عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان: "السيناريوهات المستقبلية للنظـــام الدولي"، نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس برئاسة الدكتورة عادلة رجب، وأدار النقاش الدكتور محمد أحمد مرسى؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة مصر وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس.
وتحدث فيها كل من: الدكتور أحمد يوسف؛ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، والدكتورة أمنية حلمي؛ أستاذة الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وعقب على كلمات المشاركين الدكتور جمال زهران؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، كما شارك الدكتور عثمان أحمد عثمان؛ رئيس قسم الاقتصاد بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية وأستاذ الاقتصاد بكلية الشرطة وعضو اللجنة، والدكتور محمد سالمان طايع؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو اللجنة، والدكتورة هالة صقر؛ عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة نيو جيزة وعضوة اللجنة، وشهدت الفاعلية مواصلة المجلس تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)، كما بثت فعاليات الندوة مباشرة عبر حسابات المجلس على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك).
تحدث الدكتور أحمد يوسف مشيرًا إلى أن النزاع الروسى الأوكرانى الأخير أدى إلى توافق كبير بين الصين وروسيا، معارضة لرغبة الغرب والولايات المتحدة فى توسع قبضة حلف الناتو من خلال الزحف صوب أوكرانيا، وهو الأمر الذى أدى كذلك إلى تلقى الدب الروسى دعمًا كبيرًا من التنين الصينى فيما يخص المطالبة بوضع ضمانات أمنية ملزمة طويلة الأجل فى أوروبا، وهو الأمر الذى قامت به عدة قوى إقليمية كذلك، مثل تركيا التى رحبت باستضافة رؤوس الأموال الروسية، والهند أيضًا فيما يخص النفط الروسى، فضلًا عن دعم المملكة العربية السعودية قرار منظمة أوبك الذى ينص على تخفيض حصص إنتاج النفط على عكس رغبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وهو الأمر الذى يؤكد أنه لا وجود لهذا العالم أحادى القطبية (الولايات المتحدة الأميركية)؛ فقد بات العالم الآن ثنائى القطبية، بفضل تقارب المواقف ومتانة العلاقة بين التنين الصينى والدب الروسى.
ثم تحدثت الدكتورة أمنية حلمى مشيرة إلى تعايش الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادى مع الصين ووكذلك قوة روسيا الجيوسياسية، وذلك بدلا من مواصلة مساعى الولايات المتحدة نحو إحتواء الصين الصاعدة؛ فمن المتوقع أن تعمل الولايات المتحدة على التعايش مع الصين وإدارة علاقاتها معها بطريقة إيجابية، خصوصا فى مسألة التنافس التجارى والتكنولوجى المحتدم بينهما.
وتابعت حول أهمية إنشاء إطار عمل جديد لتعزيز الاتفاقيات المتعلقة بالاقتصاد الرقمى العالمى، بحيث تسمح الولايات المتحدة للشركات الصينية مثل: (Huawei وWeChat وTikTok) بالعمل فى الولايات المتحدة، وأن تفتح الصين أسواقها أمام الشركات الرقمية الأمريكية مثل: (Google و Facebook و Twitter)، وإنشاء تحالف: "G3"، الذى سيضم الصين والولايات المتحدة وأوروبا، علاوة على تنسيق المواقف المختلفة بشأن القضايا الدولية الرئيسية وتجنب سوء التفاهم والصراعات غير الضرورية، وتعزيز السلام العالمى والتنمية المشتركة، والاعتراف بروسيا كقوة جيوسياسية لا يمكن الاستهانة بها بالرغم من إنكماش الاقتصاد الروسى بنسبة: %8.5 خلال عام 2022، جراء الصراع مع أوكرانيا، خاصة فى ظل العقوبات التى فرضتها 38 دولة على روسيا، واستجابة لتنفيذها الشركات والبنوك العالمية، وفى مختتم كلمتها أكدت أهمية الاستعداد للتعامل مع نظام عالمى يتشكل من جديد، مما يتطلب المحافظة على علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة ومتنوعة، ودعم نظام دولى منفتح على التجارة العالمية، والتعاون مع دول مستقلة ذات سيادة لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، وتعزيز الأمن الغذائى، وتنويع مصادر الواردات الغذائية، وتوفير بيئة ممكنة للبحث والتطوير والابتكار، وزيادة حجم الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى؛ لتعزيز قدرة الدولة والشركات الناشئة على المشاركة فى السباق التكنولوجى الشرس.
فيما عقب على ذلك الدكتور جمال زهران موضحًا أن الصراع الروسى الأوكرانيا،، تجرع مرارة أثاره العالم بأسره؛ فقد أنشأت تلك الأزمة عدة قضايا مصيرية مثل أزمة قلة موارد الطاقة سواء كان نفط أو غاز، وكذلك تجرعت مختلف دول العالم من أزمات الغذاء القمح، وأوضح أن أهم ما يجب رصده وتحليله بدقة جراء هذا الصراع، يتمثل فى التحولات التى سيشهدها العالم بأسره؛ فسوف تشهد خريطة العالم تحولات كبيرة على مستوى الجغرافية السياسية، ولا شك فى أهمية المتابعة الدقيقة لهذه التحولات الجغرافية السياسية.