السبت 20 ابريل 2024

ارفعوا رايات الحب والسلام

مقالات15-12-2022 | 20:05

لقد كنت شاهدًا عليها عندما مزقها الجميع حين امتصوا طاقتها، ونالوا من سلامها النفسي، كانوا يبرعون في كسرها، ترضيهم حيرتها ، تسعدهم دموعها التي تختلط بنظرات الحزن في عينيها ، دموع تشكو بها من غربتها داخل نفسها ، لقد رأيتك هناك حين كانوا يسطرون لها خطًا مخضبًا بلون سواد قلوبهم ، تركتهم يقطفون نجوم سمائها ويضيقون عليها براح عالمها لأجلك ، ليتها ما تنازلت ، وما فعلت.

كم عانت ، وما باحت بما كانت تعانيه ، كم صامت عن الحديث معهم حتى لا تقع كلمة من فمها فيتم تفسيرها تفسيرًا يظلمها ويدينها ، كان صوتها الحبيس في صدرها يطربك ، وعندما تحررت الآن من قيدهم البغيض ونددت بجرمهم الذي ارتكبوه في حقها ، وقررت أن تبتعد عن خيالهم إن مر يومًا بقربها تعالت أصواتهم لتسأل عن هذا الذي حررها ونزع عنها قيدها .

كانت في الماضي ماكثةً خلف قضبان حقدهم  ترى قلوبهم المتحجرة وهي تحاول تدميرها ، وقبل أن تهوي في شباكهم المنصوبة نجاها رب السماء بحسن ظنها والآن قد عادوا يطلبون ودها ناسين الضرر الذي أحدثوه بها ، كيف للأشجار أن تنسى من مد يده نحوها بسوء لنزعها أو قطعها، لقد أقسمت هذه المرة ألا تصمت ثانية بل ستنادي وبأعلى صوتها : أنا لن أعود لماض غابر جمعني بهم ، فكيف للأسير أن يمجد سجانه ، وإن أقسم بأن هذه مهمته التي قد تم تكليفه بها . 

 ما أجمل أن تترك دعواتك بين يدي خالقك وأنت تعلم أن الحق عائد إليك ، وبأن الدوائر ستدور على كل باغ مهما طالت الأعوام فدعوة المظلوم لا ترد سيستجيب الله لها كما وعد ، لكي تتحقق وتقضي على كل ما أفسدته تلك القلوب القاسية .

لا تظلموا فتظلموا ، لا تسيئوا فيساء إليكم، لا تقهروا كي لاتقهروا، ادرسوا فنون الحب، وارفعوا رايات السلام ، إياكم واعتناق الكره فطريقكم إليه قد يبدو ممهدًا ورجوعكم عنه في الغالب لن يكون متاحًا لكم  .