تشهد سماء مصر الليلة ظاهرة فلكية بديعة، حيث تكون ذروة شهب التوأمان، التي تؤثر على مصر والوطن العربي في مثل هذا الوقت من العام سنويا، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة.
شهب التوأمان
وكشف معهد البحوث الفلكية أن شهب الجوزاء Geminids هي ملكة الزخات الشهابية، ويفضلها الكثيرون حيث تُعتبر أفضل الزخات الشهابية على مدار السنة إذ يصل عدد الشهب فيها إلى حوالي 120 شهابا في الساعة بالإضافة إلى تعدد ألوانها.
وتنتج زخة التوأمان من الحطام الغباري الذي يخلفه كويكب فايثون 3200 الذي تم اكتشافه عام 1982، تهطل شهب التوأميات سنويا من 7 إلى 17 ديسمبر وتبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 13 وفجر 14 ديسمبر.
وتكون أفضل مشاهدة من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة حيث تسقط الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة الجوزاء (التوأم) وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء.
فيما أوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بمعهد البحوث الفلكية أن وجود القمر (الأحدب المتناقص) في السماء سيحجب العديد من الشهب الخافتة هذا العام، موضحا أن الزخات الشهابية عموما تُرى بالعين المجردة ولا تحتاج مناظير أو تلسكوبات فلكية بشرط البعد عن إضاءة المدينة وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأكد تادرس أنه لا يوجد اي مخاطر لزخات الشهب على الإنسان إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على ارتفاع أكثر من 70 كيلو متر من سطح الأرض، مقدما مجموعة من النصائح لرؤية الشهب بشكل أفضل، ومنها:
- شرط ظلمة السماء وصفاء الجو وخلوه من الغبار والسحب وبخار الماء (الشبورة).
- عدم وجود القمر في ليلة الرصد.
- البعد عن إضاءة المدينة والاتجاة الى المناطق المظلمة تماما.
- التواجد في منطقة مفتوحة لا يوجد شيئا يحجب رؤية السماء بوضوح، بعيدا عن الأبنية الشاهقة والأشجار، ويفضل السهول والصحاري والسواحل والغيطان.
- الاسترخاء على كرسي يميل إلى الخلف لمشاهدة السماء بوضوح ولمدة طويلة وحتى لا يتم الشعور بالملل.
- ترك العنان للعين لتتعود على ظلمة السماء لمدة عشرة دقائق على الأقل، حيث يمكن رؤية النجوم الخافتة والضعيفة، ومن ثم البدء في مراقبة الشهب.
رؤية شهب التوأمان
وقال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية واليوفيزيقية، إن زخة شهب الجوزاء تعد واحدة من أجمل زخات الشهب حول العالم حيث يوجد متوسط 20 زخة شهب ، مشيرًا إلى أن شهب التوأمان هي الأجمل بينهم، و عدد الشهب في الزخة الواحدة يصل إلى 120 شهابا في الساعة
وكشف في تصريحات له اليوم أن الشهب عبارة عن غبار وأتربة كونية مرتبطة بنوع معين من الأجرام السماوية، لافتًا إلى أن الشهب تقوم باختراق الغلاف الجوي للأرض مما يؤدي إلى إحداث وميض ساطع في السماء، حيث تخترق الشهب الغلاف الجوي بمسافة 60 كيلو متر في الثانية ويقوم بالانطفاء ثم يتحول إلى تراب ليس له أي تأثير على الكرة الأرضية.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، تعتبر سنة 2022 غير مثالية لشهب التوأميات لتزامن وجود القمر الأحدب المتناقص في قبة السماء معظم الليل مع ذروة نشاطها ما سيتسبب في طمس معظم الشهب الخافتة، لكن التوأميات عديدة ومشرقة لذلك من الممكن أن يكون هناك تساقط جيد على الأرجح من حوالي الساعة 3 صباحًا حتى الفجر عند مراقبة الأفق الشرقي بالعين المجردة من مكان مظلم بعيدًا عن اضواء المدن.