الجمعة 10 مايو 2024

التجربة المصرية.. ودعم العراق

مقالات20-12-2022 | 21:46

رؤية السيسي الملهمة والشاملة.. للحفاظ على أمن واستقرار

وبناء الأوطان.. جاءت من واقع إنجازات ونجاحات على مدار 8 سنوات.

يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماماً كبيراً بالبعد العربي في ملف السياسة الدولية المصرية.. ويأتي هدف تعزيز العمل العربي المشترك على رأس أولويات الدولة المصرية.. وصولاً إلى التكاتف والتضامن والتلاحم والتعاون والتكامل الاستراتيجي بين الدول العربية في كافة المجالات.. في ظل تحديات كثيرة وتهديدات تستهدف الأمة العربية خاصة ما يواجه المنطقة من تحديات وتهديدات واضطرابات أو ما يواجه بعض الدول العربية من أزمات عاصفة على مدار أكثر من عقد خاصة ليبيا وسوريا واليمن.. وكذلك على مدار عقود في ظل ما يواجه العراق الشقيق من تحديات جسام لا تتوانى الدولة المصرية في دعم الدولة العراقية لعودتها للدور الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي والحرص الشديد على ضمان أمنه واستقراره.. بالإضافة إلى قضية العرب التاريخية وهى القضية الفلسطينية والعمل على استعادة حقوق الفلسطينيين المشروعة طبقاً للمواثيق والمرجعيات الدولية والأممية وحل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود أو خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وتبذل مصر جهوداً متواصلة لاستئناف مفاوضات السلام وصولاً إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعبر المؤسسات الدولية.

الحقيقة أيضاً ان العالم يمر بأزمات عنيفة جراء الحرب الروسية- الأوكرانية وقبلها جائحة «كورونا» وهو ما خلق أوضاعاً اقتصادية عالمية صعبة ومعقدة واضطرابات في مصادر الطاقة والغذاء وارتفاع تكلفتهما وأسعارهما.. وبالتالي فإن العمل العربي المشترك بات أكثر إلحاحاً وصولاً إلى تكامل عربي استراتيجي في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة لمجابهة التحديات الكثيرة سواء الاقتصادية أو الأمنية في ظل إصرار بعض القوى الإقليمية على التدخل في الشأن العربي الداخلي.. وانتهاك سيادة بعض الدول العربية.. وأحياناً الاعتداء عليها.. وبالتالي فإن من المهم العمل على ضمان أمن واستقلال وسيادة هذه الدول والحفاظ على سلامة أراضيها.. وخروج كافة القوات الأجنبية من أراضيها.. وأيضاً استعادة مؤسساتها الوطنية.

الحقيقة أن (مصر- السيسي) لا تدخر جهداً في العمل على وحدة الصف.. والتكامل العربي والحفاظ على الأمن القومي العربي الذي بات يواجه تهديدات ومخاطر جمة.. ومصر أيضاً على استعداد لتقديم تجربتها وخبراتها وكوادرها خاصة في مجال البناء والتنمية وتقديم ما يحتاجه الأشقاء العرب في هذا الإطار.

الرئيس السيسي يقدم نموذجاً فريداً للعلاقات الإقليمية والدولية.. ويولى القضايا والعلاقات العربية اهتماماً كبيراً فمنذ أيام كان الرئيس السيسي يشارك في القمة «العربية- الصينية» بالرياض ثم توجه الرئيس السيسي إلى واشنطن للمشاركة في القمة «الأمريكية- الأفريقية» لتؤكد هذه الخطوات أن مصر تعمل من أجل أمتها وقارتها.. من أجل إحداث التكامل العربي.. وكذلك التكامل بين الدول الأفريقية لأنه السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والأزمات العالمية.

الحقيقة أن العلاقات «المصرية- الأردنية- العراقية» تمثل أهمية استراتيجية كبيرة في ظل التحديات والمعطيات المشتركة وأيضاً في ظل الأهداف المشتركة التي تجمع الدول الثلاث بالإضافة أيضاً إلى الروابط والجذور التاريخية للعلاقات الرسمية والشعبية بينها ملفات كثيرة.. وأهداف غزيرة تجمع مصر والأردن والعراق.. يأتي على رأس هذه الأهداف والملفات التعاون والتنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية والعربية وأزمات المنطقة فى إطار السعى إلى ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة فى ظل تحديات الإرهاب والفكر المتطرف والمتشدد وأيضاً أهمية التعاون والتكامل الاقتصادى والتجاري والاستثماري سواء فى الإطار الثلاثى أو الثنائى أو العربى عموماً لمجابهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية جراء الحرب الروسية- الأوكرانية فى مجالات كثيرة مثل الطاقة والغذاء ويمكن التعاون والتكامل فى البناء والتنمية خاصة البنية التحتية فى العراق التى تعرضت لأضرار بسبب تحديات السنوات الماضية بالإضافة إلى التعاون فى مجالات الطاقة والربط الكهربائى لإرساء عوامل الازدهار ومقومات التنمية الإقليمية والارتقاء بالجهود المشتركة لتحقيق التكامل الإستراتيجى بين الدول الثلاث وأيضاً التنسيق الإستراتيجى على كافة الأصعدة بين مصر والأردن والعراق والتى ترسخت فى القمة الأولى فى 25 أغسطس 2021.

مصر تؤكد على الدوام وقوفها ودعمها الكامل إلى جانب العراق الشقيق وهو ما أكده الرئيس السيسى بالأمس فى كلمته خلال قمة بغداد للتعاون والشراكة (الثانية) ودعم أمنها واستقرارها وان سيادتها ركيزة لأمن المنطقة واستقرارها.

التنسيق القائم سواء على المستوى الثنائى أو الثلاثى بين مصر والأردن والعراق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وحرصهم على تعزيز العمل العربى المشترك لمجابهة التحديات التى تواجه الأمة هو أمر بدا واضحاً للجميع.. وهناك ثقة واطمئنان عربى فى ظل الدور المحورى لمصر فى المنطقة وجهودها الخلاقة فى ترسيخ الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب وهو ما يحقق مصالح الأمة العربية فى ظل التحديات غير المسبوقة بالمنطقة.

هناك إرادة لدى الدول الثلاث أيضاً لمواصلة الجهود والعمل على حل الأزمات القائمة فى المنطقة العربية من خلال تسويات سياسية واستعادة الأمن والاستقرار فى سوريا وليبيا واليمن.. وايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.. بما يحفظ حقوق الأشقاء فى فلسطين وأيضا وحدة وسلامة الأراضى العربية.

هناك آفاق اقتصادية رحبة بدت واضحة خلال السنوات الأخيرة بين مصر والأردن والعراق فى العديد من المجالات لاستغلال موارد وثروات وخبرات وتجارب الدول الثلاث لتحقيق طفرة تنموية وأيضاً تلبية تطلعات الشعوب الثلاثة فى حياة أفضل لذلك فإن هناك إرادة قوية لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى لترسيخ التكامل الإستراتيجى بين الدول الثلاث تقوم على أهداف البناء والتنمية والأبعاد الاقتصادية.. ولعل أبرز مجالات التعاون هو الطاقة والربط الكهربائى والبنية الأساسية والغذاء بالإضافة إلى آلية التشاور والتنسيق حول الأوضاع السياسية والأمنية فى المنطقة ومكافحة الإرهاب.

التحديات فى المنطقة.. وتداعيات الأزمة العالمية والحرب الروسية- الأوكرانية تستلزم التعاون والتكامل العربي.. وهنا تبرز أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث والاستفادة من الامكانات والقدرات والموارد المتبادلة التى يتيحها التواصل الجغرافى وتكامل المصالح الإستراتيجية والاقتصادية ويفرض العمل المشترك فى ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة تواجهها.

الرئيس السيسى يولى قضية دعم مصر الكامل للعراق الشقيق أهمية وأولوية محورية فى السياسة المصرية ولعل كلمة الرئيس السيسى بالأمس فى قمة بغداد للتعاون والشراكة بالأردن جددت التأكيد على ان مصر ستواصل توفير كافة أشكال الدعم للعراق الشقيق وأنها تثمن غالياً الجهود والتضحيات التى تكبدها الشعب العراقى لمواجهة التحديات.

الرئيس السيسى فى جميع اللقاءات والمحافل الدولية.. يرفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول ويعتبرها جزءاً من ركائز ومبادئ وثوابت السياسة المصرية.. وأهمية ترسيخ الاحترام المتبادل وخاصة احترام السيادة.. وجدد الرئيس السيسى بالأمس على مبدأ مصرى ثابت وهو رفض مصر للتدخلات الخارجية فى شئون العراق الداخلية.. وأيضاً التأكيد على دعم مصر الكامل لكافة الجهود الدءوبة التى ترسخ مفهوم الدولة الوطنية المستقرة وهو ما يطالب به الرئيس السيسى على الدوام بالحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية ومؤسساتها أو استعادة الدولة الوطنية فى الدول التى تعانى من أزمات.

الحقيقة أن الرؤية المصرية وثوابت السياسة الدولية المصرية.. ومبادئها هى الروشتة الناجحة التى تعالج كل أزمات المنطقة خاصة وأن العراق عانى كثيراً من التدخلات الخارجية والإقليمية.. وهناك من يسعى لانتهاك سيادة البلد الشقيق سواء عبر الاعتداء المباشر أو التدخل المباشر فى الشئون الداخلية.

الرئيس السيسى أكد على هذا المعنى بقوله ان الأزمات التى شهدتها العديد من دول المنطقة أثبتت ان تحقيق الاستقرار يتطلب التعزيز والحفاظ على الدولة الوطنية وسيادة القانون وحماية مقدرات الشعوب والتنمية المستدامة وترسيخ دعائم الحكم الرشيد.. فمصر تدعم الوطن الآمن المستقر.. وأيضاً التأكيد على أهمية تعزيز ثقافة الاعتدال لتحقيق الأمن.

الحقيقة ان الأوضاع فى العراق تشهد تقدماً ملحوظاً ولعل وقوف ومساندة مصر للبلد الشقيق هو أمر يجسد قيمة ومكانة العراق فى معادلة الأمة العربية.. والمعادلة الإقليمية فمصر تسعى بكل جهد ودأب إلى استعادة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمى وضمان أمنه واستقراره.. وهو ما تجسده الآلية الثلاثية للتعاون بين مصر والأردن والعراق.. أو العلاقات الثنائية القوية بين القاهرة وبغداد ووجود العديد من الفرص المتبادلة فى مجال الاقتصاد والاستثمار والتنمية والتبادل التجاري.

قمة بغداد للتعاون والشراكة تجسد وتعكس رغبة صادقة لدعم العراق وانتقاله إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال التعاون الثنائى أو الثلاثى أو المتعدد كآلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن.

الرئيس السيسى شخص معاناة العراق الشقيق خلال السنوات الطويلة الماضية والتى تمثلت فى انتشار الإرهاب والفكر المتطرف وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التى أثقلت كاهل العراقيين.. وانعكست على شعوب المنطقة.

عودة العراق من جديد.. وتحقيقه لإنجازات كبيرة فى مجال استرجاع دور المؤسسات الوطنية بالدولة والقضاء على مشروعات الإرهاب الظلامية وتحقيق الأمن والاستقرار وسيادة البلاد وصون وحدة النسيج الوطني.. أمر أسعد مصر كثيراً وهو محل تقديرها العميق.. لأن العراق ومصر يمثلان قوة عربية وعلاقات تاريخية ممتدة.. بالإضافة إلى أن العراق استعاد زخم التنمية من جديد حيث اطلق مشروعات إعادة الإعمار وتمهيد الطريق نحو نقلة تنموية شاملة من خلال التوظيف الأمثل لامكانيات وموارد وقدرات البلاد وان مصر على استعداد ودعم كامل لمساندة هذه الجهود التى تسهم فى ترسيخ مفهوم الوطن الآمن المستقر.. فنجاح العراق هو نجاح للجميع وفى مقدمتهم مصر الداعمة والمساندة لعودة دور العراق وأمنه واستقراره ورخائه.

تحدث الرئيس السيسى عن متطلبات مبادئ مهمة للحفاظ على أمن واستقرار وبناء الدول.. أبرزها.

- تعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة وتمكين مؤسساتها فى الاضطلاع بحفظ الأمن.

- إعلاء سيادة القانون والتصدى للقوات الخارجة عنها.

- صون مقدرات وثروات الشعوب.

وهذه المتطلبات تعد هى صميم الحفاظ على الدولة الوطنية وتوفير المناخ المناسب لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة وترسيخ دعائم الحكم الرشيد.

الرئيس السيسى أكد على نقطة مهمة ان الأهداف السابقة لن تتحقق ما لم يتم إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر.. وضمان التمتع بحرية الدين والمعتقد وتجاوز مفاهيم الطائفية والتشدد والانقسام والأفكار الرجعية التى لا مكان لها فى العصر الراهن.. فالعالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطى معه بالاستمرار فى صراعات ممتدة لا غالب فيها ولا مغلوب.

وأنا اقرأ كلمة الرئيس السيسى فى قمة «بغداد الثانية» للتعاون والشراكة.. أجدنى أعيش من خلال سطورها تجربة مصر الملهمة التى مكنت مصر من أعلى معايير الأمن والأمان والاستقرار والاصطفاف الوطنى وبالتالى البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة للمصريين.. انها تجربة مصر الملهمة التى تعد خارطة طريق أو روشتة للباحثين عن البناء والتنمية والأمن والاستقرار.. فإقصاء الإرهاب والتطرف والتشدد وترسيخ التسامح والتعايش وقبول الآخر والعدل والمساواة والمواطنة.. هو أساس الأمن والاستقرار والتقدم بالإضافة إلى ان الرئيس السيسى حرص على مدار 8 سنوات فى تقوية وتعظيم قيمة الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل تحقيق آمال وتطلعات المصريين ومن هنا فإن نجاح العراق هو نجاح لمصر وان مصر تدعم وبشكل كامل استعادة العراق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمى وان يستعيد مسيرة التنمية والإعمار من أجل تحقيق آمال وتطلعات العراقيين الذين عانوا كثيراً على مدار سنوات طويلة من ويلات الفوضى والإرهاب والتطرف والتشدد والتدخلات الخارجية.

الرئيس السيسى اعتبر ان انعقاد مؤتمر (بغداد للتعاون والشراكة).. هو تجديد للالتزام بالمبادئ الثابتة والمستقرة فى العلاقات الدولية التى ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده وفى مقدمتها حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول والتوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة والحقيقة لو جميع الدول التزمت بهذه المبادئ ما كانت هناك صراعات أو نزاعات أو توترات أو آلام وأزمات تواجه الشعوب.. فبدلاً من هذه الصراعات والحروب والإرهاب والفوضى يحل الأمن والاستقرار والبناء والتعاون المستمر بين الدول على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المنافع والمصالح المشتركة.. تلك هى ملامح روشتة مصرية شاملة وجامعة من أجل عالم أكثر أمناً واستقراراً وسلاماً ورخاءً.

مصر الكبيرة الشامخة تعلن وبوضوح ولسان قائدها العظيم رفضها القاطع لأى تدخلات خارجية فى شئون العراق وهى معروفة للجميع وأهمية مواصلة الجهود المشتركة لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية فى مختلف المجالات كون ذلك هو السبيل الأمثل فى الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق والشقيق وسوف تنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة.

الرئيس السيسى أكد على أمر مهم للغاية ان مصر والعراق والأردن لديهم إرادة التعاون والعزم على المضى قدماً فى تنفيذ المشروعات المشتركة التى يجرى دراستها فى إطار الآلية الثلاثية.. بما يسهم فى تحقيق التنمية المأمولة للشعوب الثلاثة.. ويتيح الاستفادة المتبادلة من قدرات الدول الثلاث.. الأمر المهم أيضاً هو حرص الرئيس السيسى على توجيه رسالة إلى الشعب العراقي مؤكداً فيها دعم مصر الكامل لهم.. وأنها سند لتطلعاتهم وخياراتهم ليبقى العراق دائماً العروبة.. ومن أهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي.

الرئيس السيسي قائد عظيم ووفى لوطنه وأمته وقارته.. ويحقق إنجازات عظيمة لصالح مصر والعرب وأفريقيا ويدعم مسيرة الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار والتكامل ويمنح الثقة للجميع من خلال وقوف ودعم مصر القوية والقادرة وصاحبة الدور المحوري وركيزة أمن واستقرار المنطقة.

Dr.Radwa
Egypt Air