الأحد 22 سبتمبر 2024

الشيخ معوض هلال: هددني شلتوت بالسفر لليمن أو اعتقالي.. ج2

13-8-2017 | 17:40

حوار أجراه : صلاح البيلي

في الجزء الثاني والأخير من حوار المعمر الأزهري يحكي لنا الشيخ معوض هلال عن سفرياته خارج مصر من اليمن للكويت والسعودية وباكستان ويقول إن الشيخ شلتوت هدده بالسفر إلى اليمن أو اعتقاله مجددا فسافر ! ويقول إن الإمام الأكبر شيخ الأزهر وعد بإعادة طبع كتبه وخصص له سيارة و ومساعدا وكرسيا متحركا . ويؤكد أن لفرط محبته للعقاد ألف فيه قصائد الشعر . ويفخر بأنه لم يدخن سيجارة في حياته ولم يجلس على مقهى وإلى نص الحوار .

 

ماذا عن سفرياتك خارج مصر مبعوثًا للأزهر؟

دعاني الشيخ عبد الرحمن تاج للسفر إلى لبنان مطلع الخمسينيات واعتذرت ثم سافرت سنة 1956 واعظا ومدرسا بالكلية الشرعية في بيروت , ثم طلبت للسفر إلى اليمن واعتذرت وهددني الشيخ شلتوت قائلا: ( تسافر اليمن ولا تروح المعتقل ؟ ! ) وسافرت وأديت واجبى على خير حال وبقيت هناك أربعة أشهر مع زميلي ( بسيوني رسلان و عبد الحميد سالم).

وعدت لمصر ومكثت شهرا في تأسيس المعهد الأزهري في بورسعيد وأنفقت عليه من مال جمعية تحفيظ القرآن الكريم التي كانت تقع  في الدور الأرضي بمسكن كان ملكا للجمعية.

وكان الشيخ الفحام وهو شيخ للأزهر مدير مكتبه الشيخ صلاح أبو إسماعيل وكان رجلا يجمع بين قراءة القرآن وتقديم العلم النافع وأذكر أنه قال مرة لوزير أوقاف الكويت إن اليوم الذي تخرج فيه الشيخ معوض من الأزهر وافق اليوم الذي التحق هو فيه بالأزهر، وكنت بالدوحة بقطر أنا والشيخ محمد الغزالي والشيخ صلاح أبو إسماعيل وكان العيد على الأبواب واتفقنا أن نتبادل التهاني فقلت أني سأكون بالكويت ثم ألبي دعوة في لبنان ثم أزور أهلي في مصر ورحل صلاح أبو إسماعيل في الطريق وحضرت عزاءه وقضى الله أن أسافر للكويت ثم للسعودية وأقضي بها خمس سنوات مشرفا على الوعظ والتدريس . ثم شاءت إرادة الله أن أسافر للباكستان وأزور ( بيشاور وكراتشي ولاهور وإسلام أباد ) بتوجيه من الشيخ يوسف الحاجي وكنت أكتب بالمجلات الكويتية آنذاك .

 

ما هي أبرز كتبك يا مولانا ؟

لي أكثر من 15 كتابًا منها "رمضان شهر الإسلام والقرآن" و"من أسرار القرآن الكريم" و"مشاهد الوجود وشواهد التوحيد"، و"الإسلام والأسرة السعيدة"، للنشء الصغير، وغيرها وكلها نفدت جميعًا وقد وعدني د. أحمد الطيب بإعادة طبعها من جديد .

 

متى قابلت د. أحمد الطيب وماذا دار بينكما ؟

قابلت الشيخ الطيب لأول مرة وأنا أزور عميد كلية أصول الدين لتهنئة بالعمادة وكان الشيخ الطيب مشرفا على الأزهر في أسوان وعرف أني واعظ بالأزهر وأسس هو المعهد الديني بأسوان بعد تركي لها ب 18 سنة . ووجدته يطلب مني  شعراكتبته  في أسوان منه: "يا روعة الفن في خزان أسوان، أذاك صنع الجان أم ذا صنع إنسان، أسوان تجزي العاملين جزاؤهم، ..الخ ) . ثم قابلته من شهور ووعد بطبع كل كتبي وتبرع لي بسيارة من الأزهر لقضاء مشاويري ووهبني كرسيا متحركًا لأنني مؤخرًا أصبح من الصعب علي السير علي قدمي ,ووجدت منه ترحيبا كبيرا . وكنت من كتاب مجلة (الأزهر) لسنوات والشيخ أبو الوفا المراغي مدير دار الكتب الأزهرية طلب مني مواصلة الكتابة .

 

هل قابلت د. عبد الحليم محمود ؟

نعم وكان رجلا له همة عالية ويريد أن يؤسس في كل شبر من أرض الكنانة معهدا دينيا وذكرت ذلك في رثائي له يوم رحل.

 

هل قابلت الشيخ صالح الجعفري بالأزهر؟

غيابي عن مصر لسنوات حرمني من لقاء الشيخ صالح ولكني التقيت صالح حرب باشا رئيس جمعية الشبان المسلمين و في أسوان التقيت الشيخ الموقر محمود حلبة ومعه علي الألفي وكان ألف كتابه ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ). وجميع مشايخ الأزهر أصدقائي وقد خاصمني بعض الناس ولكني لم أسئ لأحد وكنت أغض الطرف عن إساءة المسيء . وعشت حياتي لم أدخن سيجارة ولم أجلس على مقهى إلا إذا ذهبت لألقى باعة الكتب المتجولين . وكنت مرة مراقبا بلجنة امتحانات ومعي زميل سوري يدخن بشراهة حتى جاء الشاي فكتبت أقول له شعرًا: ( أيها الشيخ جاءك الشاي فاشرب – وتضلع منه كما كنت تطلب، أتراه شايًا كما زعموه، أم تراه ماءً بشاي تخضب".

 

هل التقيت العقاد ؟

قابلته في القاهرة مرارا وكتبت عنه قصيدة مطلعها: ( عباس يا معقد الآمال في وطن – نشأت فيه لتروي غلة الصادي ) .

 

أخيرا ماذا تقول عن الأزهر الذي فنيت عمرك فيه ؟

أذكر مرة أن أحد علماء الأزهر كان في طريقه من أسوان للسودان فاتصلت به وعاتبته على تركه الأزهر فخر مصر والذي ينكر دوره جاحد ومصر بلد الأزهر التي قال فيها الشافعي : ( من عرف الدنيا وأحوالها والناس أنواعا وأجناسا-  وما رأى مصر ولا أهلها فما رأى الدنيا ولا الناسا ). الأزهر هو ذلك الصرح الشامخ الذي يزداد شموخا على مر الأيام . والأزهر في حفظ الله وأمنه ولولا جلال الأزهر وجماله ما كان هناك نجم يضيء ولا ضحى يتسع ولا أصيل يرجى . وإذا ذكر القرأن وذكر محمد رسول الله ذكر الأزهر وعلماء الأزهر والحكمة والموعظة الحسنة وعمامة الأزهر تدل على حسن الهيئة وكمال الصورة .

 

لذلك قررت إهداء مكتبتك للأزهر ؟

مكتبتي نفح من رياض الأزهر وزهرة من بستانه  فإذا عادت إليه كانت الجزء يرجع لأصله كنوع من الوفاء فالأزهر هو ذلك الصرح الشامخ الذي جئته من سنة 1344 هجرية طالبا في معهد دمياط الابتدائي . ولمن ينكرون فضل الأزهر على مصر أقول لهم بيت شعر الفرزدق في السجاد علي زين العابدين ردا على هشام بن عبد الملك عندما أنكره  : ( وليس قولك من هذا بضائره – العرب تعرف من أنكرت والعجم ).