قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إنه على الرغم من الأدوار العظيمة التي تقوم بها الدولة لرفع شأن المرأة المصرية والوصول إليها في القرى والنجوع من خلال برامج حياة كريمة وحملات التوعية الصحية، إلا أنه مازالت هناك أفكار مغلوطة ورثتها المرأة سببت لها الأوجاع، ومن أهم تلك الإشكاليات كثرة الإنجاب كحيلة للمحافظة على الزوج، وحتى لا يهرب من بين يديها..
وأشارت خضر عبر تصريحها لبوابة "دار الهلال"، إلى بعض الأقاويل البالية مثل "اربطيه بالعيال"، "مش ناوية تخاوي ابنك بقى"، والتي تضع الرجل في عبء مادي بسبب المبالغة بالإنجاب، مما يؤدي لزيادة ساعات عمله أو البحث عن مصدر رزق ثاني، لزيادة دخل الأسرة وبالتالي إهماله لزوجته أو قد يصل الأمر لانسحابه وهروبه من البيت، وتحمل الزوجة كامل المسؤولية مع تدمير نفسية الأولاد، فضلاً عن إهمال الزوجة في مظهرها الخارجي بسبب رعاية الأطفال، مما يجعلها تبدو وكأنها أكبر في العمر وفقدان جميع العناصر الغذائية الموجودة في جسمها مع تكرار حدوث الحمل والولادة إلى أن يصاب جسمها بالضعف وتصبح غير قادرة على القيام بالمهام اليومية الخاصة بها، وعدم وجود عدالة فى توزيع الوجبات الغذائية على الأطفال وانتشار الظلم، وتوقف المسيرة التنموية للمجتمع المصري، بسبب هجرة تلك الأعداد المهولة من الريف والتركيز فى العيش فى المدن من أجل لقمة العيش مما يسبب هلك وانتهاكاً لموارد الدولة.
وأضافت أستاذة الاجتماع أننا فى حاجة لتصحيح الأفكار المغلوطة والعادات الإنجابية البالية، ولذلك لا بد من تشديد دور وسائل الإعلام على بث الكثير من البرامج التوعوية القصيرة والأفلام الوثائقية والأعمال الفنية التي تساهم في توصيل الرسالة ببساطة للمرأة المصرية، فأعمال مثل "أفواه وأرانب" وغيرها من الأعمال السينمائية والدرامية والتي ترسخ فكرة الخطر الناتج عن كثرة الإنجاب تساهم بشكل كبير فى حل الأزمة لأنها تصل للمتعلم وغير المتعلم، وكذلك تكثيف دور وزارة الثقافة بعمل بعض الورش الفنية والثقافية التي تصل للقرى وتساعد فى إتمام دور الدولة، لأن تكاتف الدولة بمفردها لا يكفي، وعلى المرأة أن تدرك أن طفلاً واحداً أو اثنين مهما كان جنسهم يكفون فى ظل هذه الأعباء الاقتصادية وأن تعي تماما أن ما نحتاجه هو العقول الفكرية الناجحة.