على الرغم من أن عام 2020 مثّل عاما استثنائيا في العلاقات المصرية – الصينية نتيجة تفشي فيروس كورونا، إلا أن أزمة المرض جاءت لتخلق مجالا جديدا للتعاون بين الجانبين، حيث أبدى البلدان تعاونا وتضامنا كبيرين مع بعضهما البعض في مواجهة الجائحة؛ ما جسد مبدأ المصير المشترك.
وكانت مصر من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات الطبية إلى الصين بعد تفشي فيروس كورونا، ففي بداية مارس 2020، قامت وزيرة الصحة المصرية، آنذاك، بزيارة للصين بتكليف خاص من الرئيس السيسي، وقامت بتقديم إمدادات لمكافحة فيروس كورونا، كما تمت إضاءة ثلاثة من أهم معالم التراث الثقافي في مصر بعلم الصين الأحمر، وهو ما عكس الصداقة العميقة بين البلدين.
التعاون الطبي بين مصر والصين
وشاركت مصر في القمة الصينية – الأفريقية الاستثنائية بشأن مكافحة جائحة كورونا في يونيو 2020، وأكدت أن انعقادها يؤكد توافر الإرادة السياسية لدفع العلاقات الأفريقية – الصينية، وكذلك عزم القارة على مواصلة التعامل الفعال مع تداعيات انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع شريك دولي هام وجاد بحجم الصين في إطار التضامن السياسي والسعي نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين .
ومن جانبها، أبدت الصين دعمها لجهود مصر في الوقاية من المرض والسيطرة عليه، حيث أرسلت 4 دفعات من المساعدات الطبية إلى القاهرة في إطار جهودها لاحتواء انتشار الفيروس، منها ثلاث دفعات من مواد الإغاثة الطارئة خلال شهر واحد، بلغ وزنها أكثر من 35 طنا.
كما تبرعت الحكومة والشركات الصينية لمصر بأقنعة وملابس واقية وكواشف اختبار وأنظمة فحص الرئة بالذكاء الاصطناعي ومقاييس حرارة وأجهزة تنفس ومعدات تشخيص بالموجات فوق الصوتية وخطوط إنتاج للأقنعة الطبية، بقيمة تراكمية تزيد عن 7.05 مليون دولار.
وقامت الصين أيضًا بتزويد مصر بأحدث نسخة من خطة التشخيص والعلاج والوقاية في الوقت المناسب، وعقد خبراء من الجانبين 9 مؤتمرات فيديو عبر الإنترنت لتقاسم المعلومات الصينية حول الوباء وكيفية احتوائه، وتم عقد علاقة توأمة بين مستشفيين صينيين ومصريين، كذلك وقعت الصين ومصر على "خطاب نوايا للتعاون في مجال اللقاحات"، ما عزز بقوة التعاون بين البلدين لتطوير وإنتاج واستخدام اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وفي الفترة الأخيرة قام الجانب الصيني بتقديم دفعتين من اللقاحات إلى الجانب المصري.