قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية اعترفت بجمهورية الصين الشعبية خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الصيني السابق ماوتسي تونج عام 1956 أي منذ 66 عاما، ودفعت مصر ثمن ذلك بوقوع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الصين تطورت أيضا وخرجت عن النظام الشيوعي البحت وسمحت بنوع من حرية الاقتصاد وتوسعت العلاقات بين مصر والصين، مضيفا أن القمة الصينية العربية الأولى في السعودية هي الأولى من نوعها لكنها استكمال لجهود وقعت على مدار سنوات طويلة لكنها لم تكن على مستوى القمة، فقد شهدت بكين والجامعة العربية في القاهرة عدة فعاليات في هذا الشأن.

وأكد أنه حان الوقت الآن لانعقاد قمة بين الجانبين لرسم الطريق لتعميق العلاقات وتوسيعها وهو ما يضفي أهمية على القمة العربية الصينية والتي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن القمة ستركز على مجموعة من القضايا الإقليمية في كل المجالات، فعلى الجانب السياسي تتصدر القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا لأنها أكثر ما يهم العالم العربي في العلاقات الخارجية.

وأشار إلى أنه على مستوى العالم هناك مجموعة من القضايا الملحة مثل التوتر بين الجانب الروسي وحلف الناتو أو الجانب الأوروبي واحتمال انفجار الموقف واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك محاولة الوصول إلى موقف متوازن يجعل كل الأطراف تتراجع عن التشدد والتعنت واستمرار الحرب والدمار، مضيفا أن هناك قضايا متوقعة أيضا مناقشتها مثل الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن ولبنان.

ولفت إلى أن القضايا المهمة أيضا على مائدة القمة هي تعزيز التعاون بين الجانب العربي والصيني في شتى القطاعات والمجالات، وتعزيز الاستثمارات، مضيفا أن مصر عرضت من قبل فرص التعاون للاستثمار في أفريقيا وخاصة أن الخبرة المصرية سابقة وقبلت الصين ذلك وفي انتظار القيام بمشروعات مشتركة على الأرض الأفريقية.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر دعت الصين للاستثمار في منطقة قناة السويس لأن هذا يحقق نتائج إيجابية منها تقليل المسافة لانتقال البضائع والمنتجات بين الصين ومصر والتي تأخذ أيام مما يؤدي لفوائد للطرفين ومنها توفير تكلفة النقل والقرب من الأسواق المستهدفة وخاصة أن مصر صادراتها للدول الأفريقية والأوروبية معفاة من الرسوم الجمركية مما يجعلها تمتلك ميزة إضافية تشجع الاستثمار في أراضيها.

وعن مبادرة الحزام والطرق، أشار إلى أنها قضية مطروحة وخاصة أن الصين تحتاج الطريق طوال فترة الشتاء لأن الطريق الآخر من الشمال ليس سهلا في فترة الشتاء بسبب الجليد، ومن المهم تفعيل المبادرة بما يحقق التعاون والتكامل وليس المنافسة والإضرار، مضيفا أن الرئيس السيسي كان سباقا في تعميق التعاون المصري الصيني حيث زار الرئيس الصيني مصر في 2016 وكذلك زار الرئيس السيسي بكين فيما بعد.

وأكد أن مشاركة الرئيس السيسي اليوم في القمة الصينية العربية هي مواصلة للعلاقات الطيبة المثمرة مع بكين، كما أن دبلوماسية الرئاسة دائما ما تكون أكثر فاعلية في تحقيق تقدم ملموس في العلاقات.