق مع هذه المناطق.. لكن الدولة المصرية تحرص على إعادة تأهيل وبناء وعى وفهم وإعداد للحياة الجديدة وهو ما شاهدته بأم رأسى خلال البرنامج التدريبى والتأهيلى لأبناء المناطق الحضارية الذى تبنته وزارة الداخلية طبقاً لتوجيهات الرئيس السيسى فى هذا الإطار سواء أبناء الأسمرات وبشاير وأهالينا أو المحروسة وهو منهج فريد يجسد رؤية وإنسانية الرئيس السيسى المتدفقة.. فكما بنت الدولة الحجر تحرص على بناء البشر.

الحقيقة ان كل ما نراه فى عهد الرئيس السيسى يدعونا للفخر والثقة والاطمئنان.. لذلك فإن الكرة فى ملعبنا نحن الشعب بالعمل والحفاظ على هذه الإنجازات والوعى بالتحديات وأبرزها النمو السكانى.
 
تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air