الخميس 27 يونيو 2024

الطريق إلى توت عنخ آمون 5.. الحلم على بُعد درجات سُلَّم

مقالات6-12-2022 | 20:49

كانت قد كشفت الحفائر، التي تمَّت في وادي الملوك، عن أكثر من 60 مقبرة لملوك الأسرة الثامنة عشر حتى عام 1922م، وبقيت ثلاث مقابر لملوك هذ الأسرة لم تُكتشف حتى ذلك الحين، وهي: مقبرة الملك "أخناتون" الذي مات في تل العمارنة، وقيل إن جثته قد مُزِّقت، ومقبرة الملك "حور محب" الذي دفن في منف (ميت رهينة)، والثالثة مقبرة الملك "توت عنخ آمون" التي لم تكتشف بعد. وكان كارتر مؤمناً أن هذا القبر لم ينبش ولم ينهب، ويحدوه الأمل في الوصول إليه.

ووصل كارتر إلى الأقصر يوم 28 أكتوبر عام 1822م وبدأ الحفر في أول نوفمبر في المنطقة الوحيدة التي لم يحفر فيها من قبل، عند مدخل قبر رمسيس السادس ليجد أكواخ العُمَّال الذين اشتركوا في بناء المقبرة.

وكان قد شاهدها قبل 5 سنوات، وظنَّ وقتها أن هؤلاء العمال لابد قد بحثوا تحت هذه الأكواخ قبل إقامتها، ولم يجدوا شيئاً، وأنه من المستحيل أن يكون موظفو مدينة الموتى قد سمحوا بإقامة أكواخ للعمال فوق قبر فرعون مصر.

في يوم 4 نوفمبر، وصل كارتر على ظهر حماره إلى منطقة الحفر ليجد العمال صامتين على غير عادتهم، فأسرع إليه رئيسهم وأخبره أنهم وجدوا درجة سُلّم منحوتة وسط الصخور. ولم يكن هذا سوى مؤشر أن تقود هذه الدرجة إلى درجات أخرى لسُلّم يؤدي إلى مقبرة.

وفي ظل هذا الأمل استمرت عملية الحفر بشغف، وفي صباح اليوم التالي، 5 نوفمبر، اكتشفت أربع درجات أخرى فزاد الأمل في العثور على مقبرة واستمر الحفر ليزداد ظهور السلالم، وفي المساء وصل عدد السلالم إلى 16 سُلَّمة أزاح عنها ترسيبات من طمي النيل وحطام صخور.

وشاهد كارتر حطام ممر يحدد المدخل، قام بتطهيره ليلمح الجزء العلوي من باب حجري عليه خاتم مصري قديم بحجم اليد على شكل أنوبيس (كان أنوبيس يتخذ شكل ابن آوى) فوق تسعة سجناء، وهي تسمى "الأقواس التسعة"، وهو خاتم المقابر الملكية وخاتم مدينة الموتى في وادي الملوك.

عندها أيقن كارتر أنه قد كشف عن مقبرة لم تمتد إليها يد اللصوص، فعاد مسرعاً إلى الأقصر ليبرق صباح اليوم التالي مباشرة إلى اللورد قائلاً: "أخيراً.. كتشاف رائع في الوادي مقبرة بأختام سليمة.. كل شيء مغلق انتظاراً لوصولك.. تهانينا".

وأبرق اللورد إلى كارتر بعد يومين بأنه سيعود إلى مصر فوراً مع ابنته.

ردم كارتر المدخل مرة أخرى بالرمل والأحجار في انتظار ممول الحفائر وصاحب الترخيص " اللورد كارنارفون".

وخلال الأيام التالية منذ بداية اكتشاف المقبرة في 4 نوفمبر حتى جاء اللورد في 20 نوفمبر، عاش كارتر في قلق خشية أن يتكرر معه ما حدث في مقبرة تحتمس الثالث، التي وجدها خالية لأن الملك قد بدأ في بنائها ثم عدل عنها، وهل ستكون هذه المقبرة مجرد مخزن لبعض حاجيات الملك أو لموميائه كما حدث لعشرات الحالات من قبل، أم أنها ستكون مقبرة ملكية.