«إحنا مع مين»؟ سؤال طرحه أحد المواطنين على السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.. سؤال مهم يكشف عن عبقرية وإبهار فى أداء الدبلوماسية الرئاسية.. التى نجحت فى الاحتفاظ بعلاقات الشراكة والصداقة مع دول العالم.. خاصة الدول والقوى الكبرى حتى مع الدول الكبرى التى بدت الخلافات والصراعات تنخر فيما بينها.. إلا أن مصر ترتبط بعلاقات قوية وطيبة مع الجميع.
مصر اختارت طريق الحكمة والتوازن والاتزان والسياسات الرشيدة لم تنجر إلى الاستقطاب أو المغامرات والمقامرات.. لذلك تمسكت بثوابتها الشريفة.. فجنت ثماراً ونجاحات كثيرة على كافة الاصعدة.. ترتكز على الندية والاحترام المتبادل وترسيخ مبادئ عدم التدخل فى شئون الدول الداخلية أو مواقفها وقراراتها الوطنية.. لا تطمع فى أحد.. تحرص وتتمسك بالشرف فى زمن عز فيه الشرف.
مصر تربطها علاقات طيبة مع الاطراف المباشرة فى الحرب فى روسيا وأوكرانيا.. تربطها علاقات صداقة وشراكة مع أمريكا والصين وروسيا وأوروبا.. إنها المعادلة العبقرية لقائد عظيم وملهم.
سؤال مهم.. يجسد عبقرية الدبلوماسية الرئاسية المصرية.. ويعكس حالة الانبهار من النجاحات والإنجازات التى حققتها
إحنا مع مين؟
سياسات مصر الدولية، وعلاقاتها مع العالم وفى القلب منه القوى والدول الكبرى حيرت وأبهرت، فكيف لمصر أن تحتفظ بعلاقات قوية مع الجميع، أمريكا، الصين، روسيا وأوروبا.. كل دول العالم، بل وتربطها بهذه الدول التى تبدو مختلفة أو أحيانا متصارعة شراكات استراتيجية وتحظى بحفاوة واحترام وتقدير وتبادل للمصالح وادراك حقيقى لقيمة ومكانة ودور مصر وثقلها الإقليمي، وفعاليتها الدولية، أنا شخصياً وعلى مدار كتابات كثيرة أجدها انجازاً فريداً، وعبقرية استثنائية أن ترتبط بعلاقات وشراكات استراتيجية مع الجميع حتى وأن بدت بينهم العداوة والبغضاء لكنك فى نفس الوقت ترتبط بالجميع بعلاقات راسخة وقوية.
الحقيقة أن سؤال المواطن الذى طرحه على السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية على صفحته الرسمية، «إحنا مع مين»؟ يعنى نجاحاً كبيراً وفريداً للدبلوماسية الرئاسية، وعبقرية السياسة الدولية المصرية، فمن الواضح أن سؤال المواطن جاء نتيجة حيرة وانبهار وهو يرى علاقات مصر القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكيف يحظى رئيس مصر وقائدها العظيم بهذا الاحترام والتقدير والحفاوة والانصات لرؤيته والتعويل على دور وثقل مصر فى قيادة الشرق الأوسط، ثم يجد نفس الأمر مع الصين، وشرحه مع الأوروبيين الذين يبدون احتراماً وتقديراً واهتماماً بالغاً، وترحيباً كبيراً بمصر ورئيسها وحجم المصالح التى تربطهم بمصر، وحجم التحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك عليهم، ودور مصر الفاعل والمؤثر فى ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة، وما أصبح لمصر من فرص هائلة وقوة وقدرة وبناء وتنمية وتجربة ملهمة والحقائق والأرقام والقدرات التى باتت فى حوزة الدولة المصرية فى مجالات كثيرة، وكيف اصبحت مصر الرقم الأهم والأكبر فى الشرق الأوسط وسط آتون الصراعات والتحديات والأزمات التى تعيشها المنطقة، وما لديها من سياسات رشيدة وحكيمة.
نفس الأمر علاقة مصر مع روسيا، وهى تربطها بها شراكة استراتيجية مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا وهناك علاقة وتعاون راسخ بين القاهرة وموسكو سؤال المواطن ناتج عن اعجاب وانبهار لدرجة أجبرته على أن يطرح السؤال «إحنا مع مين بالضبط»؟ والحقيقة أن السفير بسام راضى اجاب بشكل واضح وبخطوط عريضة خاصة أن سؤال المواطن جاء تزامنا مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن لمشاركته فى القمة «الأمريكية ــ الأفريقية» وحجم الاهتمام الأمريكى ودوائر صنع القرار المختلفة فى الولايات المتحدة للقاء الرئيس السيسى والاستماع والانصات لرؤيته فى ظل عالم يموج بتحديات خطيرة ومعطيات جديدة وأزمات متلاحقة لا تتوقف بدا فيها الأمر فى غاية التعقيد، وفى ظل ما تتمتع به مصر وقيادتها السياسية من حكمة وسياسات رشيدة وثقة ومصداقية عالية واحترام وتقدير من الجميع، ولعل لقاء الرئيس السيسى والرئيس جو بايدن وما جمعهما من ود وحفاوة وتقدير للقيادة المصرية يشير إلى حجم الاهتمام والتقدير الأمريكى للرئيس السيسى كونه امتلك القوة والقدرة على النجاح داخلياً وخارجياً، وامتلك قوة وصلابة الإرادة فى عدم التنازل عن ثوابت مصر الشريفة.. وهو ما أدى إلى تغيير المواقف امتثالاً للإرادة والمواقف المصرية، لذلك الجميع يتراجعون عن مواقفهم والتقرب من مصر، ولعل الصور الأخيرة سواء فى افتتاح مونديال كأس العالم لكرة القدم تدل على أن مصر تمسكت بثوابتها وغير الآخرون من مواقفهم وسياساتهم.
سؤال المواطن للسفير بسام راضى وراءه نجاحات عبقرية فى أن تجمع سياسة مصر الدولية بين الخبرة والابهار «إحنا مع مين أمريكا وأوروبا أم الصين وروسيا»؟ وماذا عن موقف مصر من أزمة روسيا وأوكرانيا؟ الحقيقة إحنا مع مصر ومصالحها والسفير بسام راضى أجاب: مصر لها علاقات صداقة مع جميع دول العالم، وعلاقات متوازنة أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والأمر بطبيعة الحال ينطبق على الأزمة الروسية الأوكرانية، فمصر تربطها علاقات طيبة جداً مع جميع اطراف الأزمة سواء الاطراف المباشرة روسيا وأوكرانيا ودول الناتو أو غير مباشرة الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
الحقيقة أن ما قاله السفير بسام راضى وراءه حجم عمل وجهود جبارة وخلاقة فرغم الانشغالات الداخلية أو المحلية وحجم الأزمات التى ورثها الرئيس السيسى وما استلزم ذلك من جهود للإصلاح والبناء والتنمية أتت ثمارها ورغم ذلك كانت هناك إدارة وإرادة وجهود خلاقة من أجل بناء منظومة علاقات دولية قوية ترتكز على سياسات متوازنة وحكيمة ورشيدة، وعدم التورط فى أى نوع من الاستقطاب، وأن تكون هناك محددات ومباديء وثوابت لهذه العلاقات أبرزها الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وعدم فرض إملاءات أو مواقف بعينها وأن قرار مصر نابع من إرادة وطنية تعبر عن إرادة المصريين وتجسد أعلى درجات الاستقلالية والسيادة بالإضافة إلى الندية فى العلاقات وتبادل المصالح والخبرات والاستغلال الأمثل للموارد المتبادلة من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعوب.
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته فى افتتاح قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ «كوب ــ ٧٢» اطلق نداء تاريخياً وعالمياً، أوقفوا الحرب «الروسية ــ الأوكرانية» لما لها من تداعيات خطيرة وآلام وأوجاع على هذا العالم وهو نداء صادق يتمتع بالحيادية والثقة والمصداقية، والعلاقة القوية بين اطراف الصراع، فمصر تجمعها علاقات صداقة سواء مع روسيا أو أوكرانيا ولا حسابات أخرى لها سوى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية سلمية ترسخ السلام وتجنب العالم والشعوب ويلات وتداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية.
فى الحقيقة أن حالة التوازن فى علاقات مصر الدولية التى تدار بحكمة وبسياسات متزنة ورشيدة وهو ما جعل مصر تحظى بعلاقات قوية وشراكات استراتيجية مع الدول الكبرى فى نفس الوقت الذى كانت فيه مصر شبه منعزلة دولياً قبل تولى الرئيس السيسى رئاسة مصر وهو أمر يستحق التحية والتقدير وما يزيد الاعجاب والتقدير بسياسات مصر الخارجية ونجاحات الدبلوماسية الرئاسية فى وضع مصر فى المكانة الدولية والإقليمية المرموقة وفى ذات الوقت كانت فيه التحديات الداخلية تحتاج لأكثر من ٤٢ ساعة يومياً لكن أن تحقق هذه النجاحات العظيمة محلياً وإقليمياً ودولياً فهذا قمة النجاح والإبداع.
لكن السؤال الذى يأتى من سؤال المواطن «إحنا مع مين؟».. كيف نجحت مصر فى ان تكون مثار احترام وتقدير جميع دول العالم حتى المختلفة والمتصارعة فيما بينها.. وما سبب هذه العلاقات المتوازنة المتزنة والرشيدة والحكيمة ونحقق مكاسب عظيمة للدولة المصرية، كالتالى:
أولاً: إن الأقوياء لا ينظرون إلا للقوي الأمين والشريف ومصر نجحت فى امتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وأن تضع قدمها بشكل راسخ على مقعد قيادة المنطقة شكلاً ومضموناً وفق ثوابت شريفة واتزان وحكمة، فمصر دولة لا تعتدى على أحد ولا تحمى سوى أمنها القومى وحقوقها المشروعة، وتمارس العلاقات الدولية بشرف فى زمن عز فيه الشرف.
ثانياً: إن مصر دولة محورية وقوة إقليمية، ورقم دولى مهم تنتهج سياسات رشيدة فى ترسيخ الأمن والسلم الدوليين، وتسعى بكل جهد إلى حل الأزمات الإقليمية وفق تسويات سياسية وسلمية، وتؤكد دائماً تعظيم الدولة الوطنية ومؤسساتها أو استعادتها فى دول الأزمات ولا تتدخل فى شئون الدول الأخري، وليست لديها أطماع فى أى دولة، وتحترم القوانين والمواثيق والشرعية الدولية، ولا تحيد عنها حتى فى أوج وأتون الأزمات التى تواجه مصر تتمسك بالصبر الاستراتيجى والحرص على التفاوض والحلول السلمية حتى يحظى الجميع بالأمن والاستقرار والبناء بدلاً من الصراعات والنزاعات التى تهدر الوقت والثروات وتستنزف الموارد وهو ما يزيد من معاناة الشعوب.
ثالثاً: مصر الرقم الاكبر والأهم فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط وأفريقيا ولا يمكن تجاهله وقد بات العالم يعول على مصر فى قيادة المنطقة وترسيخ الأمن والاستقرار بها بالإضافة إلى نجاحاتها فى مكافحة الإرهاب والتطرف والفكر المتشدد والهجرة غير الشرعية وارساء قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر وحرية الاعتقاد وأصبحت مصر نموذجاً للوحدة والاصطفاف والتلاحم بين شعبها، وكون المصريين على قلب رجل واحد بما لديهم من وعى حقيقى وفهم صحيح هو أهم مصادر القوة المصرية فى عصر الفوضى والمؤامرات والمخططات والأكاذيب وحملات التشكيك والتحريض.
رابعاً: إن نجاحات مصر وانجازاتها غير المسبوقة منحتها قوة وقدرة وأصبح لديها فرص غزيرة وتجربة بناء وتنمية ملهمة، وبالتالى فإن العالم ينظر إليها باحترام وتقدير وحرص على التعاون والاستثمار لاستغلال هذه الفرص الهائلة لان مصر لديها ما تمنحه وتعطيه وانها تبحث عن مصالحها أينما كانت، وان علاقاتها بدولة ليست بديلة لعلاقاتها مع دولة أخرى ولذلك أقول دائماً إن الأقوياء، ومن لديهم الإرادة الصلبة والمتمسكين بمواقفهم ومبادئهم وقوانينهم، هم فقط من يحظون باحترام العالم خاصة الأقوياء فيه ولا توجد قوة حقيقية سوى تلك القوة التى تنبع من الداخل ومصدرها قوة النجاح والقدرة.
من أهم اشكال الانبهار بالسياسة الدولية المصرية، وما حققته الدبلوماسية الدولية، ان نجاحاتها وعبقريتها جاءت من خضم وزخم تحديات داخلية غير مسبوقة نجحت «مصر ــ السيسي» فى تحويل التحديات والأزمات إلى نجاحات وانجازات فريدة، من هنا فإن مصر باتت فى مكانة إقليمية ودولية واضحة للجميع تجسدها حالة الاهتمام من القوى الكبرى التى تحرص على بناء علاقات استراتيجية معها فمصر ركيزة الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة.
الحقيقة سؤال مهم للغاية «إحنا مع مين؟» فالصور والمشاهد تكشف بوضوح وجلاء قوة علاقات مصر مع مختلف القوى والدول الكبرى وانها تحرص على المسافة المتساوية وعدم التورط فى الانحياز أو الاستقطاب، مصر مع مصالحها ومع كل ما يحقق أهداف وتطلعات شعبها لا تتدخل فى شئون أو مواقف أحد، تسعى بكل جهد ودأب وشرف على التسويات السياسية للأزمات، لا تطمع ولا تغدر ولا تتدخل ولا تصادر على مواقف الآخرين لذلك ترفض بشموخ وكبرياء ولا تسمح بفرض الإملاءات عليها أو التدخل فى شئونها.. فنحن دولة نثق فى قوتنا وقدرتنا وشرف مبادئنا وثوابتنا ونحترم الآخرين دون الخوف من أحد.
الحقيقة أن الابداع الدبلوماسى الرئاسى مكن مصر من امتلاك الدور والمكانة المرموقة، وحافظ على مكتسبات ومقدرات البناء والتنمية والتقدم «مصر ــ السيسي» استفادت من دروس الماضى لم تمارس المغامرة أو المقامرة أو التهور ولكن تمسكت بالحكمة والاتزان والسياسات الرشيدة والثوابت الشريفة، والمبادئ والقيم والشرف المرتكز على القوة والقدرة والثقة فى النفس، واصطفاف وطنى فريد، وقيادة تواصل الليل بالنهار من أجل تحقيق الحلم المصرى فى التقدم والجلوس فى مصاف الدول المتقدمة.
«إحنا مع مين؟».. إحنا مع مصالح مصر وأهدافها وتحقيق تطلعات شعبها.
إحنا على علاقة طيبة مع الجميع علاقات شراكة وصداقة، بوصلتنا أهدافنا ومصالحنا، بعيداً عن العنتريات والشعارات، أو المغامرات والمقامرات، قائد السفينة، يتمتع بعبقرية وحكمة غير محدودة، نجح فى العبور بسفينة مصر إلى آفاق غير مسبوقة من المكانة المرموقة والدور والثقل الإقليمى والدولى.. تلك هى مكونات عبقرية السياسة الدولية المصرية.