أعلن النائب العام الليبي، الصديق الصور الذي يتخذه من العاصمة طرابلس مقراً له أن عملية تسليم المواطن أبو عجيلة مسعود إلى واشنطن كانت من دون علم السلطات القضائية ووكلاء النيابة في ليبيا.
وأكد الصور على مباشرة التحقيق في عملية اختطاف لضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود، لاتهامه بالتورط في حادث تفجير طائرة أمريكية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988.
ووفقاً لوسائل إعلام ليبية، أكد الصور على "مباشرتهم التحقيق في حادثة تسليم المواطن بوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة بعد تلقيهم شكوى بالخصوص"، موضحاً أن "عملية التسليم تمت بدون علم السلطة القضائية ولا وكلاء النيابة ونعمل على كشف ملابسات القضية".
وتواجه السلطات الليبية في طرابلس انتقادات واتهامات واسعة على مستوى الشارع الليبي أو جهات تشريعية وأخرى قضائية وأطراف سياسية بالخيانة العظمى وخاصة ضد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد المحيد الدبيبة المسؤولة على تسليم مواطن ليبي هو أبو عجيلة مسعود إلى الجانب الأمريكي.
وطالب مجلس النواب الليبي والحكومة الليبية المنبثقة عنه النائب العام المستشار الصديق الصور، تحريك دعوى جنائية ضد كل من تورط في خطف المواطن أبو عجيلة مسعود وسلمه إلى واشنطن بعد أن أعلنت احتجاز أبو عجيلة، الذي اتهمته سابقا بالتورط في تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي بإسكتلندا عام 1988، رغم تعهد سابق لواشنطن بغلق القضية وعدم ملاحقة المتهمين، ودفع تعويضات ليبية إبان نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وفي عام 2020، أعلن المدعي العام الأمريكي، وقتها، ويليام بار عن توجيه اتهامات جنائية لأبوعجيلة، متهما إياه بـ"صنع العبوة الناسفة المستخدمة في تفجير رحلة بان آم 103، التي أسفرت عن مقتل 270 راكبا، بينهم 190 أمريكيا، والمعروفة إعلاميا بـ"كارثة لوكربي".
والشهر الماضي، أكد المجلس الأعلى للدولة الليبي، رفضه إعادة فتح قضية لوكربي، مؤكدا أن ملفها قد أغلق بالكامل سياسيا وقانونيا، بعد اتفاق وقعته ليبيا والولايات المتحدة عام 2008، وذلك بعد اختفاء غامض لأبو عجيلة.
وفي 14 أغسطس عام 2008، وقعت اتفاقية بين الجانب الأمريكي والليبي أغلقت على أساسها القضية، وبموجب الاتفاقية تمتنع واشنطن عن ملاحق أي من المتهمين في القضية.
وفي عام 1988 فجرت طائرة تابعة لشركة "بان أمريكان" في رحلة رقم 103 بين لندن ونيويورك في اسكتلندا، وهو ما أودى بحياة 270 شخصا في الطائرة من بينهم 190 أمريكيا، و11 شخصا على الأرض.
في عام 2003 قدمت ليبيا تعويضات بقيمة 2.7 مليار دولار لأسر الضحايا، ووفق لائحة الاتهام الأمريكية، قام أبو عجيلة بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت الطائرة.